السودان يمر بزلزال .الحكومة السودانية (المؤتمر الوطني )عبارة عن قراصنة السودان دولة فاشلة .هذا جزء يسير من تصريحات أطلقها الأمين العام للحركة الشعبية السيد باقان اموم .والذي يعرف اموم –الشيوعي السابق الذي لميستطع أكمال تعليمه بكلية القانون بجامعة الخرطوم واضطر لتلقي تدريبات وكورسات عن حرب العصابات مدعمه بالنظرية الماركسية في كوبا ،يدرك أن الرجل ومنذ حوالي (6)سنوات هي عمر دخول الحركة في العملية السلمية يتعامل بذات العقلية المحدودة المؤطرة بإطار واحد والدائرة في فلك دائرة واحدة .منذ أن أصبح اموم أمينا عاما للحركة الشعبية وجاء ألي الخرطوم وهو يردد ذات العبارات التي قراناها أعلاه ،فهو باستمرار في حالة مواجهة مع ماضي لم يفارقه وفي حالة خصام مع حاضر لا يعرف كيف يتعايش معه وفي حالة انقطاع عن مستقبل لم يقدم له أبدا ادني تصورا أو ملامح .فحديث اموم عن فشل دولة السودان لا يقابله موقف ايجابي عن كيفية معالجة هذا الفشل ،فقد نسي الرجل أن من أهم أدبيات الماركسية التي اعتنقها قبل أن يخلع جبتها ويتجه صوب واشنطن هي النقد الذاتي .إذ هل من المقبول أن يكون اموم وحركته وحدهم هم الصواب وبقية السودانيين علي خطاْ وهم وحدهم بالتالي المسئولين عن فشل الدولة السودانية ؟أين عاش اموم وأين درس وأين مارس السياسة أذا لم يكن في السودان ؟لقد كنا علي استعداد لاحترام ما يطلقه الرجل من أوصاف لو انه أعطي بالمقابل أسبابا موضوعية –لم يبرئ فيه احد –لفشل الدولة السودانية ومن ثم أعطي توصيفا لكيفية معالجة الفشل . إن مجرد عدم تمكن جزء من السودانيين –جزء يسير جداً-من الاندماج والتعايش في الدولة السودانية لا يُحسب فشلا لهذه الدولة ففي كل مجتمع وفي كل دولة هناك من لا يستطيعون الاندماج والانسجام وما من شك أن فشل الحركة الشعبية في التعايش مع بقية مكونات الدولة السودانية لا يعتبر مقياسا لفشل الدولة ولو كان الأمر كذلك ماذا يُسمي اموم الجنوب وقد فشل مواطنوه في العيش فيه واختاروا الشمال ودول الجوار وبعض أقاصي أوروبا وأمريكا ؟أن أزمة اموم انه يريد من كل السودانيين أن يمنحوا حركته الفرصة لحكم السودان كله بالطريقة التي تروق لهم ثم ينتظروا ليحكموا عليهم بعد ذلك مع أن سنوات قلائل من حكم الحركة لجنوب السودان وحده كانت كافيه لمعرفة أين يكمن الفشل ؟أن الزلازل التي يتحدث عنها اموم ليست سوي في ذهنه لان ما سوف يحدث هو مجرد استفتاء علي تقرير مصير لو لم يمنحه الشمال للجنوب لما استطاع الجنوب انتزاعه بالقوة .وقد كان حرباً باموم أن يشكر من منحوه حق تقرير المصير لان حركته قاتلت لعقدين ولم تستطع احتلال مدينة جنوبية واحدة ولم تقترب من جوبا ولو لم تكن نيفاشا لما كان لاموم هذه السانحة التي يتحدث فيها عن الزلازل والبراكين !!