وقع رئيسا السودان وجنوب السودان؛ عمر البشير وسلفاكير ميارديت، يوم الخميس، على اتفاق تعاون لحل الخلافات العالقة بينهما باستثناء الخلافات بشأن أبيي وترسيم الحدود، في ختام مفاوضات ماراثونية وسبع قمم استمرت عدة أيام في أديس أبابا. ويشمل البروتوكول الموقع تسعة اتفاقات منها الترتيبات الأمنية وأوضاع المواطنين في البلدين والملف الاقتصادي بما فيه النفط. وفي مستهل حفل التوقيع وقف الحاضرون دقيقة صمت على روح رئيس الوزراء الراحل ملس زيناوي. واتفق الرئيسان على عقد جولة مفاوضات جديدة في أديس أبابا لم يحدد موعدها بعد لحل بقية نقاط الخلاف العالقة. والتقى البشير وسلفاكير ست مرات منذ الأحد في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا في مفاوضات ماراثونية برعاية أفريقية، على أمل التوصل إلى اتفاق بشأن مجمل القضايا الخلافية. وبين أبرز القضايا ترسيم الحدود الممتدة على طول 1800 كلم، فيها خمس مناطق رئيسية متنازع عليها، من المرجح أن يترك أمرها لمفاوضات مستقبلية. تعهدات سودانية وقطع الرئيس السوداني لدى مخاطبته حفل التوقيع، بالتزام بلاده بالاتفاقات التي تم التوقيع عليها، وتعهد بمواصلة الحوار لحل القضايا العالقة، خاصة المناطق المتنازع حولها وأبيي، مؤكداً الالتزام ببروتكول أبيي. ووعد البشير بفتح صفحة جديدة في العلاقات بين الخرطوموجوبا تعزيزاً للعلاقات الوثيقة التي تربط شعبي البلدين، قبل أن يطالب وسائل الإعلام بنقل المعلومات من مصادرها وفق المسؤولية المطلوبة. والتزم بفتح الحدود بين البلدين تسهيلاً لحركة التجارة وتنقل المواطنين بين البلدين ولكن وفقاً للقوانين الدولية. واعتبر الرئيس البشير الاتفاق نموذجاً لقدرة السودانيين والأفارقة على حل الخلافات عبر الحوار، وأشاد بالوساطة الأفريقية واستضافة أثيوبيا للمفاوضات منذ رئيس الوزراء الراحل مليس زيناوي. وقال أمبيكي خلال مراسم توقيع الاتفاق: "الآن ستعيش جنوب السودان والسودان في سلام ووئام للأبد". وكشف الوسيط الإفريقي أن كبير المفاوضين السودانيين؛ إدريس عبدالقادر سيغادر فى صحبة الرئيس سلفاكير إلى الجنوب، بينما يغادر كبير المفاوضين الجنوبيين؛ باقان أموم في صحبة الرئيس البشير إلى السودان لاستكمال بعض الإجراءات الفنية. مطلب جنوبي من جانبه طالب رئيس جنوب السودان؛ سلفاكير ميارديت، الوسيط الأفريقي، ثامبو أمبيكي، بإحالة ملف أبيي إلى مجلس السلم والأمن الإفريقي بعد رفض السودان لمقترح الوساطة الإفريقية وموافقة جوبا عليها. وتابع: "لا بد من حل هذا المأزق عاجلاً وليس آجلاً". وقال سلفاكير إن جنوب السودان التزم بالخارطة الإفريقية وقرار مجلس الأمن وسيمضي قدماً في تنفيذ الاتفاقات الموقعة. وأشاد بالتزام وجهود الوساطة الإفريقية وبتعاون نظيره السوداني في الاجتماعات التي جمعت بينهما في أديس أبابا. وأشار إلى أنه طلب من فريق التفاوض الجنوبي الدخول في مفاوضات لحل المسألتين العالقتين وهما أبيي والمناطق الحدودية الخمس المتنازع حولها، بما فيها منطقة الميل 14. وقال إنه لم يستغرب من أن تستغرق مباحثاته مع البشير كل هذا الوقت، ما اضطره إلى تأجيل سفره إلى اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، وكل ذلك في سبيل تحقيق الأمن والاستقرار. منافع الاتفاق وحسب موفد قناة الشروق إلى أديس أبابا فإن اتفاق التعاون يضم عدة اتفاقات، بجانب اتفاق أمني على منطقة عازلة بين حدود البلدين بعرض 10 كلم في كل بلد. وتشمل الاتفاقات الموقعة تبادل الرحلات الجوية وإطلاق وتبادل السجناء وعمل البنك المركزي في كلا البلدين، فضلاً عن تجارة الحدود. وحول نزاع أبيي قال المراسل إن الخلاف تركز على موعد إجراء استفتاء أبيي الذي حدد مقترح أمبيكي إجراؤه في أكتوبر 2013م، حيث رأت أطراف أن هذه الفترة تكون خلالها قبائل خارج المنطقة، بجانب خلافات حول آلية إجراء الاستفتاء. وكانت مراسم توقيع اتفاق التعاون تأجلت من الساعة الواحدة ظهراً إلى الرابعة بغرض إحكام صياغة بعض بنود الاتفاقية. وجرت المراسم بإحدى قاعات فندق الشيراتون، وسط أجواء احتفالية، ومثّل رئيس الوزراء الأثيوبي وزير الاتصالات. تفاصيل الاتفاقات ووقع السودان وجنوب السودان على ثلاث مجموعات من الاتفاقات، تتعلق المجموعة الأولى بالترتيبات الأمنية، والثانية باتفاقات ما بعد الانفصال، والثالثة تتعلق بالتعاون بين الخرطوموجوبا. ووقع الجانبان على اتفاقية الترتيبات الأمنية بين البلدين، ووقع عن السودان وزير الدفاع؛ الفريق أول عبدالرحيم محمد حسين، وعن الجنوب وزير الدفاع؛ الفريق جون كونج. كما وقع إدريس عبدالقادر عن السودان وباقان أموم عن الجنوب اتفاقيات حول أوضاع المواطنين والتجارة والموضوعات ذات الصلة واتفاقية متعلقة بقضايا الحدود. كما وقع السودان وجنوب السودان على اتفاقية القضايا الاقتصادية الأخرى التي تضم الأصول والديون والمتأخرات والمطالبات ووقع عن السودان إدريس عبدالقادر وعن الجنوب باقان أموم. ووقع البلدان على اتفاقيتين الأولى حول التعاون بين البنوك المركزية والثانية حول المعاشات ووقع عن الخرطوم إدريس عبدالقادر وعن جوبا باقان أموم، كما وقعا اتفاقية البترول والقضايا ذات الصلة. كي مون يهنئ وهنأ الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون حكومتي السودان وجنوب السودان بمناسبة التوصل الى اتفاق في مجالات الأمن والحدود المشتركة والعلاقات الاقتصادية خلال اجتماعهما في العاصمة الأثيوبية في أديس أبابا. وأثنى الأمين العام علي قادة البلدين وخاصة الرئيسين عمر البشير وسلفاكير ميارديت لنجاحهما في التوصل إلى اتفاق شامل ممكن، وتبني خيار السلام. كما أشاد باستمرار الدور القيادي لفريق الاتحاد الأفريقي برئاسة الرئيس ثامبو مبيكي في تسهيل والتوسط في المحادثات بين الطرفين، وأيضاً الدور الذي لعبه مبعوثه الخاص في هذا الخصوص. وقال الأمين العام في بيان أصدره الناطق الرسمي باسمه يوم الخميس، إن بان كي مون يتطلع إلى اللقاء التشاوري الذي سيعقد الخميس في نيويورك مع وزيري خارجية البلدين. ودعا الأمين العام جوباوالخرطوم إلى إيجاد حلول بشأن المناطق المتنازع عليها، والوضع النهائي لمنطقة أبيي وتنفيذ الاتفاقات التي تم التوصل إليها بالفعل بين الجانبين. شبكة الشروق