ذكر تقرير صندوق النقد الدولي أن السودان سيفقد 75٪ من عائدات النفط عقب انفصال الجنوب مما سيؤدي إلى اختلال داخلي وانخفاض في تدفقت العملات الأجنبية. يأتي هذا فيما أكد الصندوق أمس استلامه طلب عضوية تقدمت به السلطات في دولة جنوب السودان للانضمام لعضوية الصندوق بعد أن انفصل جنوب السودان عن السودان ويستعد لأن يصبح دولة مستقلة بالتاسع من يوليو المقبل. وأشار الصندوق إلى أن السودان سيظل عضوا في المؤسسة الدولية وسيتم الإبقاء على جميع حصصه فيها فضلا عن جميع أصوله وديونه. تدابير قاسية وحث الصندوق في تقريره الحكومة السودانية على تبني عدة تدابير لمعالجة الأمر من بينها خفض الإنفاق ورفع الدعم عن الوقود والحد من الإعفاءات الضريبية وتحسين الإيرادات لتجنيب الاقتصاد الوطني في شمال السودان المشاكل. ورأى الصندوق أن الخطوات التي اتخذتها الخرطوم للحد من الطلب على العملات الأجنبية مثل فرض قيود استيراد لن تحقق الأهداف المرجوة. عقبات كبيرة وبدا أن جهود شمال السودان في حث المجتمع الدولي على إعفاء الديون المترتبة عليه والبالغ قدرها نحو 36 مليار دولار تصطدم بعقبات كبيرة، حيث يقول صندوق النقد إن على حكومة الخرطوم فعل الكثير لتحسين الأوضاع الاقتصادية المترهلة. ويعاني السودان من تضخم الديون واتساع رقعة الفساد وسوء توظيف الموارد. وقال تقرير لصندوق النقد إن اقتصاد السودان شهد تراجعا في 2010 إلى 5٪ في القطاعات النفطية وغير النفطية مقارنة بالنمو الذي حققه اقتصاد السودان بنحو 6,5٪ في عام 2009 ونحو 7,25٪ في عام 2008. وتوقع الصندوق أن تبلغ مستويات التضخم في السودان 11٪ هذا العام 2011 بزيادة 1٪ مقارنة بعام 2010. رقعة الفساد ويقول مراقبون إن انتشار رقعة الفساد واحد من الأسباب الرئيسية التي أفقدت المؤسسات الدولية الثقة في الاقتصاد السوداني. ووفقاً لآخر تقرير لمنظمة الشفافية الدولية فإن السودان يصنف من بين أكثر 5 دول فساداً في العالم. ووفقاً لاولئك المراقبين فإن مشكلة الفساد في السودان من الأمور المعقدة جداً . والتي تعيق تقدم الاستثمارات الأجنبية في بلد تبلغ معدلات البطالة فيه 18,7٪ ويعاني عشرات الآلاف من الخريجين من مشكلة الحصول على وظائف وهو أمر عزاه المراقبونٍ إلى أخطاء عديدة ارتكبت في سياسات التعليم والسياسات الزراعية حيث تم فتح عشرات الجامعات دون توفير الأسس اللازمة لتسييرها كما أن سياسات الخصخصة شابتها الكثير من التجاوزات. القطاع الزراعي ويواجه القطاع الزراعي حالياً أزمة طاحنة بسبب إدخال تقاو تالفة تهدد الموسم الزراعي بأكمله في البلاد. ووفقاً لتقرير نشره المركز السوداني للخدمات الصحافية فقد كثف الاتحاد العام لمزارعي السودان اجتماعاته مع الجهات ذات الصلة كالبنك الزراعي وشركات التأمين والشركات المستوردة للتقاوي من أجل الوصول إلى حل فيما يخص تقاوي زهرة عباد الشمس الفاسدة. ويقول الصندوق إنه يعتزم التماس مساهمات الجهات المانحة لبناء قدرات جنوب السودان. وسيقدم الصندوق المساعدة التقنية للسلطات في المجالات الحاسمة ذات الصلة لبناء مؤسسات الدولة الجديدة على صعيد الاقتصاد الكلي. وإلى جانب تعزيز الخبرات والبنية التحتية فإن الصندوق سيقدم المساعدة التقنية في مجالات خبرتها الأساسية لتمكين تصميم وتنفيذ ورصد سياسات سليمة للاقتصاد الكلي بما في ذلك وضع إطار المالية وإنشاء البنك المركزي وأنشطته الأساسية وبناء القدرات الإحصائية ووضع الإطار التشريعي اللازم لفعالية الإدارة الاقتصادية والمالية.