شارك عدد من الأكاديميين والإعلاميين وخبراء التعليم في مبادرة الحوار والنقاش حول اوضاع جامعة الخرطوم التي نظمها المجلس الاستشاري الاعلامي للجامعة مساء الثلاثاء 2 أكتوبر بمنزل مدير الجامعة. واتفقوا على ان التمويل يعتبر المشكلة الاساسية التي تعاني منها جامعة الخرطوم، فيما قال مدير جامعة الخرطوم ان البحث العلمي لا يجد سوى حصة ضئيلة من الدولة خلال الفترة الممتدة منذ عام 1989 وحتى 2005، مشيراً لوجود قصور في عملية التدريب وان 90% من الذين يتدربون للماجستير تتكفل بهم الجامعة وانها تعتمد على سمعتها الخارجية في انجاح العديد من المشاريع وان علاقتها مع بعض الجامعات العالمية أثر عليها الجانب السياسي، وعاب على الاجهزة الاعلامية عدم تسليطها الضوء على النشاطات والبحوث التي تقوم بإعدادها الجامعة. ونادى بعض الخبراء الاعلاميين بضرورة تسويق انشطة الجامعة، كما طالبوا بضرورة ايجاد فرصة لها لمخاطبة الرأي العام، مشيرين الى الحراك الذي تشهده الجامعة من اجل التغيير. المشاكل مالية وقال مدير الجامعة بروفسير محمد احمد علي الشيخ إن مشاكل الجامعة كثيرة وأغلبها مالية وتواجه الجامعة عقبة التمويل للمشاريع التي تريد انجازها، كاشفاً عن إلغاء العديد من الاتفاقيات العالمية التي ابرمتها الجامعة مع بعض الجامعات العالمية "لعوامل سياسية"، مضيفاً أن علاقات الجامعة الخارجية غير مفعلة. موارد ذاتية واشار الشيخ لعدم قيام الدولة بالصرف على البحث العلمي منذ عام 1989م حتى 2005م "مما جعل الجامعة تعتمد في البحث العلمي على مواردها الذاتية وسمعتها العلمية الخارجية"، واضاف قائلاً: "الدولة لا تقوم بتخصيص أي موارد مالية للجامعة سوى الفصل الاول المتمثل في المرتبات مما يدفع الجامعة للاتجاه نحو الاستثمار لإنجاح المشاريع التي تريد ان تقوم بها"، معلناً فتح ابواب الجامعة لكل وسائل الاعلام للحصول على المعلومة التي يريدونها وتفعيل إدارة الجامعة لدور الخريجين في الفترة القادمة لخلق عملية التواصل في المجتمع الجامعي ومطالبة الاساتذة بتغذية شبكة الانترنت بالبحوث التي اعدوها لتسهيل اصول المعرفة واتاحتها لكل مستفيد. مشاكل متوارثة وقال الدكتور عبدالله احمد عبدالله ان جهود المبادرة تنصب لحل كل القضايا التي تواجه جامعة الخرطوم باعتبارها مؤسسة تعليمية واجتماعية وسياسية وضرورة وجود رؤية وغايات متفق عليها حتى لا تكون الجامعة تابعة. وأكد ان الجامعة تحيط بها المشاكل المتوارثة من كل النواحي، ودعا لتشكيل مجلس تخطيط للجامعة تتمثل مهمته الاسياسية في دراسة المشاكل وايجاد الحلول المناسبة التي تجعل الجامعة مواكبة للمتطلبات السياسية وتجعلها "معاصرة ومستقبلية وغير قابعة في الهامش"، وذكر ان الجامعة تشهد حراكاً من اجل التغيير في "المناهج والاصلاح الاكاديمي، التخطيط في محور الاستاذ الجامعي والتحديات المستقبلية" لمواكبة التطورات والتقنيات الحديثة للاستفادة من قيمة الوقت وتوظيف البحوث العلمية في المجتمع. دعم الجامعة ومن جانبه دعا رئيس المجلس القومي للصحافة والمطبوعات البروفسير علي شمو لضرورة الاهتمام بالجامعة ودعمها من كافة قطاعات المجتمع باعتبارها سلعة يجب المحافظة عليها، وقال "أتمنى تنفيذ قرار رئيس الجمهورية الداعي لتخصيص 1% لدعم البحث العلمي بجامعة الخرطوم"، موضحاً ان اغلب مكونات المجتمع لا تعرف ما يدور داخل جامعة الخرطوم على الرغم من انجاز اعمال كبيرة بداخلها، وطالب ادارة الجامعة بتوفير المعلومات للاعلام حتى يتم التطرق لكل القضايا التي تواجه الجامعة لخلق صلة قوية بين الجامعة وكل فعاليات المجتمع. تسويق للجامعة وطالب الاستاذ بقسم العلوم السياسية البروفسير الطيب زين العابدين ادارة جامعة الخرطوم بتمليك المعلومات لكل من يرغب في الحصول عليها وانشاء خطة تقوم بالتسويق للجامعة في كافة المناشط والاعمال التي تقوم بها الجامعة، داعياً لوجود تواصل بين الاجيال للاستفادة من الخبرة التراكمية ولإيجاد حلول لكل القضايا التي تواجه الجامعة. المصدر: السوداني - الفاتح عبدالله
