لجان مقاومة النهود : مليشيا الدعم السريع استباحت المدينة وارتكبت جرائم قتل بدم بارد بحق مواطنين    كم تبلغ ثروة لامين جمال؟    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء الشاشة نورهان نجيب تحتفل بزفافها على أنغام الفنان عثمان بشة وتدخل في وصلة رقص مؤثرة مع والدها    حين يُجيد العازف التطبيل... ينكسر اللحن    شاهد بالفيديو.. في مشهد نال إعجاب الجمهور والمتابعون.. شباب سعوديون يقفون لحظة رفع العلم السوداني بإحدى الفعاليات    أبوعركي البخيت الفَنان الذي يَحتفظ بشبابه في (حنجرته)    جامعة ابن سينا تصدم الطلاب.. جامعات السوق الأسود والسمسرة    من رئاسة المحلية.. الناطق الرسمي باسم قوات الدعم السريع يعلن تحرير النهود (فيديو)    شاهد بالصور والفيديو.. بوصلة رقص مثيرة.. الفنانة هدى عربي تشعل حفل غنائي بالدوحة    تتسلل إلى الكبد.. "الملاريا الحبشية" ترعب السودانيين    بحضور عقار.. رئيس مجلس السيادة يعتمد نتيجة امتحانات الشهادة السودانية للدفعة المؤجلة للعام 2023م    إعلان نتيجة الشهادة السودانية الدفعة المؤجلة 2023 بنسبة نجاح عامة 69%    والد لامين يامال: لم تشاهدوا 10% من قدراته    احتجز معتقلين في حاويات.. تقرير أممي يدين "انتهاكات مروعة" للجيش السوداني    هجوم المليشيا علي النهود هدفه نهب وسرقة خيرات هذه المنطقة الغنية    عبد العاطي يؤكد على دعم مصر الكامل لأمن واستقرار ووحدة السودان وسلامة أراضيه    منتخب الشباب يختتم تحضيراته وبعثته تغادر فجرا الى عسلاية    اشراقة بطلاً لكاس السوبر بالقضارف    المريخ يواصل تحضيراته للقاء انتر نواكشوط    الحسم يتأجل.. 6 أهداف ترسم قمة مجنونة بين برشلونة وإنتر    استئناف العمل بمحطة مياه سوبا وتحسين إمدادات المياه في الخرطوم    هيئة مياه الخرطوم تعلن عن خطوة مهمة    هل أصبح أنشيلوتي قريباً من الهلال السعودي؟    جديد الإيجارات في مصر.. خبراء يكشفون مصير المستأجرين    باكستان تعلن إسقاط مسيَّرة هنديَّة خلال ليلة خامسة من المناوشات    ترامب: بوتين تخلى عن حلمه ويريد السلام    إيقاف مدافع ريال مدريد روديغر 6 مباريات    تجدد شكاوى المواطنين من سحب مبالغ مالية من تطبيق (بنكك)    ما حكم الدعاء بعد القراءة وقبل الركوع في الصلاة؟    عركي وفرفور وطه سليمان.. فنانون سودانيون أمام محكمة السوشيال ميديا    تعاون بين الجزيرة والفاو لإصلاح القطاع الزراعي وإعادة الإعمار    قُلْ: ليتني شمعةٌ في الظلامْ؟!    الكشف عن بشريات بشأن التيار الكهربائي للولاية للشمالية    ترامب: يجب السماح للسفن الأمريكية بالمرور مجاناً عبر قناتي السويس وبنما    كهرباء السودان توضح بشأن قطوعات التيار في ولايتين    تبادل جديد لإطلاق النار بين الهند وباكستان    علي طريقة محمد رمضان طه سليمان يثير الجدل في اغنيته الجديده "سوداني كياني"    دراسة: البروتين النباتي سر الحياة الطويلة    خبير الزلازل الهولندي يعلّق على زلزال تركيا    في حضرة الجراح: إستعادة التوازن الممكن    التحقيقات تكشف تفاصيل صادمة في قضية الإعلامية سارة خليفة    الجيش يشن غارات جوية على «بارا» وسقوط عشرات الضحايا    وزير المالية يرأس وفد السودان المشارك في إجتماعات الربيع بواشنطن    حملة لمكافحة الجريمة وإزالة الظواهر السالبة في مدينة بورتسودان    ارتفاع التضخم في السودان    شندي تحتاج لعمل كبير… بطلوا ثرثرة فوق النيل!!!!!    انتشار مرض "الغدة الدرقية" في دارفور يثير المخاوف    مستشفى الكدرو بالخرطوم بحري يستعد لاستقبال المرضى قريبًا    "مثلث الموت".. عادة يومية بريئة قد تنتهي بك في المستشفى    وفاة اللاعب أرون بوبيندزا في حادثة مأساوية    5 وفيات و19 مصابا في حريق "برج النهدة" بالشارقة    عضو وفد الحكومة السودانية يكشف ل "المحقق" ما دار في الكواليس: بيان محكمة العدل الدولية لم يصدر    ضبط عربة بوكس مستوبيشي بالحاج يوسف وعدد 3 مركبات ZY مسروقة وتوقف متهمين    الدفاع المدني ولاية الجزيرة يسيطر علي حريق باحدي المخازن الملحقة بنادي الاتحاد والمباني المجاورة    حسين خوجلي يكتب: نتنياهو وترامب يفعلان هذا اتعرفون لماذا؟    من حكمته تعالي أن جعل اختلاف ألسنتهم وألوانهم آيةً من آياته الباهرة    بعد سؤال الفنان حمزة العليلي .. الإفتاء: المسافر من السعودية إلى مصر غدا لا يجب عليه الصيام    بيان مجمع الفقه الإسلامي حول القدر الواجب إخراجه في زكاة الفطر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مقالات: منهج التيار السلفي في الإصلاح والبناء
نشر في السودان الإسلامي يوم 04 - 04 - 2007

{shadowboxwtw}لا شك أن الهم بالإسلام ومستقبله يحمله الكثير من التنظيمات والجماعات على اختلاف الطوائف والأفكار والآراء{/shadowboxwtw} مما يؤكد عظم ألمسئوليه وضرورة الالتفاف الكبير الذي ينبغي إن يكون حول قضية الإسلام ولو كان ذلك في إطار ما ذكرنا من تنوع واختلاف في الرؤى والآراء مع إن ومن الممكن جدا إن يكون ذلك الاختلاف عاملا للتنوع والثراء والإبداع إذا ما استطاع أهله إيقافه عند حدود معينة حرجه يخش من إن يتحولوا بعدها إلى مجموعات من المنظومات المتصادمة المتصلبة والتي قد تحول الأوطان إلى ساحات حروب ثقافية مما يودى إلى استهلاك كافة ألامه بحشرها في فتن داخليه تقوض بنا المجتمع بصورة نهائيه على نحو ما هو حاصل ألان في بعض بلداننا الاسلاميه ولذلك فانه وفى تقديرنا إن التيار السلفي يعترف الجميع انه يقوم بدور فعال في ذلك لما له من حضور مشاهد وملحوظ في الساحة الثقافية والدعوية كغيره من مجموعات أخرى تعمل صوب ما اتفق عليه من أهداف رغم إن ما أقدمه من مساهمه هو من منظور خاص لباحث في مجال العمل الإسلامي عامه و,وبخاصة في ما نتحدث عنه من مدرسه تنتشر انتشارا واسعا في البلاد
في معنى سلفيه
يلاحظ إن البعض أو الكثيرون يحكمون على كثير من المصطلحات ومعانيها وأهلها فقط من خلال مشاهدتهم أو حسهم لبعض الممارسات التي قد تصدر من إتباعها ومن ذلك على سبيل المثال حكمهم على مصطلح ((سلفيه)) فنظرا لممارسات خاطئة فكرا أو عملا صدرت أو تصدر من بعض أفراد ذلك التنظيم نجد من يتعدى اعتراضه أو رفضه هذا ليصل إلى التنظيم أو الفكر نفسه دون تفرقه بين الفكر وبين من يحمله باى طريقه كانت لذلك وجدناهم قد حكموا على السلفية بأنها لفظ مرادف للجمود والتشدد طالما إن حاملها يظهر منه ذلك و بوضوح شديد وفى أكثر من مره ولا شك إن تلك طريقة غير صائبة للوصول إلى تقويم أو تعريف صحيح منصف لمصطلح يدل على معنى من المعاني أو منهج من المناهج وذلك لا يصدر ألا ممن لا يقل خطؤه عن خطئ من ينتقدهم من إخوانه من إتباع ذلك المنهج إذا ما وقع احدهم في ما يمكن إن يقال فهماً غير سليم فالسلفية وكما أسلفت ليست هي لفظاً مرادفاً للجمود ولا توجد أي دلاله لها من الدلالات على التشدد أو التنطع بل هم أول من دعا إلى محاربة الجمود و وضرورة الاجتهاد حتى ولو كان ذلك خصماً على ما اشتهر من أقوال وأراء لأهل المذاهب الأربعة حتى سماهم البعض ((خامسية)) بغية التنفير من إن يتبعهم احد في تلك الدعوة _ الدعوة إلى الاجتهاد _ وعدم الالتزام برأي إمام معين من ألائمه الأربعة مهما كان ذلك الإمام ولا شك أن ذلك يطمئن بان السلفية هي منهج يدعو للاجتهاد وليس الجمود كما إنها_ أي السلفية_ لا تدل بائي معنى من معانيها إلى ما ينبذه الإسلام من تطرف وغلو وتشدد
إذن ما هي السلفية
{shadowboxwtw}إن السلفية هي مقياس يستخدمه الإنسان ليعرف به ما صح من عقائد وعبادات وأمور من الغيب ما كان ليعرفها بمجرد العقل{/shadowboxwtw} إلا إذا ما رجع فيها إلى ما كان يفعله ألصحابه نقلا عن الرسول صلى الله عليه وسلم ومن نقل عنهم من التابعين وتابع التابعين طالما انه ليس للعقل مدخل فيها وذلك حتى يبتعد المسلم عن ما يسمى بالشرك والخرافة والدجل والشعوذة والبدعة في الدين فكل ما لا يمكن إن يدركه العبد بالعقل ويجب فيه الأتباع فنحن جميعا ينبغي علينا إن نلجأ فيه إلى فهم وعقيدة السلف إذا ما أردنا ألسلامه وذلك وغيره مأخوذ من آيات وأحاديث وقواعد فقهيه تؤكد ذلك منها قوله تعالى ((أم لهم شركا شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله)) وقول ألصحابه ((كل عباده لم يتعبدها أصحاب رسول الله (ص) فلا تتعبدوها )) ومن ذلك قولهم : (( من كان مستناً فليستن بمن قد مات فان الحي لا تؤمن عليه الفتنه)) فكل العبادات والأذكار ومسائل الأيمان نحن مطالبون بالرجوع فيها لسلفنا الصالح فالسلفية منهج منضبط لفهم القران والسنة والعمل بهما خاصة في ما ذكرنا من مجالات ولذلك وجدنا الفقهاء قد قعدوا قواعد:
الاصل في الاشئاء حل *وامنع عبادة الا باذن الشارع
ولكن لا يتصور ابدآ أن المسلم ملزم بأقوال السلف في ما استجد من قضايا وونوازل أو في قضايا السياسة مثلا فمن الفتاوى ما تتغير بتغير الزمان والمكان فلذلك وجدنا الشافعي في القديم و الشافعي في الحديث وقد عرف الإمام ابن القيم (( السياسة )) في كتابه (الطرق الحكمي ) : (( السياسة هي كل فعل يكون معه الناس اقرب إلى الصلاح و ابعد عن الفساد وان لم يصفه الرسول (ص) و لا نزل به وحي)) فاغلب الأمور السياسية هي قضايا تقديرية لذلك نجد أن اغلب النصوص القرآنية و الحديثية التي جاءت تتحدث عن الحكم والسياسة كانت عامه و مرنه ومما يؤكد أن الشرع لا يلزم الناس بسياسة أمورهم إلا ما كان لهم سلف في الأمر ويقول ابن القيّم رحمه الله في نفس المصدر السابق (( من قال : لا سياسة إلا بما نطق الشرع فقد غلط وغلط الصحابة ))
السلفية وأولوية الأصول على الفروع
ونعنى بتقديم الأصول أن نقدم كل ما يتصل بالإيمان بالله تعالى وتوحيده والإيمان بملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقضاء والقدر خيره وشره من الله تعالى و الإيمان بأسمائه وصفاته وغير ذلك من مسائل الإيمان من الأصول والأركان يقول الدكتور القرضاوي في كتابه ( في فقه الاولويات ) ص11 (( والعمل الذي لم يؤسس على إيمان صحيح لا وزن له عند الله تعالى وهو كما صوره القران (( كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا ووجد الله عنده فوفاه حسابه والله سريع الحساب))
لهذا كان الأمر الأحق بالتقديم والأولى بالعناية من غيره , هو تصحيح العقيدة وتجريد التوحيد و مطاردة الشرك و الخرافة وتعميق بذور الإيمان في القلوب حتى تؤتى أكلها بأذن ربها وحتى تغدو كلمة التوحيد (( لا اله إلا الله )) حقيقة في النفس ونوراً في الحياة يبدد ظلمات الكفر و ظلمات السلوك )) أ ه كلام القرضاوي ويقول الدكتور عبد الكريم بكار في كتابه (( نحو فهم أعمق للواقع الإسلامي ))ص31
(( وإذا أجَلنا النظر في حالة الأمة اليوم ومدى التزامها بدينها أمكن أن نلحظ مايلى :(( انحرافات في مفاهيم العقيدة الأساسية سواء منها ما يتعلق بالذات الإلهية أو ما يتعلق منها بالنبوة والرسالة أو ما يتعلق منها بالقضاء والقدر وهذه الانحرافات تتفاوت بين بلد وآخر لكن أكثر المسلمين _على مستوى ألعامه خاصة _ مشوش العقيدة )) أ ه كلامه ويقول في نفس المصدر : (( وحياة المسلمين اليوم مثقله بالبدع و بالكثير من الأشكال والعادات البالية التي تصادم عقيدتنا أو التي لا تصادمها لكنها غالية التكلفة قليلة الفائدة ومع ذلك فان الناس جعلوها جزءاً من ثقافتهم و حياتهم و ليس هذا المقام مقام تفصيل ولكن مع كل هذا فان بوارق الأمل بتحسين أحوالنا تلمع في كل مكان مهما كان الظلام حالكا)) أ ه كلامه وأقول رغم تلك النداءات من هنا و هناك والتي تطلب الاستجابة لنداء العقيدة والعبادة إلا
إننا ينبغي أن نفهم ذلك على ضوء ما قرر شيخ الإسلام ابن تيمة رحمه الله في فتاواه ج/5/ص254 حيث يقول: (( أن كل من اقر بالله فعنده من الأيمان بحسب ذلك ثم من لم تقم عليه الحجة بما جاءت به الأخبار لم يكفر وهذا يبين أن عامة
أهل الصلاة مؤمنون بالله ورسوله وان اختلفت اعتقاداتهم في معبود هم وصفاته _ إلا من كان منافقا _ يظهر الإيمان بلسانه ويبطن الكفر بالرسول (ص) فهذا ليس بمؤمن وكل من اظهر الإسلام ولم يكن منافقا فهوا مؤمن له من الأيمان بحسب ما أو تيه من ذلك وهو ممن يخرج من النار ولو كان في قلبه مثقال ذرة من الإيمان ويدخل في هذا جميع المتنازعين في الصفات والقدر على اختلاف عقائدهم ولو كان لا يدخل الجنة إلا من يعرف الله كما يعرفه نبيه (ص) لم تدخل أمته الجنة فإنهم أو أكثرهم لا يستطيعون هذه المعرفة بل يدخلونها وتكون منازلهم متفاضلة بحسب أيمانهم ومعرفتهم )) أ ه كلام شيخ الإسلام
قلت:
وهذا لا شك يتنافي مع من يحكم على المجتمعان المسلمة اليوم بان الأصل فيها الكفر استنادا لوجود كثير من مظاهر الشرك والبدع والخرافة {shadowboxwtw}وحقيقة ليس مطلوب منا نحن الدعاة الحكم بالتكفير حتى علي من أتى بشي من ذلك وإنما نحن مطالبون بنشر الوعي ومحاربة ذلك{/shadowboxwtw} بنشر ثقافة التوحيد والأتباع ومعلوم إن الكفر لا يقع مجرد صدوره من صاحبه إلا إذا توفرت شروط؟وانتفت موانع مما يؤكد ضرورة إقامة الحجة على العباد بنشر الوعي .
السلفية والرأي الأخر
إن الإسلام لا يريد من أبنائه ومفكريه أن يكونوا نسخاً مكررة عن اصل واحد إذ أن ذلك يؤدي إلي فقر مدقع من الحياة الثقافية كما يؤدي إلى الجمود والخمول ورغم أن الإسلام يرفض إن تتحول أوطان المسلمين إلى ساحات لحروب ثقافية تطرح فيه أصول الهوية والانتماء والتوجهات الأساسية للأمة للجدل والنقاش ليستهلك ذلك طاقات الأمة
ويقطع عليها الطريق نحو أي أنجاز حضاري كما يحرص كل الحرص على صون الثوابت من العبث إلا انه لا غني للإبداع عن هوامش من الحرية الثقافية حتى يكون الخلاف عاملا للثراء والتنوع سُئل شيخ الإسلام ابن تيمية ج/30/ص79 ((عن ولى أمر من أمور المسلمين مذهبه لا يجوز ((شركة الابدان)) فهل يجوز له منع الناس فأجاب
: (( ليس له منع الناس من مثل ذلك ولا من نظائره مما يسوغ فيه الاجتهاد وليس معه بالمنع نص من كتاب ولا سنة ولا إجماع ولا هو في معنى ذلك ولاسيما أكثر العلماء على جواز مثل ذلك إلى ان قال : ولا العالم والمفتي أن يلزم الناس بأتباعه في مثل هذه المسائل ولهذا لما استشار الرشيد مالكاً أن يحمل الناس على (موطئه) في مثل هذه المسائل منعه من ذلك وقال : (( أن أصحاب رسول الله (ص) تفرقوا في الامصار وقد اخذ كل قوم من العلم ما بلغهم ثم يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله مواصلا : (( وكان عمر بن عبد العزيز يقول : ما يسرني أن أصحاب رسول الله (ص) لم يختلفوا لأنهم إذا اجتمعوا علي قول فخالفهم شخص كان ضالا وإذا اختلفوا فاخذ رجل بقول هذا و رجل بقول هذا كان في الأمر سعه))
إلى أن قال : (( ولذلك قال مالك و غيره من ألائمة : (( ليس للفقيه أن يحمل الناس على مذهبه))
وقال : (( وصنف رجل كتابا في الاختلاف فقال احمد بن حنبل : (( لا تسمه كتاب الاختلاف )) ولكن سمه ((كتاب السنة ))
ثم يقول : ولهذا كان بعض العلماء يقول (( إجماعهم حجه قاطعة واختلافهم رحمة واسعة))
ولهذا قال العلماء المصنفون في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أصحاب الشافعي وغيره : (( أن مثل هذه المسائل الاجتهادية لا تنكر باليد وليس لأحد أن يلزم الناس بأتباعه فيها ولكن أن يتكلم فيها بالحجج العلمية فمن تبين له
صحة احد القولين تبعه ومن قلد أهل القول الأخر فلا إنكار عليه)) ويذكر شيخ الإسلام موضحا المسالة أكثر بقوله (( ولهذا كان أبو حنيفة يفتي لا تجوز ثم يفرع غلي القول يجوازها)) ويقول : (( أن الناس لا يأخذون بقولي في المنع )) ولكن ما بال بعض من حرم علينا إلزام الناس برأي مالك واحمد والشافعي وأبو حنيفة يريد أن يفرض علينا قناعاته و ترجيحاته ألفقهيه بل صار يبني عليها ولا وبراء وحبا وبغضا
السلفية وفقه الممكن في الإصلاح
والسلفية منهج متميز في الإصلاح والبناء فهي تنهي عن العجلة في ذلك وتستنير في ذلك من ضمن ما تستنير بقول عائشة رضي الله عنها (( إنما نزل أول ما نزل منه سورة من المفصل فيها ذكر الجنة و النار حتى إذا ثاب الناس إلى الإسلام نزل الحلال و الحرام ولو نزل اؤل شي : لا تشربوا الخمر لقالوا : لا ندع الخمر أبدا ولو نزل :لا تزنوا لقالوا : لا ندع الزنا أبدا )) وعلي هذا النهج نهج الصبر والتأني سار رسول الله (ص) فكثيرا ما كان ينهي أصحابه عن العجلة إذا ما تعجلوا
وها هو خامس الخلفاء الراشدين عمر بن عبد العزيز يوضح منهج الإصلاح المثمر الناجح من خلال حواره مع ابنه الشاب المخلص التحمس (( عبد الملك)) قال عبد الملك بن عمر العزيز : ((يا أبتي ما يمنعك أن تمضي لما تريد من العدل ؟ فو الله ما كنت أبالي إذا غلت بي وبك القدور في ذلك قال :يابني إنما أروض الناس رياضة الصعب واني لا أريد أن احيي الأمور فأؤخر ذلك حتى اخرج معه طمعاً من طمع الدنيا فينفروا لهذه ويسكنوا لهذه )) وفي موقف أخر يقول لأبنه : (( يابني إن قومك شدوا هذا الأمر عقدة عقده وعروه عروه ومتي ما أريد مكابدتهم لانتزاع ما في أيديهم لم اّمن أن يفتقوا علي فتقاُ تكثر فيه الدماء و والله لزوال الدنيا أهون علي من أن يهراق بسببي محجمة من دم,
أو ماترضي أن لآياتي علي أبيك يوم من أيام الدنيا وهو يميت فيه بدعة ويحيي فيه سنه حتى يحكم الله بيننا وبين قومنا بالحق وهو خير الحاكمين)) ويقول : (( ما طاوعني الناس علي ما أردت من الحق حتى بسطت لهم من الدنيا شيئا )) ولا يفوتنا الاستشهاد بنبي الله يوسف عليه السلام والذي تولي الخزانة لملك مصر الكافر هو و قومه ومعلوم انه مع كفرهم لابد أن يكون لهم عادة وسنة في قبض الأموال و صرفها علي حاشية الملك و أهل بيته و جنده ورعيته ولا تكون تلك جارية علي سنة الأنبياء ويوسف عليه السلام لم يستطيع أن يفعل كل ما يريد ويراه من دين الله فان القوم
لم يستجيبوا له ولكنه فعل الممكن من العدل والإحسان ونال بالسلطان من أكرام المؤمنين من أهل بيته مالم يكن أن يناله بدون ذلك وهذا كله داخل في قوله تعالي (( فاتقوا الله ما استطعتم ))
راجع الفتاوى لابن تيمية ج/20/ص40-30
فإذا كان الأمر فيه متسع لنا حتى مع غير المسلمين من الحكام أمثال ملك مصر الكافر فان ذلك مع حكامنا المسلمين الذين يحكمون بغير ما انزل الله هو واضح الجواز فلذلك ينبغي أن لا يعتقد المصلحون والدعاة بأنهم مكلفون بإنجاز وتحقيق كل المأمورات حتى مالم يكن في وسعهم ولذلك نجد أن الفقهاء قد قعدوا قواعد في ذلك منها :
*المعجوز عن أدائه ساقط الوجوب *والمضطر إليه بلا معصية غير محظور .
*وليس واجب بلا اقتدار* ولا محرم مع اضطرار .
*كما أنهم قالوا :
الأمر إذا ضاق اتسع* وإذا اتسع ضاق
السلفية والغلو في الدين :
معلوم إن هذا الإسلام وصل إلي هذه الأمة خاليا من كل إفراط أو تفريط فكانت امة الإسلام امة وسطاً بين الأمم (( وكذلك جعلناكم امة سطا لتكونوا شهداء علي الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا )) يقول ابن كثير رحمه الله
(( والوسط هنا هو الخيار والأجود كما يقال : قريش أوسط العرب نسباً و داراً : أي خيرها )) وكان رسول الله (ص) وسطا في قومه أي أشرفهم نسبا ومن ذلك أيضاً : (( الصلاة الوسطي والتي هي أفضل الصلوات وهي العصر كما بينت في الصحيح وغيرها))
وقد ورد في الحديث الصحيح الذي رواه البخاري (( سيخرج في آخر الزمان قوم أحداث الأسنان سفهاء الأحلام)) يقول الحافظ ابن حجر : (( أحداث الأسنان :المراد أنهم شباب , وسفهاء الأحلام :أي عقولهم رديئة )) يقول النووي
: (( أن التثبت وقوة البصيرة تكون عند كمال السن وكثرة التجارب وقوة العقل)) وحقيقة إذا ما التقي الحماس مع قلة العلم ونقص في التجربة والإعراض عن أهل الذكر كان التطرف والغلو لا محالة فان ما يقوم به بعض من أبناء الجلدة وفي الآونة الأخيرة من قتل لأبرياء وإتلاف للمال وترويع للأمة والناس فقد ارتكبوا به جمعاً من الموبقات منها : أنهم يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق من إخوانهم المسلمين وهذه كبيرة عظيمة أو قتلهم لغير المسلم الذي لا يستحق القتل كالمستأمن أو من هو في حكم المستأمن ممن تتعاقد معهم الحكومات الإسلامية والعربية للاستفادة من خبراتهم فإنهم وان كانوا غير مسلمين فهم لا يستحقون القتل ولا يجوز قتلهم طالما أنهم وفدوا إلينا بطرق نظمتها الدولة وسمحت لهم بالإقامة فهم تحت حمايتها وذمتها وأمنها بل برها و قسطها لان ذلك يرغبهم في الإسلام {shadowboxwtw}ولكن للأسف إن ما يفعله هؤلاء هو بلا شك خدمة جليلة تقدم مجاتا لأعداء الإسلام ومن يتربص به من المتربصين تتمثل هذه الخدمة في أفعال شنيعة ترتكب من إتلاف للأموال جراء تلك التفجيرات التي تدمر ورائها محال تجارية وبنايات وسيارات وقتل للاروح من المدنيين الأبرياء{/shadowboxwtw} هذا إضافة إلي ترويع الآمنين من الناس وتصوير الإسلام بهذا الوجه المشوه مما يعمل علي إبعاد الكثيرين عنه لذا فان ظاهرة الغلو هذه قد أصبحت من القضايا الشائكة التي تواجه الأمة الإسلامية في عصرها الحديث ولقد تسببت في أضرار بليغة بالأمة مما شوه جمال الصحوة الإسلامية وعرقل المسيرة الأمر الذي أوجب العلاج.
السلفية والتخفيف والتيسير
ومن الاولويات المطلوبة وخصوصا في مجال الإفتاء والدعوة : تقديم التخفيف والتيسير علي التشديد والتعسير فقد دلت النصوص من الكتاب والسنة أن التيسير والتخفيف أحب إلي الله تعالي والي رسوله بقوله تعالي (( يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر))
ويقول سبحانه وتعالي (( ما يريد الله ليجعل عليكم في الدين من حرج))
ويقول الرسول (ص) (( خير دينكم أيسره )) رواه البخاري في الأدب المفرد وصحيح الجامع3309
ويقول (ص) (( أحب الأديان إلي الله الحنيفة السمحة )) رواه احمد و البخاري في الأدب المفرد وتقول عائشة رضي الله عنها (( ما خير رسول الله (ص) بين أمرين إلا اخذ أيسرهم مالم يكن إثما فإذا كان إثما كان ابعد الناس عنه ))
ويقول (ص) ((أن الله يحب أن تؤتي رخصه كما يكره أن تؤتي معصيته )) ويقول سفيان الثوري (( أن الفقه هو الرخصة من ثقة والتشدد يحسنه كل إنسان )) ويتأكد ترجيح ألرخصه واختيار التيسير إذا ظهرت الحاجة إليها لضعف أو مرض أو شيخوخة أو لشدة مشقة أو غير ذلك من المرجحات وروي جابر بن عبد الله قال:كان رسول الله (ص)
في سفر فرأي زحاما ورجلا قد ظلل عليه فقال : (( ما هذا ؟)) فقالوا :صائم فقال ( ليس من البر الصيام في السفر ) يعني : في مثل هذا السفر الشاق أما إذا لم يكن في السفر مثل هذه المشقة فيجوز له أن يصوم بدليل ما روته عائشة : (( أن حمزة بن عمرو الاسلمى قال للنبي (ص) أأصوم في السفر ؟ وكان كثير الصيام فقال : (( أن شئت فصم وان شئت فافطر ))
وكان الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز يقول بشان الصوم والفطر للمسافر واختلاف الفقهاء ايهما أفضل كان يقول : (( أفضلهما أيسرهما عليه)) ولا شك أن هذا فقه عظيم فمن الناس من يكون الصوم مع الناس أهون عليه من أن يقضي بعد ذلك والناس مفطرون وغيره بعكسه فما كان أيسر عليه فهو الأفضل في حقه ودعا (ص) إلى تعجيل
الفطور وتأخير السحور تيسيرا علي الصائم ونجد كثيرا من الفقهاء في بعض الأحكام التي يختلف فيها الأنظار يرجحون منها ما يكون أيسر علي الناس وخصوصا في أبواب المعاملات وقد اشتهرت عنهم هذه العبارة :(( وهذا القول أرفق بالناس ))
السلفية والتهويل للأمور؟
والمراد بتهويل الأمور تعظيم الخفيف منها وإعطائه أكثر من حقه كأن تعطي المستحبات والمكروهات أكثر مما ينبغي فيغالى الإنسان مع حسن قصده وكثرة عبادته وهذا التهويل له أسباب كثيرة منها:
1/ عدم العلم بمراتب الأحكام مما أدي إلي الخلط بين المندوب والواجب والحرام والمكروه فأعطي المندوب فوق ما يستحق وأعطي المكروه فوق ما يستحق لذلك ينبغي الرجوع إلي كتب أصول الفقه
2/ انقداح في ذهن هؤلاء وخاصة الشباب منهم ولكثرة ما قروا وسمعوا عن فضل الالتزام بالسنن المستحبات أن التقصير في السنن المستحبات كالتقصير في الواجبات لأهو تقصير في الكمال
3/استهانة البعض من المسلمين وتساهلهم بهذه السنن و المستحبات أدي هؤلاء الشباب لمزيد من المدح للمستحبات وتشديد العقوبة علي تركه كالواجب والي المزيد من إنكار المكروه والزجر علي فعله كالحرام وشعوراً منهم أنهم يحافظون علي هذا الدين
نمازج لهذا التهويل
أ/في الفروع
ظاهرة انقسام المصلين في بعض المساجد لاختلافهم في ذلك فقد انقسم المصلون في مسجد من المساجد
و انشأوا صلاتين للظهر كل له إمام وفي وقتين مختلفين بسب اختلافهم في فهم أمره
صلي الله عليه وسلم (ابردوا فأن شدة الحر من فبح جهنم ) فمنهم من رأي إن الأمر لابد من تنفيذه فيصلى قبل أن يشتد الحر وآخرون قالوا لابل نصلي في المواعيد المعتادة فالأمر ليس للوجوب مما جعلهم يختلفون اختلافاً صلوا بعده جماعتين منفصلتين علماً بان الأمر هو للإرشاد وليس حتى للندب فضلاً أن يكون للوجوب وفات علي هؤلاء إن الاجتماع و الالفه أولي بكثير من الحرص علي فعل المستحبات لذلك يقول شيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله : ( يستحب للرجل أن يقصد إلي تأليف القلوب بترك المستحبات لان مصلحة التأليف في الدين أعظم من مصلحة فعل هذا كماترك النبي (ص) تغيير بناء البيت لما رأي في إبقائه من تأليف القلوب كما أنكر ابن مسعود علي عثمان أتمام الصلاة في السفر ثم صلي خلفه متمماً وقال (( الخلاف شر ))
ب/ في العقيدة ومسائل الأيمان
وكان قد حدث خلاف بين أهل ((البحرين )) حول مسألة (( رؤية الكفار ربهم )) فاتسع الخلاف وعظم قدرة إلي أن افترقوا وتهاجروا وتلاعنوا فتركوا الصلاة خلف بعضهم البعض بما في ذلك صلاة الجمعة فكتب إليهم شيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله رسالة أليهم لينتظم آمرهم ويجتمع شملهم وبين الصواب وحدود الخلاف وتأسف لما حدث
فقال: (( ما كنا نظن أن الأمر يبلغ بهذه المسألة ألي هذا الحد فلأمر في ذلك خفيف )) ثم قال : (( إن هذه المسألة ليست من المهمات التي ينبغي كثرة الكلام فيها وإيقاع ذلك إلي العامة والخاصة حتى يبقي شعاراً يوجب تفريق القلوب وتشتت الأهواء )) أ ه كلام ابن تيميه من الفتاوى م/6/ص 485
السلفية وعمارة الباطن
معلوم أنة لا يكفي الاقتصار علي عمارة الظاهر عند إرادة تزكية النفس مع إهمال الباطن فلا يجوز أن يعمر جانب علي حساب الأخر كأن يعتني المسلم بالمظهر الخارجي مهملاً باطنه لذلك يقول شجاع بن شجاع الكرماني (( من عمّر ظاهره بأتباع السنة وباطنه بدوام المراقبة واعتاد الحلال وكف بصره عن المحارم لم تخطي فراسته )) مما يبين جلياً إن هناك مجالات يطلب الشارع الاهتمام بها لأتقل أهميه إن لم نفق الاهتمام بالمظهر الخارجي وعمارته وهو الاهتمام بالباطن ففي ذلك يقول شيخ الإسلام رحمه الله : (( فينبغي للإنسان إن يعود نفسه التفقه الباطن في قلبه والعمل به فهذا زاجر وكما إن القلوب تظهر عند المحن )) لذلك يقول ابن حجر العسقلاني رحمه الله في مجرد الاكتفاء بالتعديل بظاهر الحال : (( ولا يكفي في التعديل ظاهر الحال ولو بلغ المشهود بتعديله الغاية في العبادة والتقشف والورع حتى يختبر باطن حاله ))
ولذلك كم رأينا من هم يظهرون بسمت إسلامي مريح تصدر منه علامات الاستقامة والتمسك بالدين سرعان ما تكتشف المواقف والمحن حقائقهم فتجد احدهم لا يتعبد الله في كثير من القضايا ولا يعرفه البتة كقضايا الغيبة والنميمة والبهتان الحسد مثلاً
السلفية والتقويم للآخرين
وقد يزل البعض في هذا الباب فتجده لايتحري العدل والأنصاف عند التقويم وإصدار الأحكام تجاه الآخرين فقضية التقويم - تقويم الأفراد والجماعات والهيئات والكتب والمؤلفات وإصدار الإحكام عليها هو باب الأنصاف فيه عزيز للغاية لأنه قد فات علي من وقع في ذلك أن منهج اهلل السنة في الثناء والمدح والتقويم للآخرين يقوم ايضاً علي الكتاب والسنة لذلك يقول شيخ الإسلام ابن تيميه :
(( وأهل السنة والجماعة يقولون مادل عليه الكتاب والسنة والإجماع وهو أن المؤمن يستحق وعد الله وفضله والثواب علي حسناته والعقاب علي سيئاته وان الشخص الواحد يجتمع فيه ما يثاب عليه وما يعاقب عليه وما يحمد عليه وما يذم عليه وما يحب منه وما يبغض منه ))
ويقول موضحاً الأمر أكثر في موضع آخر : (( إذا اجتمع في الرجل الواحد حير وشر وفجور وطاعة وسنة وبدعة استحق من الموالاة والثواب بقدر ما فيه من الخير واستحق من المعادة والعقاب بحسب ما فيه من الشر فيجتمع في الشخص الواحد موجبات الإكرام والاهانه فيجتمع له من هذا وهذا فاللص الفقير تقطع يده لسرقته ويعطي من بيت المال ما يكفيه لحاجته )) ثم يختم بقوله : (( وهذا هو الأصل الذي اتفق عليه أهل ألسنه والجماعة وخالفهم
فية الخوارج و المعتزلة و من وافقهم عليه فلم يجعلوا الناس لا مستحقا للثواب فقط ولا مستحقاً للعقاب فقط ))
واكتفي هنا بمثالين لشيخ الإسلام في الحكم حتى علي من كان يخالفه وكان بينه وبينهم حروب عقائدية شديدة من أمثال الشيعة والخوارج والمعتزله فيقول رحمة الله عليه في معرض حديثه عن هؤلاء :(( والرافضة فيهم من هو متعبد ومتورع وزاهد لكن ليسوا في ذلك مثل غيرهم من أهل الأهواء فالمعتزلة اعقل منهم واعلم وأدين و الكذب والفجور فيهم اقل منهم في الرافضه والزيديه من الشيعة خير منهم واقرب إلي الصدق والعدل والعلم وليس في أهل الأهواء اصدق ولا اعبد من الخوارج )) ج/11/ص15
كما يقول في الرافضة و الجهميه في موضع آخر (( ولقد ذهب كثير من ألرافضه و الجهميه إلي بلاد الكفار فاسلم علي يديهم خلق كثير فصاروا مسلمين مبتدعين وانتفعوا بذلك وهو خير من أن يكونوا كفاراً ))
مما يؤكد ما نصبوا إليه من وجوب العدل والإنصاف حتى مع من نختلف معه وليس من جماعتنا ولا ينتمي لتنظيمنا والقران قد طلب ذلك و يقول تعالي (( ولا يحرمنكم شنأن قوم علي أن لا تعدلوا اعدلوا هو اقرب للتقوى ))
وبالله التوفيق .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.