نظم نادي ترهاقا بنوري بالتعاون مع رئاسة محلية مروي ندوة بعنوان تعاطي الكحول والمخدرات بين الطب والإسلام والقانون، وافتتح الندوة رئيس النادي محمد هاشم علي مرحباً بالضيوف رسميين وشعبيين، مشيراً إلى أن الهدف من هذه الندوة التبصير بمخاطر الكحول والمخدرات على بنية المجتمع في النواحي الصحية وحكم الدين والقانون في المتعاطي، ودعا الجميع للاستفادة مما يقدمه المختصون كلٌ بحسب تخصصه. ابتدر الحديث د. بهاء الدين مُبيناً أن هذه الندوة حُشد لها عدد من العلماء حتى يتسنى للمتلقي الإحاطة بهذا الموضوع من جميع جوانبه الصحية والدينية والقانونية، ومن ثم تحدث د. محمد صديق البلك الذي أكد على أن المخدرات ظاهرة عالمية خطيرة وتجتهد جميع دول العالم في مكافحتها، وشرح كيف أن المخدرات تؤثر سلباً على جميع أجهزة جسم الإنسان، ففي الجهاز العصبي يصاب المتعاطي بالدوران والنعاس المستمر وعدم التركيز، بالإضافة للهلوسة واختلال المزاج، وأبان أن خطورة المخدرات على الجهاز التنفسي أنها تعمل على تبسيط مركز التنفس في المخ مما يؤدي في كثير من الأحيان للغيبوبة، وعدم انتظام ضربات القلب، وخراج الرئة، وأضاف البلك أن الجهاز الهضمي يعاني فيه متعاطي الكحول والمخدرات من إمساك مستمر وغثيان بجانب آثار خطيرة على المعدة والمريء ، بجانب تأثير المخدرات في الجهاز التناسلي حيث تقل الرغبة في الجنس وذلك راجع لتأثيرها على العضلات القابضة، بالإضافة إلى عدم انسياب البول بشكل طبيعي، وأكد أن علاج الإدمان يتم بالتدريج ، وأن هناك مراكز متخصصة للعلاج. وشدد بهاء على أن هذه المعلومات جرس إنذار لتفعيل وإدارة التخطيط الاجتماعي لمجابهة هذه الظاهرة الخطيرة. وحذر صديق بشدة حول حديثه فيما يتعلق بتعاطي الكحول المصنوعة من البدرة لخطورة هذه البدرة، موضحاً أنها تسبب العمى الفجائي، وتليف الكبد وتسبب خطرا كبيرا على كل أجزاء الجسم. وذكر الأستاذ خلف الله سر الختم في معرض حديثه عن تحريم الكحول والمخدرات أن كل ما خامر العقل فهو مسكر، والإسكار علة في التحريم، ووضح أن ارتباط الخمر بالعادة في صدر الإسلام جاء تحريمها بالتدريج فربطها سبحانه وتعالى تحقيراً لها بالأصنام والأزلام في البداية، وفي السنة الثالثة بعد غزوة أحد التحريم القطعي. وتساءل في ختام حديثه: ما دام المتعاطي يعلم أماكن تصنيع وترويج الكحول والمخدرات فمن باب أولي أن تعلم السلطات الأمنية والعدلية بكل الأماكن وتعمل على تجفيفها، وشدد على أن جهات - لم يسمها - تستهدف تدمير الشباب. وأشار المستشار قطبي حيدر إلى التشريعات التي تحرّم ترويج وتعاطي المخدرات والكحول، وعدّد المواد التي يشملها القانون للمتعاطي والمروج، فالمادة 15 تتعلق بالتجارة بهذه المواد، بينما المادة 16 من القانون تتعلق بالتقديم وعقوبتها السجن المؤبد وتصل للإعدام في حالة العودة، بالإضافة للمادة 20 والتي تطال المتعاطي وعقوبتها السجن 5 سنوات. وأكد أن هناك عدة وسائل لمكافحة الكحول والمخدرات منها مثل هذه الندوات، وجهود منظمات المجتمع المدني، ولجان الحسبة. وقطع بأن هناك تلازماً بين الكحول والمخدرات والجرائم الأخلاقية. وتفاعل الحضور مع ما تم تناوله في الندوة فجاءت مشاركة حاج الأمين كرسني موصية بأنه لابد من ابتداع وسائل رادعة للمكافحة، بالإضافة إلى تشديد العقوبة على متعاطي الكحول، ورد الملازم أحمد إبراهيم رئيس شعبة مكافحة المخدرات بمحلية مروي بأن هناك ثلاث طرق لمكافحة المخدرات عبر العمل الميداني وتشكل 40 % من سبل المكافحة، و 40 % أخرى عن طريق التوعية والإعلام، وما تبقى من نسبة بعلاج الإدمان. واعتبر إبراهيم الولاية الشمالية منطقة عبور للمخدرات، وقال بأنّ للشعبة إحصائية ومعلومات عن المروجين في كل المحلية، وناشد منظمات المجتمع للتعاون مع شعبة مكافحة المخدرات. ودعا الأستاذ حسين في مشاركته للإقلاع الفوري عن الكحول والمخدرات كما أمر الشرع وقال ان تجفيف منابع الكحول هي أسهل طرق المكافحة، وناشد السر عثمان الأئمة والدعاة لتكثيف الدعوة والإرشاد وسط المجتمع، وبجانب التنبيه على خطورة الكحول والمخدرات ، بينما يرى محمد خير ابوكنة أن فتح مكتب للمكافحة لا يعني المكافحة، وأن الحلقة الأولى في المكافحة هي الأسرة، وشدد أبو كنة على أنه يجب التعامل بالحزم اللازم من الإدارات الأمنية والعدلية. وأشاد معتمد محلية مروي بفكرة الندوة، وبإدارة نادي ترهاقا، وبحضور قطاع الشباب وهم الشريحة المستهدفة، وذكر أن الشباب يشكل 30% من سكان المحلية، وحذر من الارتفاع المضطرد في ترويج وتعاطي الكحول والمخدرات، ودعا جميع الجهات ذات الصلة لمواجهة هذا الخطر. وقال ان أول ما بدا به بالمحلية هو فتح مكتب مكافحة المخدرات، وتكوين لجنة الحسبة، وأنهم قاموا بعلاج العديد من حالات الإدمان، وأعلن استعداده لعلاج أي حالة إدمان وبكل سرية، وحذر من الاستهداف الذي تتعرض له المنطقة.