شعب السودانى الذى صبر على الاستعمار اكثر من خمسون عام وصبر على ثورة مايو اكثر من خمسة عشر عام رغم الرخاء وسهولة الحياة والاهتمام بالصحة والتعليم مقارنة باليوم لكنه فجر الثورات ونال الانتصارات . مازال يصبر على حكومة الانقاذ اكثر من عشرين عام انه شعب صبور وهو يردد دائما ويقول لصبر حدود فمتى ينتهى صبره ومتى يصل لحدوده . الحكومة منحت الشعب فرصة ليقول كلمته وينصب نفسه عندما وقعت اتفاق نيفاشا وهى لم ترجع له وتستشيره وعندما تصعدت مشكلة دارفور وتدخل فيها الغرب. لكن الشعب ظل صامتا ومحتارا يفكر كيف يجمع صفه ويختار من يمثله وها هى تقدم له الفرص يوما بعد يوم منذ أتفاقية نيفاشا وانفصال جزء من هذا الوطن الذى كان قارة داخل قارة واليوم تقدم له فرص الغلاء والفساد وانقطاع المياه وتدنى الصحة وتكلفة التعليم ورفع الدعم عن الوقود والانسحاب من ابييى وادخال هجليج ضمن المناطق المتنازع عليها والتفاوض فى كل الملفات فى وقت واحد والاعتراف بقطاع الشمال الذى يعتبر تنظيم يتبع لدولة اجنبية يمارس نشاطة واهدافه من داخل الوطن وغدا نجد حزب الليكود فرع بورتسودان . لكن الشعب السودانى مازال فى صبره ونخشى ان يكون فى غيبوبة وفقدان للوعى لما أصابه ولم يتوفر له العلاج لعدم توفر العملة الصعبة. السيد الهمام الكلام صمت عن الكلام والسيد السكوت المبتسم اختفت الابتسامه منه والسيد مفجر القنابل ومدبر المكايد خفه صوته وقلت مكايده واصبح رجال الثورة ينادون كل يوم بأعلى اصواتهم وفى كل لقاءتهم ومؤتمراتهم هل من مجيب وهل من يتكفل بعلاج المريض (السودان) ويعيد له الابتسامه والمكانه ليعطى كما كان وينقذنا من الامريكان؟؟؟ لكن أبناء حواء انعدمت فيهم الهمه والوطنية والجهادية ليصعدوا الى المنصه ويقولوا استجبنا للنداء ونحن لدين فداء و للوطن شهداء . نريد واحدا من أبناء حواء يكون شجاعا مثل على رضى الله عنه ومحاربا مثل خالد بن الوليد ومتواضعا مثل عمر بن عبدالعزيز وصادقا لا يخشى فى الحق لومة لائم مثل بن الخطاب رضى الله عنه وهم ما أكثرهم فى بلدنا لكن مازالوا متأثيرين من أفعال الحاكمين ومتخوفين من مريض كل اجزاء جسده اصابها الداء والبلاء فكيف تنقذ حياته فى سنين وهو يمنع عنه الاكسجين والبنسلين . لان الايمان فى قلوبهم طاله الغبار وأن اليقين والتوكل على الله ضعفه الكذب والخوف وأن الجهاد دخله الفساد . والسودان يشتكى والخرطوم تنادى انقذونى ..... ألحقونى ..... أنصرونى ..... الفارس القادم ياترى يأتى من الفاشر ليعيد مجد على دينار ام من أببيى ليقول نحن اهل احقيه ووطنية وأصالة شمالية وبساله قتالية وأصحاب قضية أم يأتى من الشرق مثل البرق ويقول نحن مهمشين وضائعين سنين أم يأتى من الوسط ويقول خير الامور اوسطها ونحن اهل سيادة وعبادة وعروبتنا حياده . السودان لا يفصله عن أديس ابابا سوى كيلومترات وهى أقرب له من مركز الحكم لماذا لا يذهب جماعات ويحمل كل الرأيات ويشارك فى الاجتماعات حتى لايصيبها التنازلات والانبطاحات التى دمرت السودان وقسمته وجعلت للخونة كلمة ومنصب ومكانة امثال عرمان وعقار. كيف يفوض الوفد ويمنح كل الصلاحيات من مجموعة لا تمثل خمسه فى المائة من الشعب السودانى ليتنازل عن أبييى مقابل هجليج ويتفاوض مع عرمان وعقار مقابل دارفور ويوافق على تدفق البترول عبر اراضيه مقابل تثبيت الدولار ويتنازل عن ارادة ثلاثون مليون مقابل الجنايات ويمنح الحريات عزاءا للآهل الشهداء والاموات ويفتح الحدود وينتشر السلاح والخمور مقابل وقف دعم الحركات.