مع اقتراب مواعيد الاستفتاء تتصاعد من الأسئلة حول مستقبل السودان ككل ومصير قطاع الشمال بالحركة الشعبية خاصة في حال وقوع الانفصال, صحيفة (السوداني) حملت العديد من التساؤلات وطرحتها علي القيادي بالحركة الشعبية ويد حامد, والذي بدت نبرة الإحباط, واضحة من حديثه معنا لمالات الأوضاع, ولفشلهم في تحقيق ما قاتلوا لأجله طوال عقدين من الزمان. السودان يقف الآن علي مفترق طرق فالي أين تتجه الحركة الشعبية؟ هنالك أوضاع ومستجدات وتطورات تفرض نفسها علي أجندة كل الأحزاب السياسية في البلاد بما فيها الحركة الشعبية لتحرير السودان وهي قضايا الاستفتاء والإجراءات التي يجب إتباعها فيما يختص بالاستفتاء. هنالك أيضاً قضايا مهمة الشريكان يعطيانها اهتماما أكبر خاصة قضايا ما بعد الاستفتاء وهي قضايا كثيرة ومتشابكة, أهمية هذه القضايا أنها سوف تحدد مستقبل العلاقة بين الشمال والجنوب, اذا نجحنا في وضع ترتيبات لفترة ما بعد الاستفتاء نخلق علاقة جيدة وأخوية بين الطرفين الشمال والجنوب, حتما هذا سوف يعد بمستقبل اخوي غير متنازع عليه, وإذا فشلنا في ذلك أي لم نتوصل الي ترتيبات جيدة, فان المنطقة سوف تكون مرشحة لحروبات وعدم استقرار, هذه هي القضايا الجوهرية التي نهتم بها هذه الأيام. لكن الحركة الشعبية نعت رسمياً الوحدة علي لسان رئيس قطاع الجنوب إن ايتو التي أعلنت انحيازهم للانفصال فما الذي حدث؟ لقد استمعت الي التعليق الصادر من ايتو, واعتقد أن تعليقها خاص بها, والحركة الشعبية عبر مؤسساتها لم تصدر مثل هذا الأمر بأن هذا القرار يخصها ويخص قطاعها ولكن يمكن أن تسال الرفيقة إن ايتو حول الأسباب التي دعتها لمثل هذا الموقف, ولكن الشئ الأهم أن هذا الموقف لا يعبر عن السياسة الرسمية للحركة ولم تخرج من أي مؤسسة من مؤسساتها. من ناحية مؤسسية هل من الممكن أن تتعرض الرفيقة ان ايتو للمساءلة والمحاسبة تنظيمياً؟ لا اريد الخوض في ذلك, ولكن ان ايتو هي عضو المكتب السياسي للحركة الشعبية, وهي نائبة الأمين العام ورئيسه القطاع الجنوبي, واعتقد أن هذا الأمر لا يكون في دائرة مسؤولياتنا نحن وهذا الأمر متروك لقيادة الحركة الشعبية . يري مراقبون ان الحركة انكفأت جنوبا وباعت مشروع السودان الجديد لصالح الأطروحات الانفصالية؟ هذا ليس صحيحاً, أو لا قضية الوحدة والانفصال هي قضايا تخص السياسة الكلية للدولة ومدي استعداد هذه الدولة لتقديم تنازلات لصالح الوحدة, إضافة لذلك فان الشعب الجنوبي هو الناخب المعني بالتصويت لأي من الخيارين, الحركة الشعبية لا تستطيع أن تسبح عكس التيار, الحركة الشعبية لا تستطيع أن تجبر المواطن الجنوب للتصويت للوحدة أو الانفصال. الحركة الآن أعلنت صراحة وقوفها مع الانفصال وهناك أكثر من مؤشر علي تأثيرها علي المواطن الجنوبي للتصويت لما تريد؟ نعم هنالك عدد من قيادات الحركة الشعبية عبرت عن هذا الاتجاه, ولكن يجب فهم ذلك في إطار أنه قد يكون تعبيراً عن احباط, أنا شخصياً محبط لما آلت اليه الأمور, ومحبط أكثر لأننا لم نستطيع أن تغير الأمور علي مستوي المركز في اتجاه إعطاء الوحدة إمكانات أكبر, وأنا أيضاً علي المستوي الشخصي والحزبي ساهمت في ذلك, وكلنا ساهمنا في ذلك, ولا يمكن أن نعلق الحبل علي المؤتمر الوطني وحده كما ذكرت سابقاً . الوطني هذه هي سياساته وهذا هو برنامجه, وهذه هي فلسفته ولكن نحن جميعاً فشلنا في أن نجبر المؤتمر الوطني علي تغير هذه السياسات لصالح أن يكون هناك توافق سياسي واقتصادي واجتماعي يرضي كل الأطراف مما دعم استمرار سياساته التي احملها مسؤولية الانفصال. في المقابل ماذا فعلتم انتم في الحركة الشعبية لجعل الوحدة جاذبة؟ الحركة الشعبية مقصرة في أنها لم تفعل ما هو مناسب لدفع المؤتمر الوطني والحياة السياسية العامة نحو اتفاق وطني لتبني سياسات مغايرة لسياساته الحالية التي ستقود السودان لتقسيمات أكثر, نعم فشلنا في ذلك, نحن قاتلنا واحد وعشرين عاماً وقعنا اتفاقاً قبل 6 أعوام, ولكن لم نستطيع ان نصل بالحركة الشعبية للأهداف التي أعلنتها وهي خلق سودان جديد, اذا لم نصل الي السودان الجديد يجب أن نعترف أننا فشلنا, ويمكن الحديث عن أسباب الفشل وليست كلها مرتبطة بالمؤتمر الوطني, صحيح أنه لعب دوراً كبيراً في إضعاف القوي السياسية لينفرد بالحكم, ولكن في ذات الوقت يجب أن نتحمل مسؤولياتنا السياسية والأخلاقية, ويجب أن نعترف بهذا القدر من الفشل. نقدكم للذات واعترافكم بالفشل كان سبباُ لاتهامكم من قبل البعض بأنها مواقف مدفوعة الثمن؟ هذا ابتزاز لا أريد الرد عليه, ونحن موجودون في الحركة الشعبية لمدة 20 عاما والجميع يعرفنا من أكثر قيادي الي الأصغر, ويعلم مدي انتمائنا والتزامنا بهذا التنظيم ولهذا المشروع . وما المفترض أن تكون الاتفاقية هي الأساس الذي ننطلق منه نحو تكملة مشروع السودان الجديد ،ولكننا قبعنا في النقطة التي بدأنا منها ولم نتحرك شبرا نحو بناء السودان الجديد وهذا هو الفشل ما الدافع وراء تلك الاتهامات ؟ انا لا اعرف من الذي يروج لمثل هذا الحديث ،ولكن لسخرية الأقدار هنالك الكثيرون الذين يتحدثون باسم الحركة الشعبية ،وانتم الصحفيون تقولون القيادي البارز فلان الفلاني ،والقيادية فلانة ،ونحن لا نعرفهم ومن أين جاءوا ،وهذا شيء لا اريد الحديث عنه . ترددت إنباء أن لديكم عدد امن الخطط البديلة للتعامل مع الأوضاع من بينها الخطة "ب"إلي أي مدي ذلك صحيحا ؟ لدينا الخطة "ا،ب،ج،س،د"وهذا من حقنا ،نحن حزب ويجب يكون لدينا الخطط ،وأي حزب لديه خطط ،أنت مثلا علب المستوي الشخصي لديك خطط . بالطبع أن حزب لديه استراتيجياته ،عادة أن الحزب لا يتوكأ علي عصاه واحدة ،لأي تنظيم سياسي خططه المختلفة التي تتحدث عن طبيعة المرحلة المعينة أيضا لكل حزب الحق في أن يتنبا بما يحدث ويضع من الاحتياطات ما يجعله مستمرا في الحياة ،لكن منة المهم هنا الإشارة إلي أن العودة الحرب ليس من ضمن الخطط الكثيرة ،فنحن في الحركة الشعبية مؤمنون بضرورة العمل السياسي . إذا كنتم حقا لا تريدون الحرب ،لماذا كل هذا التسلح والتدريب ؟،وأين ذهبت أموال البترول ؟ يجب الا نكون حساسين في ذلك ،أولا :الجيش الشعبي هو احد من الجيوش القومية المعترف بها في الدستور وهو ليس جيشا متمردا او حركة متمردة الجيش الشعبي القوات المسلحة القوات المشتركة هذة قوات نص عليها الدستور وتعترف بها الدولة اذا كان هناك تسليحا للقوات المسلحة السودانية ولا حاجبي يرتفع ألي ذلك وأيضا اذا تسلح الجيش الشعبي يجب الا يرتفع حاجب الآخرين لانه لديه مهام دفاعية وهوجيش يقف ألان علي الآلاف الكيلومترات في الحدود السودانية مع عدد من دول الجوار وهي دول ليست مستقرة وفيها الكثير من المشاكل وهناك تمردات لبعض دول الجوار والتي امتدت وبالها علي السودان ولكل ذلك يجب أن يكون الجيش الشعبي مستعدا تماما لأداء هذه المهام ولكن اذا كان السؤال الغرض منه الاستفسار عن استعداد الجيش الشعبي للحرب مع القوات المسلحة السودانية فانا اؤكد لك انه ليس في ذهن قيادة الحركة الشعبية والجيش الشعبي ان تعود بالسودان مجددا الي الحرب . أذا كيف تفسر بعض التصريحات التي تتحدث عن امتلاك سلاح جو ،وصواريخ قادرة علي اختراق العمق الشمالي ؟ لا اريد الرد علي هذا لأني لم اسمع مثل هذا الكلام ولكن أؤكد أن قيادة الحركة الشعبية تؤكد باستمرار أنها لن تدفع بالسودانيين مرة أخري إلي أتون الحرب هناك حديث عن اعتزام تحول القطاع الشمالي إلي حزب سياسي يبشر بمشروع السودان الجديد في حال الانفصال ،ما مدي الفعالية المتوقعة في ظل الإحباط الذي تعيشه بعض القيادات الشمالية بالحركة ؟ الانفصال في حال حدوثه سوف يترتب علية كثير من الياء وهذه الترتيبات الداخلية ليست خاصة فقط بالحركة الشعبية أنما لكل الأحزاب التي لديها امتدادات شمالا وجنوبا كل الأحزاب التي لديها عضوية وامتدادات في الشمال والجنوب سوف تعيد حساباتها وفقا للمستجدات السياسية في السودان .أذا انفصل الجنوب المؤتمر الوطني مطالب بان يجيب علي هذا السؤال والحزب الشيوعي مطالب بان يجيب علي هذا السؤال ،وكذلك الحزب الاتحادي الديمقراطي والأمة،والحركة الشعبية أيضا ،وجميع الأحزاب التي لها امتدادات شمالا وجنوبا عليها إن تجيب علي هذا السؤال لان لديها عضوية ووجود سياسي وتنظيم ومكاتب موجودة في الجنوب ،أيضا لديها نفس الوجود في الشمال ،لذلك فان الحركة الشعبية في حال الانفصال سوف تجلس مثل بقية الأحزاب السياسية في البلاد لمحاولة إيجاد معالجة للوضع الجديد ،الحركة الشعبية وفقا لنتائج الاستفتاء سوف تقرر مدي التبعات تنظيميا وسياسيا ،ولكن الشيء الذي يجب أن أؤكده أن الحركة الشعبية ومشروع السودان الجديد يمثلان رؤية غير مرتبطة بزمان أو ميقات أو مكان ،لذلك فأنها وجدت القبول وفي يقيني أن مشروع الحركة الشعبية يصلح ليس للسودان فقط شمالا وجنوبا وإنما يمكن أن يصبح نموذجا لعدد من الدول التي قضاياها ومشاكلها تشابه قضايا السودان .أن دولة ما في ركن قصي من أسيا قد تلجا لهذه الرؤية في حل قضاياها ،وإذا فشلنا اليوم في تحقيقها سيتناولها جيل ما في زمان ما ويستهد بها لحل قضاياه ،فمشروع السودان الجديد يستمد أهميته من كونه يدعو إلي تأسيس دولة مواطنة ،تتساوي فيها حقوق جميع الناس ولا يكون هناك أي تمييز سياسي او اقتصادي او اجتماعي او ثقافي لأي مجموعة من المجموعات ،هذا هو ما نحتاجه الآن .ونحن كحركة شعبية وقوي سياسية ديمقراطية ..فشلنا في تغيير المركز أو تحريكه من مكانه بأحداث أي تغييرات جوهرية تحقق وحدة طوعية وتعايشا سلميا ومواطنة متساوية بين شعوب السودان المختلفة ،وبالتالي لازال المؤتمر الوطني بذات رؤيته التي أدت لما يحدث ألان . هل الانفصال سوف يزيل هذه المشاكل ؟لأسوف تظل هذه المشاكل موجودة في الشمال ،سيكون هناك مسلمون ومسيحيون ،سوف يكون هناك أفارقة وعرب ،سوف يكون هناك مركز وهامش ،لذلك نحن محتاجون لهذا الفكر بغرض أيجاد معالجة سلمية لكل هذه التشابكات ،وهذه التصادمات وهذه القضايا التي اعتقد أن مشروع السودان الجديد يصبح نموذجا لحل هذه القضايا . نقلا عن صحيفة السوداني السودانية 15/12/2010م