تشكل الزيارة الحالية للوسيطين القطري، والأممي الإفريقي، آل محمود وجبريل باسولي، للسودان، مرحلة مهمة ل «سلام دارفور» في ربع الساعة الأخير، التي تسبق الإعلان، رسميا، عن وثيقة السلام، في الشهر المقبل. الاثنان، آل محمود وباسولي، التقيا في الخرطوم الرئيس البشير ومسؤولين، وزعماء كيانات سياسية، وينتظر أن يلتقيا في الإقليم السوداني، الذي يتغطى بالتعب والدم، قادة المجتمع المدني الدارفوري، ويزوران معا مخيمات النازحين، حيث أصحاب الوجعة الحقيقية، من الحرب البشعة. لقاءات الوسيطين، في السودان، تستهدف وضع الجميع في صورة وثيقة السلام، والتي جاءت من الوساطة المشتركة بعد جهود جبارة ومفاوضات صعبة شهدتها الدوحة بين الخرطوم وحركات متمردة، وشاركت في بعض جولاتها منظمات المجتمع المدني الدارفوري. بالطبع، لاتزال هنالك أكثر من حركة قابضة على السلاح، لم تشارك في «منبر الدوحة» بالرغم من النداءات المتوالية، التي ظلت تطلقها «الوساطة» وتطلقها الأطراف الدولية والإقليمية المعنية بسلام دارفور. وبالطبع أيضا، فإن قطار السلام، الذي بدأ يتحرك، لن تفرمله هذه الحركات الرافضة والتي لايزال يعول عليها أصحاب الوجعة الحقيقية، وتعول عليها «الوساطة» في أن تجنح للتفاوض وتلحق بالقطار، متغلبة بذلك على شيطان الفرقة والعداوة، من أجل الوطن السوداني، ومن أجل النازحين المتعبين، في المخيمات البائسة. الوقت، كما هو قيمة اقتصادية، هو قيمة حياة أو موت في زمن الحروب، ولئن كانت الوساطة المشتركة، القطرية الأممية الإفريقة، قد أعلنت أمس على لسان الوسيط باسولي إمكانية مد زمن «الوساطة»، أملا في لحاق الرافضين بالقطار، من أجل التسوية التي لا تستثني أحدا، فإنه ليحق على أولئك الرافضين الإسراع للحاق بالقطار، كسبا لوقت الحياة في زمن الموت! الامصدر: الوطن القطرية 29/11/2010