الخرطوم (رويترز) - قال جيش جنوب السودان انه خاض يوم الخميس معارك عنيفة مع ميليشيا في ولايتين منتجتين للنفط في اشارة للتحديات التي تنتظر قادة الجنوب الذين وافقوا على استئناف المحادثات مع حكومة الخرطوم. وصوت أبناء جنوب السودان هذا العام بأغلبية ساحقة لصالح دولة مستقلة اعتبارا من التاسع من يوليو تموز والانفصال عن الشمال بعد حرب أهلية استمرت عقودا بسنوات توقف قصيرة منذ عام 1955. ولكن العنف أدى الى توتر العلاقات مع الخرطوم التي يتهمها الجنوب بتسليح الميليشيات وعرقلة المحادثات بشأن اليات الانفصال. وقال رئيس جنوب افريقيا السابق ثابو مبيكي الذي يقوم بالوساطة في المحادثات ان زعماء من الشمال والجنوب اتفقوا يوم الخميس على استئناف المحادثات بينهما التي توقفت الاسبوع الماضي. وقال ان من المقرر ان تنظر لجنة من ممثلين من القوات المسلحة في الجانبين في الوثائق التي نشرها الجنوب وزعم فيها ان الخرطوم تدعم الميلشيات. وقال مبيكي في مؤتمر صحفي "اذا كانت هناك اي حقيقة في اي من هذه المزاعم فسوف تتخذ الاجراءات الضرورية تجاه اي شخص ربما كان له دور في اي عمل استهدف هز استقرار حكومة جنوب السودان." وقال فيليب أجوير المتحدث باسم جيش جنوب السودان ان الميليشيا التي يبلغ عدد أفرادها ألف شخص تحركت من الخرطوم الشهر الماضي نحو ولاية الوحدة بغرض الانضمام الى جيش الجنوب لكنهم رفضوا الاجتماع مع مسؤولين جنوبيين وبدأوا يفرضون الضرائب على المواطنين بشكل غير قانوني. واضاف "جاءوا بحجة الانضمام الى جيش جنوب السودان لكنهم أمضوا أكثر من شهر يرفضون الاندماج." وأضاف "كان الامر مجرد كسب للوقت لتجنيد مزيد من الجنود وتسلم أسلحة من الخرطوم." وقال ان القتال ادى الى طرد رجال الميليشيا من قاعدتهم لكن لم يعرف بعد عدد القتلى والجرحى. وأضاف "ستكون هناك خسائر بشرية كبيرة لانهم كانوا مسلحين بشكل جيد وكذلك كانت القوة التابعة للجيش الشعبي لتحرير السودان التي تغلبت عليهم في نهاية المطاف كانت مسلحة أيضا بشكل جيد." وقال أجوير ان الميليشيا هاجمت الجيش الشعبي أثناء زيارة في ساعة مبكرة يوم الخميس للتحقيق قي شكاوى من الضرائب. واكدت هوا جيانج المتحدثة باسم قوة الاممالمتحدة لحفظ السلام تلقي القوة لتقارير عن وقوع خسائرة بشرية كبيرة خلال الاشتباكات التي شهدتها ولاية الوحدة لكنها لم تؤكد هوية القتلى والى اي جانب ينتمون. وقالت "ارسلنا دوريات الى منطقة قريبة من الاشتباكات." ونفى جيش شمال السودان ان يكون له دور في القتال بالمرة. وينفي الشمال اتهامات الجنوب له بتسليح الميلشيات في الجنوب. واسفرت الاشتباكات بين الميلشيات وجيش جنوب السودان في ثلاث ولايات غنية بالنفط عن مقتل المئات هذا العام حيث قتل 79 شخصا في ولاية اعالي النيل هذا الشهر وحده. وقال اجوير ان الجانبين اشتبكا مرة اخرى في ولاية اعالي النيل يوم الخميس لكنه قال انه ما زال في انتظار التقارير بشأن الخسائر البشرية. وسيضيف القتال الذي اندلع يوم الخميس الى المخاوف الدولية من انهيار النظام والقانون في الجنوب الذي عانى طويلا من انقسامات قبلية وعرقية. ويقول منتقدون ان الجنوب مهدد بأن يصبح دولة فاشلة قد تقوض الاستقرار في شرق أفريقيا اذا عجز مسؤولوه عن حفظ الامن. ولا يزال هناك العديد من نقاط الخلاف القوية المرتبطة بانفصال الجنوب من بينها ترسيم الحدود وتقاسم الثروة النفطية التي تقع أساسا في الجنوب لكنها تعتمد على البنية التحتية في الشمال ومنطقة أبيي المتنازع عليها في وسط السودان حيث يحشد كلا من الجانبين قواته.