استشعرت لجان الأمن بولاية جنوب كردفان خطرا لا يمكن انتظار بدايته وما يمكن أن يخلفه من أزمات ومشكلات يصعب حلها، خاصة بعدما تدافع نحو 450 ألفا من أبناء الولاية للإدلاء بأصواتهم لاختيار واليهم الجديد. ففي وقت بدأ فيه طرفا الصراع –حزب المؤتمر الوطني والحركة الشعبية لتحرير السودان- بتبادل الاتهامات، انتقلت لجنة تأمين الانتخابات بالولاية بالجميع إلى مربع يفتح مجالا للعقلانية السياسية. فقد اجتمعت لجنة تأمين الانتخابات بمجموعة الأحزاب المتنافسة، ونجحت في حملهم على توقيع ميثاق يقضي بقبول أي طرف من الأطراف بنتيجة الانتخابات أيا كانت. وقال رئيس اللجنة العليا لتأمين الانتخابات تاو كنجلا إن الجميع اتفقوا على عدم تسيير أي مواكب أو إقامة احتفالات في الشوارع ابتهاجا بالنصر لعدم استفزاز الطرف الآخر. حمد: المؤتمرالوطني والحركة الشعبية ينتهجان نفس الإستراتيجية المتأرجحة (الجزيرة نت-أرشيف) تشاؤم كبير وعلى الرغم من ذلك، يسيطر التشاؤم على نسبة كبيرة من المراقبين في المنطقة التي لا تزال قواعد المتنافسين الثلاثة -تلفون كوكو مرشح مستقل، وعبد العزيز آدم الحلو من الحركة الشعبية، وأحمد هارون من المؤتمر الوطني- تراهن بل تعلن فوز مرشحها قبل التأكد من ذلك رسميا. أما الخبراء والمحللون السياسيون فيحذرون من مغبة تدهور الأوضاع فيما يطلقون عليه حزام جنوب السودان الشمالي الجديد، متوقعين تطورا أكثر سلبية في المنطقة إذا ما تمسك كل طرف بمواقفه. فرئيس مجموعة العون الطوعي والقانوني الحاج حمد توقع أن تكون المنطقة منقسمة بين حالتي اللا حرب واللا سلم، مشيرا إلى أن المؤتمر الوطني والحركة الشعبية "ينتهجان نفس الإستراتيجية المتأرجحة بين الحالتين". أجندة أميركية ويقول في حديثه للجزيرة نت إن طرفي الصراع منقسمان حول الأجندة الأميركية التي تتسم بعدم الحياد في التعامل مع الطرفين، الأمر الذي أجج الصراع ولا يزال إلى حين إعلان الدولة الجديدة في الجنوب. غير أن أستاذ العلوم السياسية بجامعة النيلين فتح الرحمن أحمد اعتبر أن منطقة جنوب كردفان تمثل منطقة لاستقطاب بين مشروعين –السودان الجديد الذي تدعو له الحركة الشعبية ومشروع الإنقاذ الذي يمثله المؤتمر الوطني- منبها إلى أن أي تطورات سلبية في المنطقة ستنعكس على الشمال والجنوب على السواء. وقال للجزيرة نت إن كلا الطرفين يسعى للسيطرة السياسية على المنطقة لعمقها الإستراتيجي، "الأمر الذي يجعل منها منطقة صراع دائم". وأضاف أن ما أسماه حزام السودان الجنوبي الجديد –جبال النوبة والنيل الأزرق وجزءا من جنوب دارفور- "سيكون حزاما للصراع والتوترات بين الدولتين الشمالية والجنوبية بغض النظر عن نظام الحكم فيهما". وتوقع ألا يتمكن أي طرف من الأطراف من تنفيذ برنامجه السياسي "إذا ما شكك الطرف الآخر في نتائج الانتخابات" عماد عبد الهادي-الخرطوم