فعلت فرنسا الكثير من قبل في دارفور وقد ساعدها علي ذلك وجودها المكثف القديم في تشاد المجاورة للاقليم والخاضعة علي نحو صارخ للمشيئة الفرنسية. فعوضا عن الدعم اللوجستي والسياسي للحركات الدافورية المسلحة وأبرزها دعمها لحركة عبد الواحد محمد نور، واستضافتها للمتمرد عبد الواحد في باريس وتشجيعه علي التعنت علي عدم خوض أي مفاوضات والاحتفاظ به كورقه تعتزم استخدامها في المستقبل فان فرنسا ظلت تعبث- سرا وجهرا- بلأمن في دارفور, ووصلت دعوماتها الي حركة الدكتور خليل, وان كان ذلك بطرق ملتوية, كما أنها زادت من اشعال الموقف حين تدخلت أكثر من مرة لدعم نظام الرئيس دبي ضد المسلحين المتمردين علي نظامه وفي ذات الوقت تراخيها وعدم سعيها الي الضغط علي نظام الرئيس دبي لفتح الباب للحوار مع معارضيه واحلال نظام ديمقراطي تعددي علي غرار ما يمضي عليه السودان حالياً. بل ان فرنسا تثبيت أنها وعبر منظمات مختلفة وتحت شعر كثيف من السرية هربت أطفالا ونساء من دارفور بعضهم الي أوروبا وبعضهم الي اسرائيل, وقد كانت فضيحة محاولة اختطاف وتهريب (109) طفل من دارفور الذي قامت به منظمة ارش ذودي قبل عامين غيض من فيض, ثبت بالأدلة ان وراء عمليات المنظمة الحكومة الفرنسية أو علي الاقل سكوتها وتواطئها, والسماح للمنظمة باستئجار طائرة ضخمة لا تتوفر عادة لدي الشركات الخاصة, وقد ثبت التواطؤ أكثر حين حضر الرئيس ساركوزي بنفسه الي أنجمينا وأشرف بصفه شخصية علي اجراء محاكمات صورية لأعضاء المنظمة واحالتهم الي فرنسا ليطلق سراحهم هناك وتصبح القضية كأن لم تكن. وتشير مصادر دبلوماسية مطلقة في أنجمينا أن فرنسا هي التي أغرت عبد الواحد- بوسائل استخبارية معتادة –علي فتح مكتب لحركته في اسرائيل نظرا للعلاقة الوثيقة التي تربط كل من الرئيس ساركوزي ووزير خارجيته كوشنير بالكيان الصهيوني وهو رباط أيدلوجي معروف حيث ينتمي الاثنان ساركوزي وكوشنير الي منظمات صهيونية معروفه وتفتخران كل الفخر بهذا الانتماء. بهذه الخلفية يمكننا أن نفهم وندرك لماذا أطلقت فرنسا مؤخرا قمرا اصطناعيا تجسسياً ليحلق ويعوم في سماء اقليم دارفور فهذا هو ذروة ما كانت تصبوا اليه فهي لم تهتم بأزمة دارفوروتعمل علي عرقلة الحل,واصطناع تداعياتها من فراغ, ويعتبر القمر الاصطناعي (هليوس 2 بي) والذي حمله الصاروخ (أريان) الي الفضاء هو الاول من نوعه- وفقاً لما يتمتع به من تقنيات حديثه- الذي يطلق في المنطقة. وقد تححجت وزارة الدفاع الفرنسية – وهذا أمر متوقع- بأنها تود الحصول علي خرائط خاصة بالاقليم لفهم المناخ الاستراتيجي وقراءة التوقعات الخاصة بأي تهديدات عسكرية أو ارهابية!! وما من شك أن هذه الحجج واهية, فالتحركات في دارفور أياً كان مصدرها وهدفها لاتحتاج الي قمر اصطناعي عالي التقنية ولا تحتاج لكل هذا الجهد ولكن من المؤكد ان فرنسا التي بذلت كل هذه الجهود عينها علي (أمرما) في اقليم دارفور سواء كانت ثروات معدنية (يوراثيوم أو ماس أو بترول), أو مياه عذبه لصالح اسرائيل أو أي من الموارد المعروفة, كما أن الامر وثيق الصله باسرائيل التي لم تبتعد كثيراً في يوم ما عن دارفور وما يجري في دارفور. وعلي ذلك يمكن القول ان فرنسا تنتهك ببجاحة شديدة سيادة السودان وأجوائه, وتريد أن تسرق منه شئياً ما, أو تنهبه نهباً بطريقةََ ما , وفي وقت ما ولهدف ما!!