1 - تابعتم مؤخراً مسلسل التعذيب المستمر لأسرى حركة العدل والمساواة داخل سجون النظام, ماهو تعقيبكم على ذلك؟ -ما تشهده سجون نظام الابادة الجماعية من تعذيب للرفاق الاسري يؤكد عدم اخلاقية المؤتمر الوطني الذي يجد اسراه تعاملاً وفقاً للقوانين الدولية والاعراف السودانية السمحاء. وقد تابعتم المبادرة التي تمت مؤخراً من قبل قيادة الحركة بالسماح لاسري النظام بمخاطبة اسرهم وتهنئتهم بالعيد والاطمئنان علي صحتهم . وكيف تحدث اسري النظام عن المعاملة الطيبة التي تلقوها من قيادات وجنود الحركة.في الوقت الذي يعاني فيه اسرانا في زنازين النظام من الابتزاز والعزلة والتعذيب المستمر وخاصة ما يواجهه الرفيق الدكتور/ عبدالعزيز عشر والذي يوضح حقيقة ان هذا النظام بلا اخلاق ولا ضمير ولا وازع ديني. وقد قدمت الحركة الكثير من الدروس والعبر التي لم يتعلم منها النظام الذي أدمن علي قتل المواطنين شئ حيث اطلقت الحركة العشرات من الاسري لاسباب انسانية وتم تسليمهم للصليب الاحمر . ولكن نعاهد كل اسرانا باننا سنقتص لهم عن كل يوم عذبو فيه وعن كل المرارات التي عانوها. 2- الناظر للوضع السياسي الراهن في السودان يدرك أنه إفراز طبيعي لمشكلة هوية وثقافة عانت منها الأجيال السياسية المتعاقبة, وضح؟ حقيقة مشكلة الهوية الثقافية في الوضع الطبيعي تحسم في المؤتمرات الدستورية ويتم النقاش حولها بصورة منطقية وعلمية ولا تتم بالتهريج والخطب الحماسية ولا تفرض بالعنف ولذلك ان الافرازات التي نتجت من تصورات ضيقة من اصحاب ايدلوجيات بائدة ادخلت البلاد في نفق مظلم والان الشعب السوداني يحصد في نتائجها بدءاً بتقسيم البلاد مروراً بنزوح مئات الالاف من اهلنا في دارفور في معسكرات النزوح وملايين من اللاجئيين في عواصم العالم .وكل المشاريع التي تم طرحها ابتداءاً من المشروع الحضاري ومشاريع الاسلمة اثبتت فشلا زريعا واتت بتائج عكسية جعلت الكثير من اصحاب الايدولجيات الاخري التبشير بمشاريع مناقضة ادخلت البلاد في صراع الخاسر الاول والاخير الشعب السوداني.لذلك لابد من قيام مؤتمر دستوري تتم فيه حسم مثل هذه القضايا الاساسية مثل قضايا الدين والدولة والهوية السودانية وغيرها من الموضوعات . وهذا لا يتم في ظروف القهر والاعتقالات وانتهاكات حقوق الانسان والكبت والابادة فلا بد من تهيئة المناخ وازالة هذا النظام وصياغة الدولة السودانية من جديد حتي ينعم فيها كل مواطن في السودان انه في درجة واحدة مثله ومثل الاخرين وله من الحقوق والواجبات مثله ومثل الاخرين . - 3- أثبتت الخلفية الثقافية للمكون السياسي المتتالي على حكم البلاد فشلها الذريع بإشعالها للحروب منذ إستقلال السودان وكانت السبب الرئيسي في إنفصال جنوب السودان. كيف يمكن أن نجترح خلفية أو مكون يحتوي كل السودانيين بلا إستثناء ويضمن العيش بسلام ووئام في جميع ربوع البلاد؟ - الحكومات الوطنية التي تعاقبت علي حكم البلاد منذ الاستقلال فشلت في ادارة التنوع الثقافي في البلاد وبسياسة الوصايا والهيمنة ادخلت البلاد في حرب اهلية انتهت بتقسيم البلاد وفاقمت حدة الصراع .لانها سلبت الاقاليم من حقوقها الاساسية في التنمية وفي ان تحكم نفسها بنفسها .وامتد التدخل في شئون الاقاليم في السابق بان تسلب موارد الاقاليم لصالح المركز وتفاقم الامر عند مجئ الانقاذ وقامت بتطبيق فوضوي للحكم الاتحادي وقامت بتقسيم البلاد الي 26 ولاية بدون اي اسس موضوعية وقسمت كل ولاية الي عشرات المحليات مكرسة بذلك القبلية حيث انشئت محليات من اجل الولاء السياسي وبهذه التجربة اهدرت كل اموال الشعب السوداني لجلب الولاء للنظام واصبح الولاة متنافسين في تجفيف الولايات من الموارد والتقرب بها الي المركز لينفقها في برامجه السياسية الحزبية . وبموجب ذلك دمرت المشاريع الزراعية التي كانت تمثل عماد الاقتصاد السوداني وكانت تستوعب اللالاف من الشباب .. فترك الشباب الزراعة وهاجر معظم الايادي المنتجة الي الخرطوم ليعملوا في الوظائف الهامشية (بيع المياه- المناديل ..الخ)فاختلت عجلة التنمية .فلا بد من صياغة البلاد بصورة جديدة ويتم عمل مؤتمر للاقاليم تحدد فيه عن كيف تحكم وعن كيف يتم اعادة التنمية المتوازنة لها وغيرها من القضايا.وبذلك يمكن ان يكون هنالك استقرار وسلام وعيش كريم. 4- كيف يمكن للتداخل والتكامل الثقافي أن يعزز الإحساس بالوطنية والإنتماء للأرض؟ - السودان بلد متعدد الثقافات والاديان والاثنيات هذه المجموعات لابد من ان تعترف ببعضها البعض وتمارس حقوقها دون التعرض للاخري وتلتزم بحق المواطنة كشرط يتساوي فيه الجميع وان تتعايش مع حقوق الاخرين وتتلاقح ثقافياً مع بعضها البعض وتحاول المجموعات الثقافية اختيار قيم انسانية كالديمقراطية والعدالة الاجتماعية والمعرفة وغرسها في الاجيال. 5- فشل نظام البشير في إدارة التنوع الإثني والثقافي بالبلاد عنوان بارز لفترة حُكمه, ماهو برنامجكم لإصلاح هذا الخلل؟ - التنوع بشكل عام سواء اثني او ثقافي هو نعمة للبشر وهو من السنن الالهية في الكون وهو عامل اساسي في اعمار الارض كما في قوله تعالي " واختلاف السنتكم والوانكم ان في ذلك لايات للعالمين " ولكن نظام الانقاذ جعله نقمة وانفصال الجنوب اكبر دليل علي ذلك والحروب المشتعلة في دارفور والنيل الازرق وكردفان واصبح صوت القبلية والعشيرة هو الاقوي والأعلي في كل شئ حتي فلسفة الحكم المحلي كما ذكرت سابقاً المحليات والولايات تقسم علي هذا الاساس. فالازمة في البلاد ليست سياسية محضة بقدر ما هي ازمة في كيفية ادارة التنوع الذي يتمتع به السودان.الحركة في برنامجها للاصلاح تري ان الخطوة الاولي في طريق الاصلاح هي اسقاط هذا النظام العنصري الذي هتك النسيج الاجتماعي .. ومن ثم خلق بيئة صحية تساعد علي رتق النسيج الاجتماعي وعمل ميثاق لكل المكونات والمجموعات الثقافية لوضع اسس لادارة التنوع والاحترام المتبادل بين المجموعات المختلفة . 6- رؤيتك لمستقبل الوضع السياسي المتأزم بالبلاد وإمكانية تطبيق الحل الشامل؟ الخراب الذي احدثه نظام الانقاذ في البلاد يحتاج لوقت طويل لمعالجته واكبر تحدي سيواجه الحكومة المقبلة هو النسيج الاجتماعي وكيفية رتقه وهذا يمثل من اكبر سوءات النظام لان الخراب الاجتماعي يصعب معالجته ولكن المسائل التنمومية بمرور الوقت يتم حلها .العالم كله ايقن تماماً ان التجارب العسكرية اثبتت فشلها ولا سبيل للحكم الا بالتداول السلمي للسلطة ،فالديمقراطية في كل العالم مرت بمراحل كثيرة حتي استقرت فما بالنا نحن دول العالم الثالث محتاجين الي ترسيخ الممارسة الديمقراطية والوعي بها حتي تستقر .لذلك انا متفائل من ناحية ان السودان بهذه التجارب مستقبلاً لن يغامر اي جنرال او اي جهة لاعادة التجربة العسكرية مجدداً ولكن التحدي الكبير في كيف نعالج الازمات التي خلفها النظام العسكري ونعيد السودان لوضعه الطبيعي في علاقاته الدولية واقتصاده والتنمية المتوازنة بين اقاليمه وغيرها من القضايا الشائكة . 7- كيف يمكن للقيادة السياسية المُقبلة أن تُحقق المُعادلة الصعبة (إن كانت صعبة!!) في المحافظة على علاقات طيبة ومتينة مع الدول العربية وفي نفس الوقت تسعى لتقوية العلاقات مع الدول الأفريقية وبسط وتوسيع التعاون الإقتصادي و الإندماج و الإنفتاح الثقافي معها ؟ السودان طوال فترات حكمه العسكرية كانت علاقاته مع القوي الاقليمية والدولية علاقات من اجل البقاء في الحكم فكان هذا المعيار الاساسي للانظمة العسكرية لعدم وجود السند الشعبي لدعمه في مواقفه .. ولكن نتطلع في ان الحكومة الديمقراطية القادمة ان شاء الله الي قيادة تراعي المصلحة الوطنية بدستور يضع حداً لكل قضايا النزاع التي ادخلت البلاد في حروبات مات فيها خيرة ابناء السودان وقيادة تراعي حسن الجوار الاقليمي وتلتزم بالقوانين والمواثيق الدولية وقيادة تستوعب التنوع الثقافي وتعمل له. 8- رسالة لقواعد حركة العدل والمساواة الشبابية والطلابية.؟ اناشد شبابنا وطلابنا في كل بقعة بضرورة التكاتف والعمل الدؤوب مع كل التنظيمات الجادة لاسقاط النظام خاصة طلابنا وشبابنا في الداخل والذين مثلوا انموذجاً يُحتذي به في التظاهرات بمواصلة التنسيق والتلاحم مع كل الوان الطيف السياسي حتي نقتلع طغمة الانقاذ ونُعيد صياغة الدولة السودانية علي اسس جديدة.