إذا سلمنا بأن الهدف الأساسي من وجود عبدالرحيم على رأس المؤسسة العسكرية هو تأمين ظهر البشير من أن تنقلب عليه هذه المؤسسة .. فإن هذا الوجود أصبح الآن يضر أكثر مما ينفع في هذه الناحية .. وذلك بتصاعد التململ والانتقاد لحالات فشل وفساد (اللمبي) للدرجة التي حصل فيها عين المحظور بمحاولة ود ابراهيم الانقلابية .. بالتالي فإن التخلي عن عبدالرحيم بات وشيكا جدا وفق هذا الافتراض وإذا قلنا بأن ما يجعل عبد الرحيم متمكنا ومتنفذا إلى هذه الدرجة هوالفساد الذي يتشاركه مع أشقاء البشير فيما هو واضح وينوب فيه عن البشير نفسه كما هو راجح فإن بقاء البشير وبقاء عبد الرحيم على رأس السلطة سيتلازمان إلى أمداء أبعد .. ولكن الضغوط لإقالة عبد الرحيم لن تترك البشير أيضا إلا أن يترك هو مقعد السلطة .. وربما قربت هذه الضغوط من لحظة مغادرة البشير نفسه لهذا المقعد الساخن وأيا يكن من أمر فإن بقاء عبدالرحيم في الفترة القادمة في منصب وزير الدفاع سيجعل النظام برمته يدفع أثمان غالية جدا ، لا سيما في ظل إرهاصات تجدد المواجهات العسكرية حول أبيي وهجليج .. وتصاعد وتيرة عمليات الجبهة الثورية المتزامن مع مباحثات فبراير .. أو الناتج عن فشلها أو تعثرها المتوقع .. وربما مزيد من الغارات الإسرائيلية في ظل زيادة حدة التوتر العالمي والإقليمي مع إيران التي يعتبر نظام الإنقاذ جزءا من محورها الشرير ربما كان من مصلحة ملايين الضحايا لهذا النظام أن يوجد على قمته مثل هذا اللمبي .. وأن تتشابك علاقات فشله وفساده مع رأس النظام لهذه الدرجة من التعقيد .. وفي ظل وجود مذكرة توقيف دولية لكليهما فإن الرقص الثنائي سيكون أكثر تناغما .. وربما أكثر دموية ... وبرغم كل ذلك فإن السترة والفضيحة .. كما يقول أهلنا الطيبون الصابرون .. متباريات !!