نيوميديانايل- نيويورك: نشرت صحيفة (نيويورك تايمز) الأميركية واسعة الإنتشار تقريراً صباح الاثنين حذرت فيه من مغبة سياسة حافة الهاوية التي تنتهجها الخرطوم مع اقتراب موعد استقلال جنوب السودان. وأشار التقرير إلى ان عمر البشير، الرئيس السوداني، المتهم بارتكاب إبادة جماعية في دارفور، يبدو وكأنه يقود بلاده نحو حرب جديدة. فقد قامت قواته بضم مدينة أبيي المتنازع عليها بالقوة- على حد تعبير الصحيفة. وتابعت: "أرسل (نظام البشير) آلاف الجنود إلى مناطق أخرى متوترة في النيل الأزرق وجنوب كردفان، في الوقت الذي يحاصر فيه الجنوب ويمنع عنه الغذاء والوقود. ويضيف التقرير أن بعض المليشيات المسلحة المنشقة عن جنوب السودان، والتي يُعتقد أنها تحصل على التسليح من الاستخبارات التابعة للبشير، قامت بتصعيد الهجمات واستهداف قواعد عسكرية والاستيلاء على أسلحتها. غير أن بعض الدبلوماسيين يرون أن الرئيس البشير ربما يلعب إستراتيجية حذرة تهدف إلى شيء واحد، هي تأمين سيطرة الشمال على أكبر قدر ممكن من النفط، أو على الأقل تعويضه مالياً بسخاء حينما يعلن الجنوب انفصاله رسمياً. وفي هذا السياق، قال زاك فارتين، الباحث بمجموعة الأزمات الدولية المعنية، إن: "استيلاء الخرطوم على أبيي وموقفها العدواني قبيل الانفصال هو محاولات لتعزيز موقفهم التفاوضي والضغط بقوة على الجنوب فيما يخص الاتفاق على النفط والاقتصاد والحدود". ووضح التقرير أن عشرات الآلاف ممن فروا من منازلهم في أبيي بسبب هجوم قوات الشمال أصبحوا كارتاً للتفاوض في هذه اللعبة الخطرة. إذ يدعي كل من الشمال والجنوب حقه في مدينة أبيي. ويرى المحللون أن الرئيس البشير قد يترك أبيي للجنوب ويسمح بعودة أهلها إلى منازلهم إذا ضمن الحصول على اتفاق جيد فيما يخص قضايا الانفصال الأخرى، ولاسيما النفط. ويشير التقرير أن هناك العديد من القضايا الشائكة المطروحة قبل انقسام السودان إلى دولتين، وأغلبها تتعلق بالمال نظراً لاعتماد الاقتصاد في الشمال والجنوب على النفط. ورغم أن النفط قد يكون مصدراً للتوتر، فإنه قد يكون أيضاً مصدراً لتقريب شطري السودان والحفاظ على السلام بينهما. إذ يوجد بالشمال معامل التكرير وخطوط أنابيب النفط وموانئ التصدير للنفط الذي يوجد 75% من مخزونه في الجنوب. غير أنه إلى أن يتم ذلك الاتفاق، فإن الحياة بالنسبة لأهالي أبيي النازحين أصبحت مأسوية، حتى أن البعض اضطر إلى أكل أوراق الأشجار.