[email protected] Juba- South Sudan ساهمت الحركة الشعبية مساهمة جبارة في إقناع المجتمع السوداني القديم بصفة خاصة والدولي بصفة عامة برؤية السودان الجديد؛ التي تمنح السودان السابق فرصة الأمن والاستقرار والسلام الدئم عبر برامج تحرير الشعب من الأفكار السالبة؛ عبورا إلى إعادة هيكلة الدولة وبث مفهوم الديمقراطية الحقيقي إلى الشعب لينالوا حقوقهم المشروعة لكي يكونوا جزءً أصيلا من الدولة والحكومة، إضافة إلى الحرية في ممارسة الثقافات والأديان المتنوعة دون مساس. رؤية السودان الجديد يمكن أن تحقق نجاحا في الاستقرار الأمني والسياسي في بعض البلدان العالم الثالث التي أمراضها السياسية تشبه أمراض السودان السابق نسبة لتركيبها الإثني والثقافي والديني والسياسات الخاطئ من قبل الأنظمة. نعم إنه مشروع ناجح لأنه يمنح الفرصة للأنشطة السياسية كي تمارس بطريقة رشيدة. ويفصل بين الدين والسياسة وعدم احتكارها على الدولة. كما أنه يحدد معنى القبيلة الصحيح ودورها في الحياة الاجتماعية وعدم احتكارها على الدولة، مما يجعل الدولة قبيلية فاشلة؛ ايضا عدم احتكار القبيلة على حزب سياسي. نعم إنه مشروع يمكن أن يحقق النجاح في كثير من البلدان بما فيه دولة جنوب السودان الوليدة. في سبيل ذلك التحق بالحركة الشعبية كثير من المثقفون السودانيين آنذاك، العمال والطلبة والموظفون والقوات النظامية؛ نسبة لقناعتهم الخالصة بهذه الرؤية، بل وقدموا أروائحم وأعمارهم في سبيل هذا الدرب، فحققوا لشعب جنوب السودان الضعيف حق تقرير المصير. نعم، كل من التحق بالحركة آنذاك قد تدرب على معارف رؤية السودان الجديد ونشرها. الخطاب السياسي والتنظيم الإداري. التحالف وكسب الأعضاء، إضافة إلى الفنون العسكرية. نعم هناك من خرجوا بنجاح وهم الذين فهموا الرؤية بطريقة صحيحة. هؤلاء الذين مازالوا متمسكين بها إلى قيام الساعة وجاهزون لكي يضحوا لأجل هذه الغاية باأثر مما ضحوا في السابق. نعم، البعض خرجوا من مدرسة رؤية السودان الجديد فاشلون، ويرجع ذلك لعدم فهمهم او لظروف أخرى. هؤلا قد تسببوا في مصائب كثيرة في درب النضال وساهموا في تشويه صورة الحركة. أيضا استوعبت الحركة الشعبية أعضاء كثر في الفترة ما بين 2005- 2011م، بعضهم كان في تنظيمات سياسية معادية للحركة آنذاك، وبعضهم من أحزاب أخرى وآخرين ليست لديهم تجربة في النشاط السياسى. أعود وأؤكد أن معظم هولاء ليسوا مدربين على كيفية إدارة التنظيم السياسي وفقا لللوائح الحركة. كذلك قلة فهمهم لرؤية الحركة، إضافة للخطابات السياسية الخاطئة. ولقد ساهموا في عكس صورة للحركة الشعبية خاطئة للشعب والعالم عبر مواقعهم التنظيمية والدستورية، وأعتقد أن أهدافهم تتركز في الحصول على المقاعد التنظيمية والدستورية مما يحقق لهم طموحاتهم الشخصية التي تتمثل في السلطة والمال. ومنهم من انضم لتنظيم الحركة بظن أن الحركة هي دولة الجنوب وليست تنظيما سياسي. أناشد الرفاق في مكاتب الحركة في الداخل وفي بلاد المهجر أن يبذلوا قصار جهدهم في مواصلة بث رؤية الحركة للشعب بأكثر مما كان في السابق، لأننا في مرحلة تحدي يتمثل في بناء الأمة ومحاربة الفقر والفساد وترسيخ البنية التحتية.... الخ. ولابد للمواطن أن يفهم بأن الحركة الشعبية هي تنظيم سياسي ليس إلا، وأن دولة الجنوب ليست الحركة الشعبية، إنما هي دولة لكل الجنوبيين بتنظيماتهم المختلفة، وأن لهم الحق في ممارسة أدوارهم التي تحقق الغاية المتمركزة في رفاهية الشعب، الأمن وكرامة الإنسان وسيادة القانون وفقا لدستور دولة الجنوب.