بقلم/موسي انوك خلال فترة الماضية تناول عدة مواقع العالمية كتاب بعنوان ‘‘اسلحة صامتة لحروب هادئة‘‘أعدها عالم اللسانيات والمفكر الامريكي أفرام نعوم تشومسكي ،وأختزال فيها الطرق التي تستعملها وسائل الاعلام العالمية و دوائر نفوذ العالمي والحكومات ،للتلاعب بعقول الشعوب وجماهير من أجل توجية سلوكهم و سيطرة علي أفعالهم وتفكيرهم ‘يمكن تلمس تطبيقاتها بوضوح في السياسية الدولية ,حتي أنظم الدكتاتوري في سياساتها‘و الخيارات الأقتصادية والتعليمية أيضا'ماعرف أخيراً بأستراتيجيات التحكم الشعوب والتوجية العشر : اولا/أسترتيجية الالهاء:هذه الأستراتيجية عنصر أساسي في التحكم بالمجتمعات وهي تتمثل في تحويل أنتباه الرأي العام عن المشاكل الهامة والتغييرات التي تقررها النخب السياسية والأقتصادية ، ويتم ذلك عبر وابل متواصل من الالهاءات والمعلومات التافهة .استراتيجية الالهاء ضروية أيضا لمنع العام من الإهتمام بالمعارف الضروية في ميادين مثل العلوم ،الاقتصاد،علم النفس ،بيولوجيا الأعصاب وعلم الحواسب،علم التحكم الالي.حافظ علي تشتت اهتمامات العامة .بعيداً عن المشاكل الأجتماعية الحقيقية ،واجعل هذه الاهتمامات موجهة نحو مواضيع ليست ذات أهمية حقيقية ' واجعل الشعب منشغلا..منشغلا . دون أن يكون له أي وقت للتفكير، او حتي يعود لمزرعة مع بقية الحيوانات . ثانيا/ابتكر المشاكل ..ثم قدم الحلول:هذه الطريقة تسمي أيضا المشكل ردة الفعل الحل .في الاول نبتكر مشكلا أو موقفاً نثير ردة فعل معينة من قبل شعب ثانيا وهي يطالب هذا الأخير بالإجراءات التي نريده أن يقبل بها ، مثلا ترك العنف الحضري يتنامي أو تنظيم تفجيرات دامية حتي يطالب الشعب بقوانين أمنية علي حساب حريته ، او أبتكار أزمة مالية حتي تقبل التراجع علي مستوي الحقوق الاجتماعية و تردي الخدمات العمومية كشر لابد منه.. ثالثا/أستراتيجية التدرج: لكي يتم قبول إجراءات غير مقبول يكفي أن يتم تطبيقه بصفة تدريجية مثل أطياف الون الواحد (الفاتح الي الغامض) علي فترة تدوم 10سنوات وقد تم إعتماد هذه الطريقة لفرض الظروف السوسيو أقتصادية الجديدة بين الثمانيات والتسعنيات من القرن الماضي : بطالة شاملة ،هشاشة ،مرونة ،تعاقد خارجي ورواتب لا تضمن العيش الكريم ، وهي تغييرات كانت ستؤدي الي ثورة لو تم تطبيقها دفعة واحدة . رابعا/ استراتيجية المؤجل : وهي طريقة أخري يتم الإلتجاء إليها من أجل اكساب القرارات المكروهه القبول وحتي يتم تقديمها كدواء مؤلم ولكنه ضروري ‘ ويكون ذلك كسب الموافقة الشعب في الحاضر علي التطبيق شئي ما في المستقبل .قبول تضحية مسقبلية يكون دائما أسهل من قبول تضحية حينية أولاً لأن المجهود لن يتم بذله في الحين ،وثانيا لأن الشعب له دائما ميل لأن يأمل بسذاجة أن كل شئي سيكون أفضل في الغد . وأنه سيكون بإمكانه تفادي التضحية المطلوبة في المستقبل . وأخيراً يترك كل هذا الوقت للشعب حتي يتعود علي فكرة التغيير ويقبلها بإستسلام عندما يحين أوانها. خامسا/ مخاطبة الشعب كمجموعة اطفال صغار : تستعمل غالبية الإعلانات الموجهة لعامة الشعب خطاباً وحججاً وشخصيات ونبرة ذات طابع طفولي ،و كثيرا ما تقترب من مستوي التخلف الذهني ،وكأن المشاهد طفل صغير او معوق ذهنياً. .كلما حاولنا مغالطة المشاهد كلما زاد إعتمادنا علي تلك النبرة لماذا؟ إذا خاطبنا شخصاً كما لو كان طفلاً في سنة الثانية عشر فستكون لدي هذا الشخص إجابة أو ردة فعل مجردة من الحس النقدي بنفس الدرجة التي ستكون عليها ردة فعل أو إجابة الطفل الإثني عشر عاماً سادسا/ إستثارة العاطفة بدل الفكر : إستثارة العاطفة هي تقنية كلاسيكية تستعمل لتعطيل التحليل المنطقي ،وبالتالي الحس النقدي للاشخاص كما أستعمال المفردات العاطفية يسمح بالمرور للأوعي حتي يتم زرعة بإفكار ، رغبات ،مخاوف، نزعات أو سلوكيات . سابعا/إبقاء الشعب في جهل وحماقة : العمل بطريقة يكون خلالها الشعب غير قادر علي استيعاب التكنولوجيات والطرق المستعملة للتحكم به واستعباده، يجب أن يكون نوعية التعليم المقدم للطبقات السفلي هي نوعية الأفقر ،بطريقة تبقي إثرها الهوة المعرفية التي تعزل الطبقات السفلي عن العليا غير مفهومة من قبل الطبقات السفلي . ثامنا/ تشجيع الشعب علي استحسان الرداءة : تشجيع الشعب علي أن يجد أنه من (الرائع)أن يكون غبياً، همجياً وجاهلاً . تاسعا/ تعويض التمرد بالإحساس بالذنب : جعل الفرد يظن أنه المسؤول الوحيد عن تعاسته وأن سبب مسئؤوليته تلك هي نقص في ذكائه وقدراته أو مجهوداته . وهكذا ،عوض أن يثور علي نظام الإقتصادي ،يقوم بإمتهان نفسه ويحس بالذنب وهو ما يولد دولة اكتئابية يكون أحد أثارها الإنغلاق وتعطيل التحرك ودون تحرك لا وجود للثورة . الاخيرة والعاشر/ معرفة الأفراد أكثر مما يعرفون أنفسهم : خلال الخمسين سنة الفارطة ،حفرت التطورات العلمية المذهلة هوة لاتزال تتسع بين المعارف العامة وتلك التي تحتكرها وتستعملها النخب الحاكمة .فبفضل علوم الأحياء ، بيولوجيا الأعصاب ،وعلم النفس التطبيقي توصل '' النظام'' الي معرفة متقدمة لكائن البشري ، علي الصعيدين الفيزيائي والنفسي وهذا يعني أن نظام في أغلب الحالات يملك سلطة علي الأفراد أكثر من تلك التي يملكونها علي أنفسهم . ختاما/ هذه مقتطفات من كتاب أسلحة صامتة لحروب هادئة ' عشر أستراتيجيات للتحكم بالشعوب ، و نظام الخرطوم ايضا ، يستخدم الوصايا العشر من أجل التحكم علي الشعب السوداني والتوجية المجتمع،والتلاعب بعقلية سوداناوية من أجل توجية سلوكه والسيطرة علي أفعاله وتفكيره، حتي يتسن له البقاء في سلطة الي قيام الساعة، لكن ؟! هيهات..لن يحدث هذا...والجبهه الثورية قوية وشامخة وسوف تنتصر ارادة الشعب ،فالزمن لن يعود الي الوراء..ايها الطغاة .. بقلم/موسي انوك [email protected]