وصف الرئيس السوداني عمر البشير دولة إسرائيل بأنها “كيان غاشم أصابه الطيش والرعب من التغيرات السياسية والاجتماعية التي سرت في المنطقة ومن تقدم السودان بشبابه المؤمن المتعلم المستنير". وأكد أن “عدوانها على مصنع اليرموك الأربعاء يكشف ضعفها رغم التقانة العالية التي تمتلكها ويعبر عن حالة الخوف الذي تعيشها ما دفعها لارتكاب جنايتها على شعب السودان". وهنأ البشير الأمة السودانية بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك، في خطاب بهذه المناسبة أكد فيه أهمية الأمن في نهضة الدول . وقال “إن تقدم وتطور أي بلد لا يكون إلا بعنصري السلم والأمن والرفاه والتنمية والاقتصاد فالسلام لا يتحقق إلا بالأمن الكامل". وأضاف “يتوجب علينا إعطاء الوقت الكبير من جهدنا وتفكيرنا لتحقيق الطفرة التنموية الشاملة منطلقين من الظروف التي أحاطت بالسودان". وقلل الرئيس السوداني من أهمية الضربة في شل قدرات التنمية في السودان، وقال “ضربوا مصنع الشفاء للأدوية فقامت عشرات المصانع وتوافر الدواء كما لم يتوافر من قبل، وما قطف الأعداء إلا الإحباط والفشل وهكذا سيكون الحال دوما وأعداؤنا لن يضرونا إلا أذى نتحمله ونغالبه ونمضي في مسيرتنا". وزاد:"نمتلك مصادر كامنة وهائلة للقوة تتمثل في رسالة الإسلام وقيمها الروحية الراقية وفي قدرات بشرية وإرداة للشهادة في سبيل الحق والانعتاق والتحرر". وتباهى البشير بشعبه وبقدرته على مواجهة التحديات والابتلاءات وحيا صموده، وأشار إلى تاريخه “الناصع بالبطولات والشموخ والفداء". وأكد قدرة هذا الشعب “على سلوك الخيارات الصعبة وتحقيق الانتصارات". وقال: سنمضي قدما في تقوية مجتمعنا وصموده بوجه كل متربص بمكتسباتنا، فنحن مجتمع يتمسك بتعاليم دينية رفعت أمة وبقيم صنعت حضارة". من جانب آخر، اجتمع مندوب السودان الدائم لدى الأممالمتحدة السفير دفع الله الحاج علي، مع رئيس مجلس الأمن (المندوب الدائم لجواتيمالا)، وأفاده بتفاصيل العدوان الإسرائيلي الغاشم على مجمع اليرموك للتصنيع العسكري. وأوضح المندوب الدائم أن الطائرات الأربع التي نفذت الغارة كانت طائرات مزودة بأنظمة متقدمة للتشويش على الرادار، مضيفاً أن مثل هذه التقنيات لا تمتلكها إلا دول قليلة، وأن الغارة نتج عنها تدمير جزء كبير من المجمع وسقوط اثنين من القتلى، كما جرح آخر حالته خطيرة. وطبقا لتقرير من وكالة الأنباء السودانية الرسمية (سونا)، أشار السفير دفع الله إلى أن هذه هي المرة الثالثة التي تنتهك فيها إسرائيل الأجواء السودانية، مبيناً أن ذلك يمثل خرقاً صارخاً لميثاق الأممالمتحدة وتهديداً خطيراً للأمن والسلم الدوليين وأبان أن المجمع الذي تم قصفه ينتج أسلحة تقليدية ولا صلة له إطلاقاً بتصنيع أي أسلحة محظورة، وطلب من رئيس مجلس الأمن أن يُحيط أعضاء مجلس الأمن علماً بهذا التطور الخطير، وطالبه أيضاً بأن يُصدر مجلس الأمن إدانة قوية لهذا العدوان والخرق الفاضح لميثاق الأممالمتحدة، واختتم حديثه مؤكداً لرئيس المجلس أنه سوف يوافيه بشكوى مكتوبة في هذا الخصوص. من جانبه، قال رئيس المجلس إنه سوف ينقل ذلك لجميع أعضاء المجلس، مضيفاً أن من الضروري موافاة المجلس بشكوى خطية بها معلومات تفصيلية حول هذه الحادثة. كما وظف المندوب السوداني الدائم مشاركته في جلسة مجلس الأمن المخصصة لمناقشة تقرير الأمين العام الدوري بشأن دارفور، حيث تحدث عن الهجوم الإسرائيلي مشيراً إلى أن إسرائيل هي التي تولت الحركات المسلحة في دارفور بالدعم والرعاية، واستقبلت في عاصمتها بعض تلك القيادات الدارفورية الرافضة للسلام وفتحت لها مكاتب بعاصمتها تل أبيب، ووفرت طائرة لقادة تلك الحركات من أجل تحركاتهم، مضيفاً أن إسرائيل لم تقف عند هذا الحد بل تجاوزته ليلة الثلاثاء الأربعاء في تطور خطير وغادر، عندما قامت أربع طائرات إسرائيلية بقصف مجمع اليرموك للتصنيع العسكري بالخرطوم، مشيراً إلى أن هذا العدوان يمثل خرقاً صارخاً لميثاق الأممالمتحدة ولسيادة السودان وتهديدا خطيرا للأمن والسلم الدوليين، ثم طالب المندوب الدائم مجلس الأمن بإدانة هذا العدوان الغادر بأقوى العبارات. الجدير بالذكر أن المندوب الدائم بالتنسيق مع المندوب الدائم لجمهورية مصر العربية بوصف الأخير رئيس المجموعة لهذا الشهر، سوف يقدم تنويراً للمجموعة العربية بنيويورك حول الحادث والطلب إليها إصدار إدانة للهجوم الغادر. وكان أحمد بلال عثمان وزير الثقافة والإعلام السوداني قد أعلن الأربعاء أن أربع طائرات إسرائيلية قصفت مصنع اليرموك للذخيرة ليلة الثلاثاء الماضي، مما أسفر عن مقتل شخصين وإصابة ثالث بجروح. وأعلن أن “السودان دولة مواجهة إسرائيلية ويحتفظ لنفسه بحق الرد وتصعيد الأمر على المستوى الدبلوماسي والوصول به إلى مجلس الأمن الدولي". واتهم السودان في السنوات الأخيرة إسرائيل عدة مرات بقصفها، بينما تزعم إسرائيل أن الدولة الأفريقية تسهل تهريب الأسلحة إلى غزة. وفي عام 2009، تردد أن هجوما جويا ضرب قافلة برية تحمل أسلحة في شمال شرق البلاد وأسفرت عن مقتل العشرات. ولم تنف إسرائيل التقارير القائلة بأن إسرائيل ضربت قافلة للحيلولة دون وصول الشحنة إلى قطاع غزة. وقالت صحيفة سودان تربيون ومقرها باريس في ديسمبر عام 2010 إن إحدى برقيات ويكيليكس من يناير عام 2009 أظهرت أن الولاياتالمتحدة حذرت السودان من عدم توصيل الأسلحة الإيرانية إلى غزة. وفي مايو عام 2012 ، اتهمت السودان إٍسرائيل بزرع قنبلة في سيارة أسفرت عن مقتل مهرب الأسلحة ناصر محمد سعيد في مدينة بورتسودان الواقعة شرق البلاد. جريدة الاتحاد