تعهدت الوساطة المشتركة لمفاوضات سلام بدارفور بالدوحة بمواصلة جهودها في كافة الأصعدة من اجل إيجاد حل عادل شامل لقضية دارفور من خلال إستراتيجيتها التي تبنتها والتي تقوم على ضرورة إحلال السلام الشامل الذي لا يستثنى أحدا والمستمد من كافة المكونات الشعبية بالمنطقه. وقال وزير الدولة للشئون الخارجية القطري الوسيط القطري لسلام دارفور احمد بن عبد الله أل محمود خلال مخاطبته ممثلي فعاليات المجتمع المدني بولاية شمال دارفور بجامعة الفاشر في إطار برنامج زيارته مع الوسيط المشترك للأمم المتحدة والاتحاد الافريقى و الوفد المرافق لهما إلى ، قال إن زيارة الوساطة المشتركة إلى دارفور جاءت بغرض إطلاع كافة الفعاليات بالولاية بالجهود التي قامت بها الوساطة خلال الفترة الماضية بجانب الاستماع إلى أرائهم ومقترحاتهم التي من شانها تحقيق الخير المنشود لأهل دارفور ، مؤكداً في هذا الخصوص أن الجهود التى تبذلها الوساطة تأتى لإيمانها المطلق بان السلام بدارفور لا يتحقق إلا من خلال العمل مع الجميع وصولا إلى سلام عادل وشامل. واستعرض الوزير نتائج المفاوضات بين الحكومة السودانية وحركة التحرير والعدالة التي تجرى حالياً بالدوحة بجانب ما تم توقعيه من اتفاق اطارى و اتفاق لحسن النوايا وبناء الثقة مع حركة العدل والمساواة في وقت سابق والمشاورات التي تجرى لإعادة الحركة إلى طاولة التفاوض ، علاوة على الاتفاق الاطارى واتفاقية وقف إطلاق النار اللتين تم توقعيهما مع حركة التحرير والعدالة التي ضمت (22) حركة من الحركات الدار فورية المسلحة ، مشيراً الي أن الحركات الأخرى التي لم تنضم إلى منبر الدوحة أبدت رغبتها في اللحاق بالمنبر ألا أنها لم تتوصل إلى الصيغة التي تمكنها من تلك المشاركة واصفا تشتت الحركة المسلحة بأنها المهمة الأصعب بالنسبة للوساطة. وحول موقف حركة العدل والمساواة قال بن محمود انه والوسيط المشترك جبريل باسولى قد التقيا رئيس الحركة بجانب أن الحركة قد أرسلت وفداً إلى الدوحة ، حيث قام الوفد بإجراء مشاورات مع الوساطة قدموا من خلالها ما لديهم من مقترحات للعودة إلى التفاوض. وفيما يتعلق بموقف حركة تحرير السودان جناح عبد الواحد كشف الوزير أن عبد الواحد بصدد عقد مؤتمر له بباريس ليعلن من خلاله موقفه من السلام بدارفور ، مشيرا إلى إنهم لا يعلمون ما ينوى عبد الواحد القيام به ، مؤكدا في هذا الخصوص إنهم كوساطة على ثقة تامة بأنهم على الطريق الصحيح ، وان الجميع من أهل السودان ودارفور حريصون على تحقيق السلام الشامل والمستدام الذي لا غالب ولا مغلوب فيه. وأعلن الوسيط القطري لسلام دارفور أن وثيقة الاتفاق النهائي التي تعمل الوساطة في إعدادها ستكون وثيقة الحل النهائي لقضية دارفور ستكون وثيقة جامعة ستأخذ برؤى الجميع ، وأنها ستتضمن نتائج المفاوضات التي توصلت إلى مفاوضات الحكومة السودانية وحركة التحرير والعدالة بجانب الأفكار المقدمة من قبل الوساطة لحركة العدل والمساواة وحركة التحرير جناح عبد الواحد ، علاوة على أن الوثيقة ستتضمن نتائج الاجتماع الأول والثاني لممثلي المجتمع المدني الدارفورى الذي عقد بالدوحة خلال العاميين 2009م و2010م ، ومقترحات اللاجئين والنازحين علاوة ما اشتملت عليها الوثيقة في الجوانب السياسية والاقتصادية والتنموية. من جانبه أكد الوسيط المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الافريقى جبريل باسولي ان زيارتهم إلى دارفور تأتى لان الجميع يؤيدون عملية السلام التي تعكس رغباتهم وتلبى كافة تطلعاتهم مبينا إنهم وفريق الصياغة سيقومون بتضمين ما يتفق عليه أهل دارفور وأخذها بعين الاعتبار ، حتى يكون الجميع معنيون بتنفيذ ما يتم الاتفاق عليه ، وأنهم يعلمون من خلال فريق الوساطة أن لا ياتى سلام دارفور جزئيا ، أو تكرس للخلاف بين مجموعة وأخرى ، مشيراً الي أنهم على اتصال مستمر مع الحركات المسلحة لإلحاقهم بمنبر الدوحة ويوقعوا على الاتفاق النهائي بالدوحة. من جانبه أعلن ممثل منظمات المجتمع المدني بشمال تمسكهم بما جاء في اعلانى الدوحة الأول والثاني للمجتمع المدني ، وضرورة تضمينها في وثيقة السلام المرتقب ، و إشراك المجتمع المدني في كافة مراحل الصياغة النهائية للاتفاق ، كما امن المتحدث ضرورة تمكين ممثلي منظمات المجتمع المدني ، وامن على أهمية الوصول والالتقاء بالحركات التي لم تنضم إلى مسيرة السلام بالدوحة لحثها للانضمام من اجل الوصول إلى سلام شامل وعادل ودائم يرضى الجميع ، بجانب التأكيد على أن يكون دارفور إقليما واحدا ، وان يكون التوافق دارفورياً والتشاور هو الفيصل في تحديد الأسلوب للحكم في هذا الإقليم ، والعمل على تنفيذ توصية ممثلي المجتمع المدني الخاص بمقابلة الرئيس السوداني المشير عمر البشير لنقل وجهة نظرها إلى الرئاسة السودانية مطالباً الوساطة بالسعي لتحقيق هذا المطلب ، مع ضرورة مشاركة ممثلي المجتمع في كافة مراحل العملية السلمية.