شاهدت مناظرة السيد أتيم قرنق مع البروف غندور في تلفزيون السودان واستغربت جدا لما استخدمه السيد أتيم من لهجة التحقير والاستخفاف لما حدث للقيادي الشبابي زهير حامد والذي اعتقل في حاوية في جنوب السودان لقد اخذ السيد أتيم يردد عبارات علي شاكلة: حاوية بتاعت شنو؟ وهو في زول بقعد في حاوية تلاتة يوم وبطلع حي؟ قضية زهير وطنية إنسانية تمت في ظروف حرجة جدا يمر بها السودان فالبلاد علي شفير انقسام والجنوب ذاته فيه حركات تمرد لا تسيطر عليها الحركة الشعبية التي يتحدث أتيم بالإنابة عنها. والدماء تنزف في الجنوب من وجونقلي إلي غرب الاستوائية! هذه الحاوية التي دخلها زهير والتي يجحدها أتيم بالرغم من بؤسها ربما تكون حلما لمواطنين جنوبيين يعيشون في ختم المشمعات ورواكيب القش تحت البرد والمطر والدودة الغينية والملاريا! وهي أفضل من حياة الأطفال العالقين في ميناء كوستي لأنهم تأخروا مع أسرهم عن مواعيد التسجيل ولم تعد الحركة الشعبية وحكومتها تعبا بهم ولا تشغل بالها باستقبالهم في الجنوب لأنهم خرجوا من قوائم التسجيل فلا قيمة إعلامية أو انتخابية لهم بعد هذا! النقطة الاخري التي أفلس فيها السيد أتيم قرنق إفلاسا مزعجا هي مسألة إجازة القوانين عبر البرلمان حيث حاول في البداية التنصل من القوانين والإلقاء بها علي (رقبة البروق غندور) مشيرا الي إنا أنها قوانين المؤتمر الوطني. كيف يسمح نائب رئيس البرلمان لنفسه بإيراد معلومات غير صحيحة عن قوانين برلمانية ثم اقر لاحقا بعد حصار غندور له بقانوني القوات المسلحة والشرطة وعندما بدأ غندور يذكره بقانون الصحافة.. قال أتيم: نوعا ما أو بعضه! يا سيد أتيم حتي مواطني بروسكل يعرفون موضوع قانون الصحافة ومسودة الحركة الشعبية الأولي (المبيدة للحريات) ثم الثانية (الدعائية) ثم التوفيق بين هذا التناقض ومسودة المؤتمر الوطني وحتي نهاية الخطوات بالإجماع! اتحاد صحافيي شرق إفريقيا كان يتابع ويتلقي الإخبار اليومية وكذلك الاتحاد الدولي للصحافيين في بروكسل واتحاد الصحافيين العرب في القاهرة. هذا غير المنظمات الاخري ذات (الغرض) ثم اجيز القانون واتحاد الصحافيين السوداني داخل قبة البرلمان! وكل شئ موثق ومرفوع في مواقع الانترنت باللغتين العربية والانجليزية ! إنني أستحي إنابة عن السيد أتيم قرنق لو سمح احد الصحافيين حديثه في تلفزيون السودان! اللهم إلا إذا كانت الحركة والسيد أتيم يردان التكسب وادعاء الديمقراطية بالتصريحات و(الكلام المجاني) قبل وبعد تصويتهم للقانون! قضية القانون الأمن كانت مضحكة جدا بالنسبة لي فالسيد أتيم يدافع عن القانون عندما واجهه الصحافيون بأسئلة عن الاعتقالات في جنوب السودان وبررها بأنها شرعية موافقة للقانون! وكانت الضربة القاضية عندما ذكره غندور باتفاق الحركة مع الوطني بالإجازة دون تصويت الحركة فالحركة تريد أن تركب سرج الحريات وتذبح الجواد وتأكل لحمه في ذات الوقت! سيد أتيم.. أنت أذكي من هذه الأخطاء ولكنك مجبر علي التصدي للوطني وإخفاء خياراتك الخاصة في الاتفاق معه.. هذا هو تحليلي لحالتك! نقلا عن صحيفة السوداني السودانية 27/12/2010م