مجلس النواب الليبي المنتخب يعلن مدينة بنغازي التي تشهد مواجهات مسلحة دامية بين الجيش والمسلحين المتشددين منطقة منكوبة بعد تجاوز عدد القتلى ال300. العرب وضع أمني مقلق في بنغازي طرابلس - قال سكان ومسؤول الأحد إن اشتباكات اندلعت في العاصمة الليبية طرابلس الأمر الذي أدى إلى إغلاق المطار الرئيسي العامل في المدينة. وشهدت طرابلس هدوءا إلى حد بعيد منذ سيطرت ميليشيات فجر ليبيا وهي فصيل مسلح مرتبط بمدينة مصراتة على العاصمة في الصيف وشكلت حكومة منافسة لحكومة رئيس الوزراء عبدالله الثني. ولم يتضح على الفور من الأطراف المشاركة في الاشتباكات ولم يرد تأكيد من السلطات الصحية بشأن وقوع خسائر بشرية. ومن جهته أعلن مجلس النواب الليبي، المعترف به من الأسرة الدولية، بنغازي "مدينة منكوبة"، بينما ارتفعت الى اكثر من 350 قتيلا حصيلة الهجوم الذي يشنه منذ شهر الجيش الليبي وقوات تابعة للواء خليفة حفتر ضد المسلحين المتشددين لاستعادة السيطرة على عاصمة الشرق الليبي. وقال مجلس النواب الليبي المنتخب في 26 من يونيو الماضي، في بيان تلاه المتحدث الرسمي باسمه فرج بوهاشم إن "الأوضاع التي تشهدها مدينة بنغازي والصراع الحتمي بين قوات الجيش الوطني والشعب المنتفض من جهة والجماعات الإرهابية من جهة أخرى، وما أسفرت عنه من خسائر بشرية وأضرار مادية، وانعدام فرص تقديم الخدمات للمواطنين، دعت المجلس إلى اتخاذ عدة إجراءات من بينها إعلان المدينة منكوبة". والسبت قال مصدر في مركز بنغازي الطبي إن "16 شخصا قتلوا وتلقى جثثهم المركز، نتيجة اعمال العنف وإعدامات خارج إطار القانون". وقالت مصادر طبية ان "المعارك وأعمال عنف متفرقة في بنغازي وإعدامات خارج إطار القانون أوقعت منذ 15 أكتوبر نحو 356 قتيلا بينهم أكثر من 200 جندي". وأوضحت هذه المصادر التي تعمل في مستشفيات وجمعية الهلال الأحمر أن "بين القتلى مدنيين أصيبوا برصاص أو بقصف عشوائي في مناطق الاشتباكات إضافة إلى المدنيين المسلحين الذين شاركوا قوات حفتر القتال". القتال العنيف بين الجماعات المسلحة في مختلف مناطق ليبيا أجبر أكثر من 100 ألف شخص على الفرار من منازلهم في أكتوبر الماضي وتشمل هذه الارقام "مقاتلين إسلاميين وصلت جثثهم إلى مستشفيات المدينة". ونادرا ما يعلن الإسلاميون عن خسائرهم في المعارك. كما من النادر نقلهم لجرحاهم وقتلاهم إلى مستشفيات المدينة العامة او الخاصة. واطلق اللواء حفتر "عملية الكرامة" في 16 من مايو الماضي "لمحاربة الإرهاب" في بلاده. من جهتها أعلنت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن القتال العنيف بين الجماعات المسلحة المتناحرة في مختلف مناطق ليبيا أجبر أكثر من 100 ألف شخص على الفرار من منازلهم في اكتوبر الماضي. وقال المتحدث باسم المفوضية، أدريان إدواردز انه "في المحصلة، نقدر أن يكون أكثر من 393420 شخصا في عداد النازحين داخليا في ليبيا منذ تصاعد العنف في شهر مايو، يتوزعون على 35 بلدة ومدينة وهم بأمس الحاجة إلى المأوى والرعاية الصحية والغذاء والمياه والسلع الاساسية الاخرى". وأدانت بعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا بشدة أعمال العنف الأخيرة في شرق وغرب ليبيا، ومن بينها القتال الدائر في مدينة بنغازي. وأعربت البعثة في بيان ليل الخميس-الجمعة عن قلقها البالغ من التقارير حول القصف العشوائي على الارض ومن الجو على المناطق المكتظة بالسكان في بنغازي وعمليات القتل غير المشروع والتدمير المتعمد للمنازل والممتلكات الأخرى وخطف المدنيين بمن فيهم العاملين في المجال الطبي وعرقلة الجهود المبذولة لإجلاء الجرحى وتوزيع المساعدات الإنسانية. لكن السفير البريطاني لدى ليبيا مايكل أرون دعا المعتدلين في ليبيا للتوحد ضد المتطرفين في بلادهم. وقال في عدة تغريدات له على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" الجمعة إن الاعتداءات الارهابية تضر كل الليبيين والعنف أمر غير مقبول. واكد ان لندن تدعم جهود الأممالمتحدة من أجل الحوار في ليبيا، كما أنها تقف مع الليبيين ضد المتطرفين، مشيرا الى ان "المعتدلين من كل الاطراف وهم الغالبية العظمى بحاجة إلى أن يلتقوا ويتحدثوا ويصلوا إلى اتفاق سياسي، ويواجهوا الارهابيين معا في ليبيا". وتعاني مدينة بنغازي من انعدام أوجه الحياة بشكل شبه تام، فضلا عن نقص في الادوية والمحروقات والسلع والمواد الغذائية، مع شلل أصاب جميع المصارف والدوائر الحكومية والمؤسسات التعليمية وعددا من المرافق الطبية.