أرسل أحد ضباط الصف رسالة إلى (حريات) تؤكد تنامي السخط في القوات المسلحة . ويشكو ضابط الصف من سوء المعاملة وسرقة مال التكافل الاجتماعي وتزايد الفصل وتأخير منح الحقوق المالية للمفصولين . وأورد في رسالته (نحن كضباط صف وجنود في القوات المسلحة عرفنا انه التعامل في الجيش اصبح غير لائق كاننا عبيد) . وأضاف ( اسمعوا الكلام دا وزير الدفاع اكل قروشنا بتاعت التكافل الجماعي وهي عبارة عن مشروع وهمي شوفو يا شعب يا سوداني : مساعد 30 جنيه رقيب اول 25 رقيب 20 عريف 18 وكيل عرف 18ايضا جندي 10 جنيه هذا الاستقطاع منذ شهر 11- 2005 شهريا خلال الست سنوات الماضية علما ان هذه الاموال تذهب لشركة لديها عقد مع وزارة الدفاع لشراء عربات للضباط وهذه مشكلة كبيرة بالجد .. وايضا موضوع الرفت مزعج جدا القادة يقولون مافي رفت ..او انك توقع علي عقد يعني هذا العقد انك لا تسأل عن حقوقك المالية متي ما تتمكن الدولة تدعوك لتاخذ حقك .....ايضا نحن اخر واخيرا رضينا بهذا العقد لكن القادة رفضوا هذا العقد ويقولون لنا رفت مافي ومزقوا لك ورقة العقد وتطرد من المكتب ويقولو ليك الباب فاتح لو داير تمش امش خلي لينا حقك) . وختم ضابط الصف رسالته قائلاً ( اخر فكرة انو الواحد يتمرد ويتعاون مع المعارضة ) . هذا وأبلغ مصدر آخر مطلع وموثوق (حريات) ان عبد الرحيم محمد حسين استطاع كسب بعض كبار الضباط عبر الامتيازات والرشاوى ، ولكن صغار الضباط الذين يشكلون عماد القوات المسلحة في غالبهم الأعم ناقمون وينتقدون الفساد المستشري الذي يتعهده وزير الدفاع بدعم من عمر البشير ، كما ينتقدون الحروبات غير المبررة التي أدخلتهم فيها التقديرات الساذجة والفطيرة . وأضاف المصدر ان عمر البشير صرح لمقربين بانه لم يعد يثق حتى في حرسه من القوات المسلحة ! هذا وسبق وصرح مدير جهاز الأمن محمد عطا في اللقاء التنويري للاحزاب المتوالية قبل ايام – 3 يناير – بأنه يخشى من انقلاب عسكري ، وعلق المحلل السياسي ل (حريات) بأن هذه من المرات القلائل في تاريخ المؤتمر الوطني ان يتحدث قادة أجهزته علناً عن مخاوفهم من انقلاب عسكري ، مما يؤكد تنامي السخط في القوات المسلحة . وسبق ونشرت (حريات) تفاصيل الصراع الدائر في القوات المسلحة ، وبروز مجموعة كبيرة من الضباط تعارض الفساد ، وتنقد أوضاع البلاد المتدهورة ، وتطالب بإبعاد عبد الرحيم محمد حسين من وزارة الدفاع لأسباب عديدة متعلقة بكفاءته وأدائه، وبفساده داخل وخارج القوات المسلحة، لا سيما فساد صفقة الاسلحة ، حيث استورد عبد الرحيم دبابات دون المواصفات فارسلت الى دولة مجاورة للسودان لصيانتها ! مباشرة بعد شرائها ! كما تطالب بوضع جميع القوات خارج الجيش تحت سيطرة القوات المسلحة وعلى الأخص الدفاع الشعبي، وبإنهاء سيطرة المؤتمر الوطني على القوات المسلحة. وتنتقد المجموعة دور اللواء عبد الله حسن البشير شقيق عمر البشير والذي يجمع ما بين القوات المسلحة والسمسرة والتجارة والرياضة والنشاط الدبلوماسي ! وأثارت المجموعة كل هذه القضايا وغيرها في اجتماع شهير مع عمر البشير وعبد الرحيم محمد حسين مما أدى الى فصل (12) لواء بالقوات المسلحة في فبراير الماضي، من بينهم اللواء الطيب المصباح قائد فرقة الفاشر، واللواء احمد عابدون قائد فرقة نيالا ، واللواء النعيم خضر مدير مكتب وزير الدفاع، واللواء عباس تاج الدين من الاستخبارات العسكرية .