(كلنا مسلمون. هل الإسلام ملك لأحد؟ لماذا يدعي بعض الناس تبني الخط الإسلامي ويسمون أنفسهم (بالإسلاميين)، كأن الآخرين غير مسلمين؟!) مثل هذه المقولات كثيرة جداً. وأكثر من يتلفظ بها من يحنقون على جماعة (التوجه الحضاري) ومن سار في ركبهم من الجماعات الإسلامية. وأقول لهؤلاء ولنفسي قبلهم، إن الإسلام مسؤولية فردية. لا تنفع فيها الجماعات ولا الأحزاب ولا التوجهات يوم السؤال الأكبر. قال تعالى: [وكلكم آتيه يوم القيامة فردا]. وقال: [كل نفس بما كسبت رهينة]. غير أن الناس لا يتساوون في إيمانهم ولا إسلامهم ولا أعمالهم. وينبغي أن يحاول كل واحدٍ منا أن يحسِّن من أدائه ويُقوّم من إسلامه. وقد كان الصحابة رضوان الله تعالى عليهم، ينادي بعضهم بعضاً فيقول: تعالَ بنا نؤمنُ ساعةً! وهناك مقياسٌ ممتاز للإسلام يمكن لكل واحدٍ منا أن يعرض نفسه عليه، ويفعل ذلك من وقت لآخر عسى أن يتحسن إسلامه وإيمانه . هذا الميزان يتكون من ثماني نقاط سهلة التذكر، سهلة الاستعمال، نصفها متعلقٌ بالله عز وجل والنصف الآخر متعلق بعلاقتك مع الخلق. أما الأربعُ التي هي متعلقة بالله عز وجل فهي: (1) أن يكونَ إسلامُك مبنياً على علم، لا مجردَ تقليدٍ لغيرك. [أي ينبغي أن تتعلم الحدود الدنيا التي ينبني عليها دينُك] (2) أن تكون نيَّتُك قاصدةً لله تعالى. (3) أن تُخْلِصَ أعمالَك لله، فلا تُشركَ معه أحداً في إيمانِك وعبادَتِك. (4) أن تتبَّعَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم فيما جاء به عن ربه؛ ولا تَبتدِعَ في الدينِ ما ليسَ منه. وأما الأربعُ التي هي متعلقة بأمور الخلق فهي: (1) أن تكونَ حَسَنَ الخُلُق في تعاملك مع الخَلْقِ، فتنفعَ المسلمين، وتجنِّبَهم شرورَك. (2) أن يكون رِزْقُكَ مِن حلال، لأن الحرام أكثره من ظلم الآخرين. (3) أن تُتْقِنَ عملكَ؛ لأنه أمانةٌ في عنقك، والتفريط فيها مضرٌّ بالآخرين. وإتقانُ الدِّراسةِ يُفضي إلى إتقانِ فنونِ العملِ. (4) أن تَذُبَّ عن الإسلام، وتدافع عنه، وتنشره بين الناس؛ وذلك هو الجهاد في سبيل الله في صوره المختلفة. فاعرض نفسك على هذه المقاييسِ الثمانيةِ، وحاول أن تأخذَ من كل واحدة منها بأقصى حظ ممكن، والله ولي التوفيق. بقلم الدكتور حسن أبوعائشة