السبت, 21 مايو 2011جوبا (جنوب السودان) - أ ف ب، رويترز - أعلنت الأممالمتحدة أن اشتباكات بالمدفعية اندلعت في منطقة ابيي المتنازع عليها بين شمال السودان وجنوبه أمس، بعد ساعات من اتهام الشمال للجنوب بنصب كمين لقافلة في المنطقة الحدودية. وقال الناطق باسم بعثة الأممالمتحدة في السودان قويدر زروق: «سمعنا أصوات تبادل لنيران المدفعية في منطقتي توداش وتاجالي في ابيي لكننا لا نعلم من يقاتل من». وجاءت الاشتباكات بعد تعرض جنود قوة الأممالمتحدة المنتشرة في السودان وجنود في الجيش السوداني لإطلاق نار مساء أول من أمس في أبيي. واعتبر نائب مدير الاستخبارات العسكرية السودانية اللواء صديق عامر أمس أن أبيي أصبحت «منطقة حرب». وقال للصحافيين: «الآن المنطقة منطقة حرب، منطقة حرب بمعنى الكلمة وليست منطقة سياحة وحتى القوات الأممية الموجودة في المنطقة طلبت منا تأمينها». وأوضح الناطق باسم الجيش السوداني العقيد الصوارمي خالد سعد في بيان أنه «عند الواحدة من صباح الجمعة وعلى بعد 7 كيلومترات شمال مدينة أبيي، قام الجيش الشعبي بنصب كمين لقوات الأممالمتحدة وقواتنا في القوات المشتركة مستخدماً أسلحة ثقيلة». وأضاف أن الهجوم أدى إلى «خسائر كبيرة جاري حصرها حتى الآن وهناك عدد من الجنود مفقودون». وتابع أن القوات المسلحة تعتبر ذلك «عدواناً صريحاً وخرقاً لاتفاق السلام الشامل ضد القوات المسلحة والأممالمتحدة، ولذا تعلن القوات المسلحة أنها تحتفظ بكامل حقها في الرد على هذا العدوان في الزمان والمكان المناسبين». في المقابل، نفى الناطق باسم «الجيش الشعبي» العقيد فيليب اقويرو الهجوم. وقال: «هذا غير صحيح نهائياً، ليس هناك وجود للجيش الشعبي في أبيي والموجود هي الوحدات المشتركة وشرطة أبيي». وأوضح أن «ما حدث أن قوات الجيش السوداني المشاركة في الوحدات المشتركة اثناء انسحابها من أبيي قصفت وحدات الجيش الشعبي الموجودة في الوحدات المشتركة بقذائف ار بي جي». ورأى أن الجيش السوداني «يحضر لاحتلال أبيي ويجهز قوات من الدفاع الشعبي... الآن نقلوا قواتهم شمالاً بعد أن أكملوا تحضيراتهم لاحتلال ابيي». ودانت بعثة الأممالمتحدة في السودان في بيان أمس «الهجوم الذي تعرضت له قافلة تابعة لها في منطقة دوكار»، وهي منطقة خاضعة لسيطرة شرطة جنوب السودان على بعد نحو 10 كيلومترات من مدينة ابيي. وأكد البيان أن «هذا الهجوم هو خرق للاتفاقات الموقعة بين الطرفين كما أنه يمثل جريمة ضد بعثة الأممالمتحدة» التي دعت إلى «التحقيق في الأمر ومعاقبة مرتكبيه». وأوضح أن «الحادث وقع عندما كانت القافلة تنقل 200 فرد من أفراد الجيش السوداني الذين هم ضمن الوحدات المدمجة وكان انتشارهم جزء من تنفيذ اتفاق كادوقلي الذي وقعته الاطراف». وكان الشمال والجنوب وقعا في شباط (فبراير) الماضي اتفاق كادوقلي القاضي بسحب قوات الجيش السوداني من أبيي وكذلك الجيش الجنوبي، على أن تتولى وحدات مشتركة بين الطرفين مسؤولية الأمن في المنطقة. وقرر مجلس الدفاع المشترك بين الجانبين فك الارتباط بين الوحدات المشتركة في أبيي، على ان تنسحب وحدات الشمال إلى شمال أبيي و «الجيش الشعبي» إلى جنوبها. شمال السودان وجنوبه يتبادلان الاتهامات بشأن هجمات ابيي الخرطوم (رويترز) - تبادل الجيش السوداني وجيش جنوب السودان الاتهامات يوم الجمعة بشأن هجمات في منطقة ابيي الحدودية المتنازع عليها مما يمثل تصعيدا للتوتر قبيل اعلان الجنوب استقلاله في يوليو تموز. واتهم جيش جنوب السودان الشمال باستخدام دبابات ومدفعية في هجمات على اربع قرى يوم الجمعة. ولم يتسن الوصول للجيش السوداني للتعليق. وكان الجيش اتهم الجنوب في وقت سابق بنصب كمين لجنود من الشمال خلال سفرهم في قافلة مع افراد من قوة حفظ السلام التابعة للامم المتحدة يوم الخميس. واستنكرت الولاياتالمتحدة احد اكبر داعمي اتفاقية السلام الشامل في السودان الهجوم وحثت الجانبين على وقف كافة الاعمال العسكرية غير المصرح بها في ابيي. وقال مارك تونر المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية "على القادة السياسيين على الجانبين ان يتحملوا المسؤولية الان لضمان عدم تصعيد هذا الموقف الى ازمة اوسع." وقال مارتن نيسيركي المتحدث باسم الاممالمتحدة ان بان جي مون الامين العام للامم المتحدة "يدين بقوة" الهجوم وانه "قلق جدا ازاء تقارير تزايد تحركات القوات في ابيي." واضاف ان بان يريد سحب كل القوات غير المرخص لها. وكان جنوب السودان صوت على الاستقلال في استفتاء في يناير كانون الثاني بناء على اتفاقية السلام الشامل التي ابرمت عام 2005 ولكن التوترات تزايدت بشأن منطقة ابيي الحدودية المنتجة للنفط حيث نشر كل طرف قوات له فيها. وقال الجيش الشعبي لتحرير السودان ان قوات الشمال هاجمت قوات الجيش الشعبي وقوات للشرطة في اربع قرى على الاقل يوم الجمعة. وقال فيليب اجوير المتحدث باسم الجيش الشعبي "استخدموا قذائف ومدفعية طويلة المدى وحتى الدبابات. لا نعرف عدد الضحايا حتى الان. كانت القذائف لا تزال تسقط خلال الظهر حين حصلت على احدث تقرير." وكان متحدث باسم بعثة الاممالمتحدة في السودان قال في وقت سابق ان قتالا بالمدفعية اندلع في منطقتي توداش وتاجالي ولكنه قال في وقت لاحق انه بحاجة لتأكيد التقرير. واندلع العنف بعدما اتهم الشمال الجيش الشعبي بمهاجمة قافلة تقل جنودا سودانيين وافرادا من قوة حفظ السلام في وقت متأخر يوم الخميس بمنطقة دوكورا شمالي بلدة ابيي. وقال صادق عامر نائب رئيس الاستخبارات والقوى الامنية في الشمال "ان ابيي الان منطقة حرب" مضيفا ان 22 جنديا على الاقل قتلوا فيما وصفه "باعتداء" من قبل قوات الجنوب على قافلة تضم نحو عشر مركبات. وقال للصحفيين في العاصمة الخرطوم "ان الجنود تعرضوا لكمين دون سابق انذار." ونفى الجيش الشعبي لتحرير السودان في الجنوب المسؤولية عن الهجوم الذي قالت الاممالمتحدة انه استهدف قافلة عسكرية من الشمال تحرسها قوات حفظ سلام تابعة للمنظمة الدولية بناء على اتفاق يسحب الطرفان بموجبه قواتهما من المنطقة المتنازع عليها. ولم تحدد الاممالمتحدة المهاجمين ولكنها قالت ان الكمين نصب في دوكورا وهي منطقة قالت انها كانت خاضغة لقوات الشرطة الجنوبية. وقالت ان جنديين سودانيين فقط وأحد قوات حفظ السلام اصيبوا. ووفقا لاتفاق تخفيف حدة التوتر اتفق الشمال والجنوب على سحب كل قواتهما من ابيي باستثناء قوة مشتركة خاصة مؤلفة من وحدات من كلا الجانبين. وكان يفترض استكمال عملية الانسحاب هذا الاسبوع. وقال الجيش الشعبي لتحرير السودان ان التباسا بين القوة المشتركة والقافلة قد يكون سبب اطلاق النار. وقال اجوير المتحدث باسم الجيش الشعبي "ليس صحيحا ان الجيش الشعبي لتحرير السودان هاجم. ان الموقف يحتاج لتحقيق ملائم."