نظمت هيئة الاعتماد الفكرية منتدى فكريا حاشدا بعنوان :(العملية السلمية في السودان ..الراهن وأفاق المستقبل )بقاعة الشهيد الزبير للمؤتمرات تحدث فيها الدكتور مطرف صديق القيادي بالمؤتمر الوطني والدكتور الحاج ادم يوسفونخبة من السياسيين المخضرمين الذين اثروا النقاش ،وكانت (أخبار اليوم )حاضرة ورصدت ما أثير بالمنتدى وخرجت بهذه الحصيلة د.مطرف صديق يستهل :- بدءا تحدث الدكتور مطرف صديق القيادي بالمؤتمر بعد المقدمة وقال بان هذه المرحلة حساسة في تاريخ السودان وهي لم تنته بعد ولذلك تحتاج إلي شيء من الحكمة وفيها ما يقال وما لا يقال كما يقولون (لكل مقام مقال )فنحن ما زلنا في مسيرة السلام المحفوفة بالمخاطر والمطبات وغيرها ولكن نقول بان مبتغي اتفاقية السلام الشامل ومقصدها الذي يجب إلا يغيب عن الأذهان و إحلال السلام وفي البلاد بغض النظر عن المحتويات ولكن ا لمحتويات كما تعلمون فإنها لم تأت بها اتفاقية السلام الشامل فقط وليد اتفاق ما بين الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني حينها والتي وقعت اتفاقية السلام الشامل في التاسع من يناير 2005بل هو إكمال لمسيرة سابقة وإتمام لمجهودات سابقة بنت الحكومة عليها في ذلك الوقت وكما نعلم كان هناك ما يسمي بميثاق اسمرا في العام 1995الذي وقع مابين ما يسمي بالاتحاد الوطني الديمقراطي باعتباره إطارا جامعا لكل القوي السياسية المعارضة لنظام الإنقاذ حينها فقد أقرت مبادئ محددة ومن ضمن تلك المبادئ مبدأ تقرير المصير وهنالك سوابق سبقت لهذا الأمر وهو ما يسمي بالفرانك فورت في عام 1992م والتي وقعت بين الدكتور علي الحاج محمد والدكتور لام اكول والتي أشارت كذلك الي قبول مبدأ تقرير المصير وعدم استبعاد أي خيار من تلك الخيارات وكذلك كان هنالك اتفاق الخرطوم للسلام كما نعلم بقيادة محمد الأمين خليفة والذي حوي حق مبدأ تقرير المصير اشتمل علي ملامح أشبه بملامح اتفاقية السلام الشامل وحددت فيه فترة انتقالية كذلك بعد استفتاء تقرير المصير وتم تضمينه في دستور السودان للعام 1998م بما يسمي بملحق الصلح الدستوري السابع عشر وهذا يعني أكمالا لمسيرة وإتماما لمجهودات سابقة مثلما سئل النبي (صلي الله عليه وسلم )فقال :(جئت لاتتم مكارم الأخلاق )لم يقل انه سيبدأ شيئا من الصفر فبالتالي الإنقاذ بنت علي الاتفاقيات السابقة ولم يكن في مقدورها أن تنفك عن تلك الاتفاقات لان لها قاعدة ومبررات ومقاصد تتسق مع المقصد العام وهو أحلال السلام في السودان الاتفاقية ببنودها وهي نموذج لوحدة السودان بعناصرها المختلفة لان هناك من يتحدث عن الوحدة الجاذبة وها هي ألان اتفاقية السلام الشامل قد اعترفت بقضايا أساسية أهمها قضية التنوع في السودان كاللغات والتنوع الديني والاقتصادي فبالتالي هذه هي القاعدة الجوهرية وعلي أساسها تم الاعتماد علي المواطنة كأساس للحق والواجب فهناك جسم مهم جدا مناط به تقويم اتفاقية السلام الشامل وهو ما يسمي بمفوضية التقويم والتقرير وحتي لا تكون عرضة للخلافات بين الأطراف اختيرت لها قيادات من خارج السودان ومن الطرفين وهم أعضاء في هذه المفوضية فكان يترأسها فكان يترأسها النرويجي طوم كراز وبعدها جاء السير دريك وممثلون للجميع الدولي والإقليمي وأعضاء مراقبين وكل طرف يعرض وجهة نظرة والمفوضية عملت علي تقويم نصفي تحديث فيه عن حسن تطبيق اتفاقية السلام مع وجود هنات هنا وهناك وفي النهاية أكدت علي حسن تنفيذها ولم تقل بان الاتفاقية فشلت في تحقيق السلام وبالتالي كان المتبقي هو الجوهر والنهاية ولكن اتضح بان الحركة لها تكتيكات ومنذ وفاة الدكتور جون قرنق حدثت تغييرات جوهرية وفكرية في قيادة الحركة ومبادئها ومواقفها وكان الاتجاه هو الطرق باستمرار علي عكننة العلاقة بين الشريكين والإيحاء بان الاتفاقية تعاني من مشاكل ولكن الجسم الأساسي المناط به تقويم الاتفاقية قال بان الاتفاق طبق بصورة جيدة ولكن الانفصال كخيار طبعا لابد أن تستكمل بعض التكتيكات التي تفضي الي الاستقرار الشيء الأخر هو مبدأ حق تقرير المصير حتى يؤدي الي وحدة السودان أو اختيار الانفصال وهو حق مكتسب في الاتفاقية فبالتالي النتيجة النهائية هي أجراء استفتاء تقرير المصير والقبول بنتائجه اذا كان هذا الاستفتاء قد تم بصدق وشفافية وجاء معبرا عن رغبة غالبية أهل جنوب السودان وما هي إلا أيام ونعرف المحصلة ولا نريد أن نستبقها ولكنها كمؤشرات فان الانفصال هو الراجح كخيار للحركة الشعبية أو كخيار ساقت له الحركة شعب الجنوب باعتبار أن الحركة هي القائدة في الجنوب ولها صلاحيات وتستطيع ان تفعل ما شاء لها في الجنوب فنحن الآن قمنا باستحقاق كبير لاتفاقية السلام الشامل وهو أجراء الاستفتاء أما انفصال الجنوب هو ترتيبات قد تعود الي عهد الاستعمار او الي تركيبة الدولة السودانية ولا أريد ان أقول أنها ترجع الي شخصنة القضايا السياسية في السودان او برنامج وطني محدد فكل حزب يري من منظوره ولا يري القضية من كلياتها وما زالت أقول بان السودان (امة )في مرحلة التكوين ولكن لدينا حراك متصل ومستمر وهي واحدة من الأشياء التي ينظر إليها الناس علي أنها عيب ولكن الدول الحيوية التي لديها حراك وتفاعل كيماوي يعطيها استمرارية حتى لو كان في الاستمرارية بعض السلبيات مثال أمريكا ما زالت تستدعي بخيارها وتخطيطها النخب من العالم حتى نغذي الدولة في ذات السياق فان التحديات التي تواجهنا كثيرة جدا ولكن ولكن نقول ان هناك قضايا ستكون تحديا بالنسبة للكيانين منها الحدود في آبيي وأيضا تكوين الجيش الشعبي لتحرير السودان الذي يحتوي علي عناصر من شمال السودان . ولكن المشكلة الأكبر في العقلية التي سوف تتحكم في الأمور هنا وهناك وخاصة في الجنوب السودان اذا أرادوا ان يبنوا دولة مستقلة لابد ان يتم تحديد الخيارات الإستراتيجية هل نحن نريد علاقة آمنة أم نريد ان نستمر في نهج الماضي أو نهج إلقاء اللوم علي شمال السودان وهي حالة متكررة فيجب الاعتراف باخطاءها فبعد مرور (55)سنة علي خروج الاستعمار نتحدث عنه . نقلا عن صحيفة أخبار اليوم بتاريخ :27/1/2011م