ادعى مدير جهاز الأمن محمد عطا ان القيادي بالمؤتمر الشعبي ابراهيم السنوسي سافر إلى جوبا يحمل خطاباً من الترابي يطرح خطة للانقلاب العسكري أو اثارة الشارع لاسقاط النظام . وأضاف محمد عطا لدى مخاطبته اللقاء التنويري للأحزاب المتوالية مع المؤتمر الوطني ان احزاب المعارضة – خصوصاً المؤتمر الشعبي والحزب الشيوعي – تسعى لتحريك الشارع بشتى الوسائل ، وقال انها ستواصل مسعاها حتى يونيو المقبل . وأضاف انها تتحرك عبر محورين : الانقلاب العسكري أو الانتفاضة . وادعى ان عبد الواحد محمد نور يعيش في عزلة ، وان مناوي يعاني من الضعف ، وان الحركة الشعبية تشعر بانهزامية ، وقال انهم في طريقهم إلى السيطرة على منطقة يابوس في النيل الأزرق . وعلق محلل سياسي ل (حريات) بانه من المرات القلائل في تاريخ المؤتمر الوطني ان يتحدث قادته الامنيون علناً عن مخاوفهم من ( انقلاب عسكري) ، مما يؤكد تنامي السخط في القوات المسلحة . وأضاف ان محمد عطا في حالة ارتباك حقيقية ، فهو يتحدث عن خطاب للترابي مع ابراهيم السنوسي يتضمن (خطة) لاسقاط النظام ، ولكنه في ذات الوقت يقول ان الخطة تطرح (الانقلاب) أو ( اثارة الشارع) ، فكيف تكون (خطة) ولم تحسم أمرها بين خياري الانقلاب أو الانتفاضة ، أو أقله توفق بين الخيارين ، كأن تطرح (اثارة) الشارع كخطوة للانقلاب ؟! وقال المحلل السياسي ان قدرات ومعلومات مدير جهاز الأمن تؤكد بان شمس النظام قد اذنت في المغيب . هذا وسبق ونشرت (حريات) تفاصيل الصراع الدائر في القوات المسلحة ، وبروز مجموعة كبيرة من الضباط تعارض الفساد ، وتنقد أوضاع البلاد المتدهورة ، وتطالب بإبعاد عبد الرحيم محمد حسين من وزارة الدفاع لأسباب عديدة متعلقة بكفاءته وأدائه، وبفساده داخل وخارج القوات المسلحة، لا سيما فساد صفقة الاسلحة ، حيث استورد عبد الرحيم دبابات دون المواصفات فارسلت الى دولة مجاورة للسودان لصيانتها ! مباشرة بعد شرائها ! كما تطالب بوضع جميع القوات خارج الجيش تحت سيطرة القوات المسلحة وعلى الأخص الدفاع الشعبي، وبإنهاء سيطرة المؤتمر الوطني على القوات المسلحة. وتنتقد المجموعة دور اللواء عبد الله حسن البشير شقيق عمر البشير والذي يجمع ما بين القوات المسلحة والسمسرة والتجارة والرياضة والنشاط الدبلوماسي ! وأثارت المجموعة كل هذه القضايا وغيرها في اجتماع شهير مع عمر البشير وعبد الرحيم محمد حسين مما أدى الى فصل (12) لواء بالقوات المسلحة في فبراير الماضي، من بينهم اللواء الطيب المصباح قائد فرقة الفاشر، واللواء احمد عابدون قائد فرقة نيالا ، واللواء النعيم خضر مدير مكتب وزير الدفاع، واللواء عباس تاج الدين من الاستخبارات العسكرية . وأصدر عبد الرحيم قراراً بنقل اللواء صديق فضل النافذ في المجموعة الى شرق السودان ولكن بدعم من ضباطه في المدرعات رفض تنفيذ القرار فدخلت وساطات كثيرة لتسوية الأمر باعتباره سابقة خطيرة في تاريخ القوات المسلحة . وشعرت المجموعة بالتحركات الحثيثة للتخلص منها وبدأت تنظر الى عمر البشير كعبء على القوات المسلحة ، وبدأت تسعى لدور أكثر محورية في حل أزمة الحكم الراهنة ، وتطمح الى دور مستقل للقوات المسلحة في الحياة السياسية تحت عباءة قومية . واعتقلت مجموعة عمر البشير في اغسطس (25) ضابطاً وأودعتهم سجن دبك ، بإدعاء التدبير لإنقلاب. وتفاقم السخط في القوات المسلحة بعد شن الحرب في جبال النوبة والنيل الأزرق ، وهي الحرب التي يطلق عليها الضباط (حرب عمر البشير) ، ويرون بانها شنت بلا مسوغات وعلى أساس تقديرات عمر البشير وعبد الرحيم الساذجة بامكان حسمها في أسبوعين .