تنشر (حريات) صورة للقيادي في المؤتمر الوطني الصافي جعفر – مدير مشروع سندس الزراعي السابق ومستشار والي الخرطوم رئيس مجلس الادارة الحالي عن شؤون المشروع – وهو يمدد رجليه أمام حوض سباحته في قصره المشيد . والصافي جعفر كنموذج ل (ورع) الانقاذ عينه عمر البشير – كبير (الورعين!) – كأمين عام لمجلس الذكر والذاكرين اضافة الى منصبه بمشروع سندس . ويكثر الصافي جعفر الحديث عن (السيرة النبوية) – عن الرسول الخاتم صلى الله عليه وسلم – الذي كان يأكل الأسودين ويربط على بطنه الحجروالحجرين من شدة الزهد ، ولكن الصافي لا يخشى الحديث لانه ربما لا يخشى ان يكون ممقوتاً عند المولى عز وجل ( كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون) . ومشروع سندس الزراعي مشروع فاشل نهب المال الحكومي ونهب مدخرات المعتربين ، وظلت مشكلته الكبرى (المياه) التي تعز على الإنتاج الزراعي ولكن تتوفر إلى حد السفه لأحواض سباحة المترفين ! في تأكيد لأهم أعراض خراب العمران بحسب النذارة الالهية ( بئر معطلة وقصر مشيد) . جدير بالذكر ان الصافي جعفر الذي يمدد رجليه حالياً في قصره المترف كان يسكن قبل الانقاذ في منزل بالايجار بالحلة الجديدة . والفساد في الانقاذ فساد شامل يرتبط بكونها سلطة أقلية ، تحكم بمصادرة الديمقراطية وحقوق الانسان ، وتحطم بالتالي النظم والآليات والمؤسسات الكفيلة بمكافحة الفساد ، كحرية التعبير ، واستقلال القضاء ، وحيدة اجهزة الدولة ، ورقابة البرلمان المنتخب انتخاباً حراً ونزيهاً . كما يرتبط بآيدولوجيتها التي ترى في الدولة غنيمة ، علاقتها بها وبمقدراتها بل وبمواطنيها علاقة ( امتلاك) وليس علاقة خدمة . وترى في نفسها بدءاً جديداً للتاريخ ، فتستهين بالتجربة الانسانية وحكمتها المتراكمة ، بما في ذلك الاسس التي طورتها لمكافحة الفساد . وحين تنعدم الديمقراطية ، لفترة طويلة ، كما الحال في ظل الانقاذ ، يسود أناس بعقلية العصابات ، ويتحول الفساد الى منظومة شاملة تعيد صياغة الافراد على صورتها ، فتحول حتى الابرار الى فجار ، واما أدعياء (الملائكية) فانهم يتحولون الى ما هو أسوأ من الشياطين !