في مثل هذا اليوم قبل 47 عاما ( اي21/10/1964)كان الشعب السوداني على موعد مع فجر جديد اقتحم خلاله المجهول في ملحمة ثورية رائعة ضد حكم الفريق ابراهيم عبود .. وهي الملحمة التي انطلقت شرارتها الاولى من جامعة الخرطوم التي كانت آنذاك منارة للعلم وقلعة للصمود والتحدي ومنبرا لتفاعل الطلاب مع قضايا شعبهم .. فكان دم الشهيد ( أحمد القرشي ) أحد تجليات ذلك النصر العظيم لشعب يعيش اليوم وضعا مزريا على كافة الاصعدة : الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والاخلاقية . تمر اليوم ذكرى تلك الثورة المقبورة والسودان في قبضة عصابة انقلابية استأثرت بخيراته وامكانياته وحرمت غالبية شعبنا من تلك الخيرات والامكانيات التي كان يمكن لها ان تجعله في مقدمة الامم عزا ومجدا ورخاءا ورفعة وليس متلقيا للمعونات عبر ( شحدة) تقودها دبلوماسية منظمة اتخذت من سياساتها العرجاء وسيلة يجوب مسؤولوها بلدان العالم استجداءا لخيرات الاخرين من دول كان يمكن ان يمثل السودان لديها اليد العليا بدلا من يأتيها مسؤولوه منكسرين بحثا عن من يسدد انابة عنهم ديونا خارجية تراكمت بمليارات الدولارات يلازمها حصار دولي خانق وعزلة حتى في اوساط شعبه المغلوب على امره ويعيش وضعا شاذا انتظارا لفجر قادم طال الزمن او قصر ..لاسيما وان تسونامي الربيع العربي يحاصر قادته ويهز الارض تحت ارجلهم وهم يعيشون وهما كبيرا بان هذا التسونامي لن يطأ تلك الارض التي دنسوها بفسادهم وكذبهم الذي لا يرف لهم جفن وهم يمارسونه ليل نهار باسم الاسلام وشريعته السمحاء والتي شوهوها على مدى اكثر من عشرين عاما سرقوا خلالها حتى ابتسامات الطفولة لدى صغار السودان واذلوا حرائر بلادنا وأهانوا الكرام من رجالاته وجاءوا بما لم يجئ به الاولون كذبا ونفاقا وثراءا حراما وعاثوا خبثا في بلد كان شعبه حتى الامس القريب مضرب المثل في الشهامة والرجولة والكرم والامانة . تجئ ذكرى اكتوبر اليوم والسودان في قبضة هذه العصابة التي لم تخشى الله لا فيه ولا في شعبه الكريم الذي يعيش اليوم اكثر من ربع سكانه خارج حدوده الجغرافية بين لاجئ ومهاجر ومغترب ومن تتلقفه الارصفة في غير هدى في هذا العالم الفسيح . تجئ ذكرى اكتوبر اليوم ونفحات الربيع العربي تدق بقوة وعنف باب الخرطوم في انتظار من يفتح لها هذا الباب الذي يتململ الشعب عند مدخله انتظارا لتلك اللحظة التاريخية والتي هي قادمة لامحالة وان طال الزمن .. حيث ان كافة مسبباتها قائمة اليوم في سودان مختطف منذ فجر الجمعة 30 يونيو 1989 باسم الاسلام زورا وبهاتان . خضرعطا المنان / الدوحة