أعلن وزير الدولة للشئون الخارجية القطري أحمد بن عبد الله آل محمود أن الوساطة الخاصة بحل أزمة دارفور أحرزت خطوات متقدمة فيما يتعلق بالتوصل لوثيقة سلام دافور ، وتوقع أن يتم التوقيع على الوثيقة من قبل كافة الحركات الدارفورية والحكومة قريبا . وقال آل محمود مؤتمر صحفي مشترك عقده مع الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى والوسيط المشترك للامم المتحدة والاتحاد الافريقى جبريل باسولى بعد جلسة مباحثات مطولة بمقر الامانة العامة للجامعة العربية استعرضوا خلالها تقريرا حول نتائج الوساطة الخاصة بانهاء أزمة دارفور ، قال أنه سيتم تقديم الوثيقة الى مجلس الامن لاعتمادها كوثيقة نافذة ورسمية ثم تولي مسئولية وضع آلية تنفيذية لها باعتباره المعني بحفظ السلم والامن الدوليين . وقال أل محمود ان وفد الوساطة أطلع الامين العام للجامعة العربية بما تم انجازه بشأن ارساء السلام فى دارفور وخطة الوساطة المستقبلية فى هذا الشأن , مشيرا الى أن اللقاء مع موسى جاء ضمن جولة الوفد التى شملت زيارة مفوضية الاتحاد الافريقى بأديس ابابا والتى التقى خلالها رئيس المفوضية جون بينج ، وزيارة الاممالمتحدة بنيويورك ولقاء أمينها العام بان كى مون وكذلك الاعضاء الدائمين بمجلس الامن ، مشيراً الى أن خطة الوساطة منذ البداية تقوم على عنصرين أولهما المفاوضات , حيث توجد فى الدوحة جميع الاطراف ممثلة فى الحكومة السودانية وحركة العدل والمساواة وحركة التحرير والعدالة . وقال آل محمود ان الوساطة تسعى الى وضع وثيقة شاملة للحل تتضمن نتائج هذه المفاوضات ، معرباً عن أمله فى انضمام رئيس حركة تحرير السودان عبد الواحد محمد نور الى منبر الدوحة خاصة أنه أعلن عن عقد مؤتمر فى باريس قريبا سيعلن خلاله انباء طيبة وإعتزامه ارسال وفد رسمى يضم ثلاث شخصيات من قيادات الحركة الى الدوحة ، وقال أن العنصر الثانى لخطة الوساطة يتمثل فى استمرار المشاورات موضحا أن الوساطة ترى أن اهل دارفور يمثلون عاملا مهما لحل الازمة باعتبارهم اصحاب المعاناة وهو ما يستوجب الاستماع الى رؤيتهم وتلبية مطالبهم ، مشيراً الي فى أن سلسلة المؤتمرات التي عقد من في الدوحة أخذت في الاعتبار بتوصيات اللاجئين والنازحين وممثلي المجتمع المدني وهو ما تم تضمينه في وثيقة سلام دافور التي تسعى الوساطة الى تطبيقها . كما أشار الى الزيارات التى قام بها وفد الوساطة الى ولايات دارفور فى شمال الاقليموجنوبه وغربه والتى تم فيها اجراء لقاءات مع ممثلى النازحين واللاجئين فى المعسكرات المختلفة بالاضافة الى ممثلى المجتمع المدني ولقاء الاحزاب السياسية في الخرطوم والرئيس السوداني عمر البشير ، وقال إن الرسالة التى عبر عنها أهل دارفور تتمثل فى تأييد رؤية الوساطة , والمطالبة بتجميع رؤساء جميع الحركات عبر منبر الدوحة. وأوضح آل محمود ان نقاط الخلاف تمثلت فى الابقاء على اقليم موحد او أن يقسم الى ثلاث ولايات أو أكثر , الى جانب الخلاف حول منصب نائب الرئيس السوداني ، مشددا على أن الوساطة تسعى الى خلق توافق بين الجميع وتجنب أي فتنة في هذا السياق. وكشف آل محمود عن قبول مختلف الاطراف لحل الوساطة وتأييد الحكومة السودانية , وخلاصته أن تكون هناك سلطة اقليمية لاقليم دارفور بصلاحيات واسعة لتلبية متطلبات الجميع ، وقد وافقت الحكومة على ان يكون نائب الرئيس من الاقليم وعبر عن ارتياحه لسير الوساطة فى الطريق الصحيح ، مشيراً الى ان وفد الوساطة التقى في وقت سابق بلاجئي دارفور فى تشاد , منوها بالدعم الذي حصل عليه الوفد من الرئيس التشادي أدريس ديبي , كما التقى الوفد برئيس حكومة جنوب السودان سلفاكير ميارديت والذي عبر عن مساندته الكاملة لجهود الوفد. وكشف آل محمود عن أن الوساطة ستقوم خلال الفترة القادمة بعقد اجتماع وزاري في الدوحة يضم ممثلين للجامعة العربية والاتحاد الافريقي والاممالمتحدة ويعقبه مؤتمر موسع لممثلي النازحين واللاجئين والمجتمع المدني بدارفور والحكومة السودانية لتدارس ما توصلت اليه الوساطة من حلول وبعد اعتمادها يتم رفعها الى مجلس الامن. وأكد آل محمود أن كل الظروف باتت مواتية لانهاء هذه الازمة خاصة مع وجود جميع الحركات الدارفورية ضمن منبر الدوحة واستعداد تنظيم عبد الواحد نور للمشاركة في هذا المنبر ، معرباً عن أمله فى التوصل الى حلول والتزام الحكومة السودانية وتركيزها في هذا المنبر حتى تتمكن جميع الاطراف من تطبيق وثيقة سلام دارفور ، مشددا على ضرورة ان تحرص جميع الاطراف على ارساء السلام في الاقليم خاصة وان هناك عملا دؤوبا مع الحكومة وحركة العدل والمساوة لوقف اطلاق النار بينهما والانطلاق نحو التنمية الاقتصادية والاجتماعية في الاقليم . من جانبه أعرب الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى عن ارتياحه للجهود التى قامت بها وساطة دارفور , مشيرا الى أنها قطعت شوطا كبيرا يتجاوز تسعين في المائة من عملية السلام في الاقليم . مشيدا بتحركاتها الميدانية واتصالاتها المكثفة مع المنظمات الاقليمية والدولية والحركات المسلحة والحكومة السودانية , مؤكدا دعم الجامعة العربية لهذه الجهود من اجل انهاء ازمة دارفور والحرص على التواصل في هذا الاطار وقال أن مفاوضات الدوحة مبادرة عربية افريقية تقودها الدبلوماسية القطرية بالتعاون مع الاتحاد الافريقي والاممالمتحدة . معربا عن الامل في أن تكلل هذه الجهود بالنجاح.