طالعتنا الصحف المصرية امس بخبر اعتقالها لشبكة تجسس إسرائيلية ممتدة حتى السودان بحسب اعترافات المتهمين، والأسبوع الماضي وصل عاصمة جنوب السودان «150» لاجئًا سودانيًا كانوا في اسرائيل بحسب ما نقلت التقارير الإخبارية حيث تمت إعادتهم بعد أن تم تدريب عدد منهم على أن يعملوا «عيون وآذان» لدولة الاحتلال على البلاد كما ذكر أحد العائدين ل«الإنتباهة»، لكن ماذا فعلت الحكومة لأولئك الجواسيس؟ وكيف تم التعامل معهم؟ وماذا فعل جهاز الأمن إزاء ما نقلته الصحافة المصرية عن أن شبكة جواسيس إسرائيل التي تتابع الاتصالات والمكالمات الدولية «ممتدة حتى الخرطوم»؟ ويقول رئيس جهاز الأمن الخارجي السابق المدير العام لمركز دراسات الشرق الأوسط وإفريقيا، اللواء الدكتور عثمان السيد إن أعداد اللاجئين الذين عادوا إلى السودان من إسرائيل أكبر من التي صرحت بها القنوات الإسرائيلية وإنها مكلفة بالعديد من المهام الإستراتيجية في السودان خلال الفترة الحالية، ويضيف السيد ل«الإنتباهة» أن لإسرائيل جهاز مخابرات تمتد انشطة عملياته حول العالم، وأن الذين تمت إعادتهم للسودان ما هم إلا نسبة بسيطة من الذين هم موجودون أصلاً بالسودان ويقومون بأعمالهم التجسسية والتخابرية ضد السودان والذين يتبوأون مناصب حساسة في البلاد، ويشير السفير السابق إلى أن تلك الأنشطة ليست حكراً على إسرائيل فقط بل تمتد حتى المخابرات الغربية والأمريكية، وينبه السيد إلى أن إسرائيل في الأساس دولة دينية عرقية لا تقبل السودانيين وحتى الإثيوبيين الموجودين لديها هم في الأساس يهود، لذلك طالب السيد الأجهزة الأمنية بالمزيد من الحذر إزاء أولئك العائدين من إسرائيل بأن تتم مراقبتهم وحصرهم لأنهم في الأصل مدربون على الاتصال بإسرائيل بكيفيات عدة خاصة مكتب المخابرات الإسرائيلي في جنوب السودان بجانب أذرع الموساد الموجودة في دارفور. ويتفق مع السيد مدير دائرة الأمن الخارجي السابق العميد حسن بيومي الذي قال ل«الإنتباهة» إن المجموعات التي عادت للسودان من إسرائيل ليست مجموعات عادية وإنما تم تدريبها من قبل جهاز الموساد وأخرى من الجيش الإسرائيلي، والذين تمت إعادتهم خلال هذا الوقت الذي يمر به السودان لتنفيذ أجندة معينة، أولها التصويت على الاستفتاء خاصة وأن إسرائيل تجهز لذلك الأمر منذ فترة طويلة لتنفيذ إسترتيجتها، وتوقع الخبير الأمني أن تكون مهمة أولئك الجواسيس أكبر مما نتصور خاصة عقب تدريبهم والتي لا يمكن حصرها حالياً إلا في نطاق «التجسس، التخريب، إنشاء شبكات للتخابر، الفوضى، قناصة، فرق اغتيالات» وأهمها «التأثير على الرأي العام «الإشاعات»، ويقول بيومي إن إرسال إسرائيل لأولئك اللاجئين في هذه المرحلة الانتقالية في السودان هو أمرٌ يجب عدم السكوت عليه وعلى الحكومة الحذر من القادم. وفي ذات الإطار تشير معلومات«الإنتباهة» إلى أن العديد من المجموعات التي عادت خلال السنوات الماضية من إسرائيل قامت بتسليم أنفسها لجهاز الأمن والمخابرات من ضمنها مجموعة تصحيح المسار التي اعترفت بأنها قامت بتزوير شهادات زور في المحكمة الجنائية وأبانت أنها تلقت تدريبًا في إسرائيل على أيادي ضباط الموساد للعمل ضد الخرطوم، هذا بجانب أن العديد من أفراد المنظمات العاملين بإقليم دارفور والذين يدخلون السودان بجوازات سفر مزورة وهم يتبعون للاستخبارات الإسرائيلية أعدادهم لا حصر لها، بالتالي فإن الخبراء الذين استنطقتهم «الانتباهة» يتفقون على ضرورة كشف تلك الشبكات خلال الفترة المقبلة قبل الاستفتاء بتكثيف كافة الجهود عبر المطارات والمراجعات الشاملة للجان الأمنية، خاصة وأن عدد عملاء إسرائيل بالسودان بحسب السفير السيد وبيومي غير مرئي و غير مسموع وهم الخطر الحقيقي الذي يجابه البلاد. نقلا عن صحيفة الانتباهة السودانية 23/12/2010م