قال الشرتاي جعفر عبد الحكم رئيس السلطة الانتقالية لإقليم دارفور و والي ولاية غرب دارفور فى أول مؤتمر صحفي له يعقده عقب توليه رئاسة سلطة إقليم دارفور خلفاً للمتمرد مني أركو مناوي (إن هنالك دلائل على وجود فساد مالي إبان تولي السيد مناوي لها ، إذ أن هنالك – على حد قول عبد الحكم – أمولاً كثيرة سلمت للسلطة الانتقالية و لا ندري أين ذهبت ) ! وأشار عبد الحكم الى أن مناوي كان قد قرر استقطاع 25% من مرتبات العاملين بالسلطة، لا يدري أحد أين ذهبت هى بدورها! من جانبها كشفت المفوضيات والأمانات التى تتبع للسلطة، أن مناوي و منذ عامين لم يجتمع بها و لم يتفقدها و يقف على سير أدائها . و ما من شك أن هذه التصريحات – حتى لو لم تُثبت بشكل دامغ الآن – تثير بالفعل شبهة فساد مالي بحق مناوي ، وهى بكل تأكيد تهمة شائنة للغاية ولا يستبعد معها أن تكون أحدي أسباب تهرب مناوي من بند الترتيبات الأمنية و خرقه لاتفاقية أبوجا بتمرده الأخير هو هذا الفساد المالي ، هذا إذا لم يكن هو كل السبب . ولعل مناوي الذى يشعر الآن بأنه (فى أمان) كونه يتواجد بعيداً عن السلطة المركزية فى الخرطوم كانت واحدة من الهموم التى أرقته كثيراً مؤخراً هو أن يبتعد حتى لا يقع فى قبضة السلطة جراء تحقيقات تمس ذمته المالية. ويشير رفقاء لمناوي بقوا فى الخرطوم – ما من سيبل لإيراد أسمائهم لمصلحة التحقيق الجاري الآن - إن مناوي (تورط فعلاً) على حد تعبيرهم فى فساد مالي منذ أن غادر الخرطوم فى العام الماضي و اعتصم بمكان تمركز قواته فى جنوب دارفور ، الى أن إلتقاه وقتها نائب الرئيس على عثمان محمد طه و عاد بعدها الى الخرطوم و لا يُعرف على وجه الدقة فيم صرف مناوي المبالغ المالية التى قالت مصادر عديدة أنها بكل المقاييس ضخمة، وأنها صُرِفت لنحو عامين على الأقل ، وهو السبب الأساسي الذى جعله لا يجتمع و لا يلتقي بقادة أجهزة السلطة و المفوضيات حتى لا تنكشف الأمور. و يشير مصدر وثيق الصلة بمناوي أن الرجل كان فى بعض الأحيان يعبر عن مخاوفه جراء انكشاف الخلل المالي ، و تحاشي فى أحيان كثيرة مراجعة أموال السلطة و كان فى كثير من الأحيان يهدد بالتمرد إذا ما ثارت حوله شبهة مالية. و هكذا يبدو أن الشاب الثائر الذى أورد أسباباً واهية و مثيرة للضحك عند تمرده مؤخراً حصرها فى ما قال إن الحزب الوطني سعي لأخذ قواته وإدماجها و تركه بدون قوات وبلا سلطة ، كان فى الحقيقة يعاني من ما يمكن وصفها ب(مشاكله الخاصة) فهو لم يكن أميناً بالقدر الكافي على أموال أهل دارفور الذين يدعي انه يحارب من أجلهم ، ولم يكن يمتلك الشجاعة الكافية ليواجه المحاسبة جراء ما فعل و كنا – دون أدني شك – نحترم تمرده و عودته الى الحرب لأي سبب كان لو أنه لم يمد يده – الثائرة – الى أموال البسطاء من أهل دارفور الذين قضي باسمهم أربعة أعوام دون أن ينجز لهم مشروعاً تنموياً ولا خدمات أساسية ، وكل الذى فعله أنه أخذ أموالهم ، ثم هرب الى أحراش الجنوب باحثاً عن تجارة حرب جديدة !