نحن مع بدء عملية الاقتراع.. وقد حانت ساعة الصفر للتطور الديمقراطي وهناك العديد من الأسئلة الحائرة .. رأينا تلمسها مع المفكر والخبير الإستراتيجي أ.د حسن مكي مدير جامعة إفريقيا العالية ما هو منطلق الانتخابات السودانية للعام 2010م وهل هي تحول أم تطور .. امتداداً لبرنامج الحكم الراشد الذي تبنته ثورة الإنقاذ الوطني..؟ أجاب بروفيسور حسن مكي.. مدير جامعة إفريقيا العالمية خبير الدراسات الإستراتيجية قائلاً: أن التحول الديمقراطي جاء من خلال برتوكولات نيفاشا ومنها اقتسام السلطة والثروة وكان قد حدد قيام الانتخابات بعد خمسة أعوام من التوقيع حيث من مهام الحكومة المنتخبة إجراء الاستفتاء على مستوى جنوب السودان لأهل الجنوب ولهم الخيار في أن يكون السودان دولة واحدة أو ينقسم ومن الجهات الراعية للاتفاقية الولاياتالمتحدةالأمريكية والاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية. كيف تنظرون لواقع السودان ومآلات ما في الانتخابات وآفاق المستقبل..؟ قال أ.د حسن مكي.. أن السودان قطر شاسع وأجزاؤه غير متصلة مثال (كازخستان) تعتبر من أكبر الدول مساحة في العالم الإسلامي ولكنها متصلة بالقطارات والطرق البرية ولكن للأسف السودان غير متصل..! وكازخستان القومية السائدة فيها (الكزخ) والقومية الأخرى روسية وغيرها ولكن السودان فيه قوميات كثيرة وقبائل متعددة ولذلك تكون الانتخابات معقدة بدأت في السودان بالمجلس التشريعي ثم عام 1948م تم انتخابات المجلس التشريعي المباشرة وغير المباشرة يعني هنالك إنابة في الانتخابات ممثلة في رؤساء الطرق والعمد والمشايخ وكانت انتخابات عام 1953م أول انتخابات مباشرة للحكم الذاتي.. وحينها جاء صحفي بريطاني لتغطية الانتخابات وكتب عنها (حيث ضحك القدر) وكان يقوم بجولات ميدانية في مواقع أكثر تخلفاً في جبال النوبة والجنوب وسجل موقفا للتاريخ يتمثل في حضور مجموعة من الناس جلسوا لانتظار التصويت مدة أسبوع وكان المرشح يصرف عليهم وكان رمز المرشح المنجل ولكن صوت الجمهور على رمز (الثور)!؟ ما هي توقعاتكم لنتيجة الانتخابات القادمة ولماذا إعلان الانسحاب من قبل بعض الأحزاب وعلى ماذا يراهن العالم الخارجي؟ قال أ.د حسن مكي أن هناك صدمة وسط الأحزاب لأن الأحزاب وإن كانت تراهن على الأصوات (الأحتياجية) حيث يظن الإعلام الخارجي بوجود (ثورة تحتية) وعدم قبول شعبي للواقع الموجود وقد وضح منذ بداية حمى الانتخابات أن التيار العام الذي يرى نظام الأشياء الموجود على علاقة بالانتخابات ستثمر حضور مستويات الحكم المطلوبة.. وتتمثل المصيبة في هذه الأحزاب صدمة وبعضها حاول أن يستبق الهزيمة بإعلان الانسحاب والإدارة الأمريكية تعتبر متورطة مع الاتحاد الأوروبي بصرفهم مبلغ 300 مليون دولار وهذه الانتخابات ستثمر عن فوز المشير البشير وهو مطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية وهي تصرف أموال من دافع الضرائب الأمريكي على أن يفوز هذا الشخص وانتخابه لرئاسة الجمهورية هذا التناقض هو جزء من الهدف لأن هناك مراهنة على الأصوات الاحتجاجية وهي قضية مركبة. كيف تنظر لتقرير مركز كارتر بخصوص الانتخابات؟ قال بروف مكي إن تقرير لجنة كارتر يتحدث عن صعوبات في بعض مناطق الولايات والانتخابات ليست في الخرطوموأم درمان وفي ثورة أكتوبر رفعت شعارات تقول (بالإنتاج سنحمي الثورة) وفي أحدى القرى البعيدة خاطب طالب تجمعا للطلاب وقال لهم إن: (الدايات أضربوا) وبالتالي أضربوا عن الدراسة وقبل أن يحاسب الطلبة على إضرابهم طلب منهم كتابة تقرير عن أسباب إضرابهم قبل العقاب بالجلد .. فقال طالب في تقريره: إن أم درمان فيها (شخشخة)؟ ونحن من جانبنا نقول أن السودان بأكملة الآن فيه (شخشخة) ولذلك في بعض مناطق السودان الناخب يحتاج يعمل 18 ساعة للتصويت 8 مرات في الشمال و12 مرة في الجنوب والكثير من الناس لا يعرف كيفية التصويت والفرق بين القائمة النسبية وغيرها مما يتطلب التنسيق والمتابعة والتوجيه .. وهنا لابد من تجاوز المشاكل الإجرائية والفنية. أجيال جديدة تصوت لأول مرة هل لتراكم السنوات أثر على أرقام الصندوق؟! المعلوم أن آخر انتخابات في ظل النظام الديمقراطي كانت في عام 1986م قاموا بالتصويت 3,650 مليون شخص والانتخابات الحالية للعام 2010م متوقع أن يصوتوا 10 مليون من أصل 16 مليون ليكون التصويت بنسبة 60%. ما هو المقصود من الطرح الفلسفي السياسي من الأصوات الاحتياجية؟ قال أ.د حسن مكي.. إن الاصوات الاحتياجية تعتبر نسبة كبيرة كما صورتها الأجهزة الإعلامية وعملت على تضخيمها ودائماً الاصوات الاحتياجية في السودان هي بين 10% إلى 15% ولكن التضخيم جعلها 80% بديلاً للتيار العام والمقصود بالاحتياجية في العلوم السياسية التطلعات الخاصة للأشخاص والظروف الآنية المتعلقة بالظرف الاقتصادي والاجتماعي والنفسي. من خلال طرحكم ما هو المراد معرفته من نظام الأشياء والتكتلات الأخرى؟ التصويت للأحزاب يتم عبر (نظام الأشياء) الموجودة حتى في العاصمة القومية وعدم استعداد الأحزاب ومواكبة إيقاع المراحل المختلفة جعلها في (ربكة سياسية) مما جعل بعضها يلتقى في تجمعات وتحالفات والتيار العام من الناحية النفسية يراهن على (الأسلم والأحوط) وجرت العادة بالاهتمام بطبيب المنطقة وإمام المنطقة ورئيس المنطقة وحكومة المنطقة.. نظام التمثيل النسبي جديد على الانتخابات العامة السودانية ولكنه قديم في تاريخ جامعة الخرطوم ماذا تقول عن التمثيل النسبي؟ التمثيل النسبي عملت به جامعة الخرطوم في إطار المجلس الأربعيني وأقصى نسبة كانت (19) مقعد كانت من نصيب الأتجاه الإسلامي ومشاركة الحزب الشيوعي والطلاب الديمقراطيين أحرزوا (14) مقعدا وعدد ال 19 مقعد كانت عام 1969م بزعامة أحمد إبراهيم الطاهر رئيس المجلس الوطني حالياً وهي من 40 مقعد لتمثيل كل ألوان الطيف السياسي، الآن فكرة التمثيل النسبي 4% تتيح الفرصة للأحزاب دخول البرلمان والمقصود بها مشاركة كل الأحزاب ذات الاعتبار. ما هي رؤيتكم لتمثيل المرأة بنسبة 25% وهي تعتبر أكبر ما هو معمول به في جميع أنحاء العالم؟ تمثيل المرأة بنسبة 25% خطوة ممتازة مع اعقادي أن دور البرلمان سيكون محددا في إطار العمل السياسي ولكن مشاركة المرأة تعتبر هامة في إطار التيار العالمي ومحاولة لإبراز قيادات في المحيط النسوي.. ومسألة القيادات في العالم تكون في مجالات مختلفة منها العلمية والأدبية والاجتماعية والرياضية وغيرها والمرأة حالياً (متخلفة) في كل هذه المسائل ونلاحظ في جامعة إفريقيا عدد الطالبات في كلية الطب أكثر من الطلبة ولا نشاهد أعداد المرأة في الخدمة المدنية وزارة المالية والنائب العام وغيرها.. ما هو تعليقكم حول تشكيل أعضاء مفوضية الانتخابات واعتراض البعض من حيث الكفاءة والاستقلال؟ إن اختيار أعضاء مفوضية الانتخابات جاء بموافقة الأحزاب وأن خلفيات الأعضاء معلومة للجميع مثلاً د. محاسن حاج الصافي وهي أستاذة وكانت عميدة لمعهد الدراسات الإفريقية والآسيوية وهي امرأة مميزة وهي تمثل التيار العام وكانت أطروحتها للدكتوراه في غاية الصعوبة وهي قضية الحدود في القرن الإفريقي وكانت تتنقل بالطائرة بين كينيا والصومال ولديها العديد من الإصدارات والسيد عبدالله أحمد عبد الله لا أعرف له أتجاه سياسي وكان واليا أيام حكم جعفر نميري وعمل أستاذا جامعيا وسفيرا وجميعها تؤهله للقيام بمهام المفوضية والسيد أبيل ألير قاض وتولى مناصب في حكم نميري ويسكن وسط حي شعبي في أركويت وليس له مصلحه للمحاباه وقد عمل في السلك القضائي وطرحه يقوم على الموضوعية والعلمية ويبدو لي في ظروف السودان هذه اللجنة مقبولة لا يوجد ما يجردها (اعتقد ما نجيب ناس من القمر). لماذا المطالبة بتأجيل الانتخابات من قبل بعض الأحزاب؟ أين كانت الأحزاب التي تطالب بالتأجيل خلال الأعوام الماضية وهي لم تتواصل مع جماهيرها ولم تعمل على بناء أجهزتها ولم تعمل على قراءة اتجاهات الرأي العام ولم ترصد حسابات الحراك السكاني وحتى المؤتمر الوطني في العديد من المواقع لا تجد له آثرا ملموسا للمنافسة.