جوبا 6 أكتوبر 2016 كشف تقرير أن بعثة الأممالمتحدة لحفظ السلام بجنوب السودان (يونميس) رفضت السماح للمدنيين الفارين من القتال الذي اندلع في يوليو الماضي بالدخول إلى معسكرات الحماية التابعة لها في جوبا وأنها بدلاً من ذلك استخدمت الغاز المسيل للدموع لتفريقهم. جنود من حفظة السلام في جنوب السودان ..صورة من (يونميس) واتهم تقرير أصدره "مركز المدنيين في الصراع" الذي يتخذ من الولاياتالمتحدة مقراً له يوم الأربعاء قوات "يونميس" بالفشل في تنفيذ الفصل السابع والذي يقر بحماية المدنيين بكافة الوسائل بما في ذلك استخدام القوة ضد مرتكبي العنف. وكشف التقرير، الذي استند على مقابلات مع 59 مدنيا من جنوب السودان و 21 مسؤولاً من بعثة الاممالمتحدة، أن بعض جنود حفظ السلام رفضوا التعليمات المتعلقة بحماية المدنيين خلال الفوضى التي اجتاحت العاصمة جوبا في يوليو. وتابع التقرير "أوقعت أطراف الصراع ضرر كبير على المدنيين وكانت قوات اليونيمس عاجزةً وفي بعض الأحيان غير راغبة في الاستجابة بفعالية لحماية المدنيين". ولفت إلى أن بعض من قوات حفظ السلام اطلقت الغاز المسيل للدموع على المدنيين الفارين من القتال لمنعهم من دخول معسكرات الحماية، موضحا أن قوات حفظ السلام كان أداؤها دون المستوى إلى حد كبير. وطالب التقرير بإجراء تحقيق في سلوكهم وتحميل "الوحدات" أو "الأفراد" المسؤولة عن الإهمال، منوهاً أن قوات حفظ السلام لم تستجب لمساعدة عمال الإغاثة الذين تعرضوا للاغتصاب والنهب على أيدي القوات الحكومية في معسكر تيريان الذي يقع على مقربة من معسكر "يونميس". وأشار التقرير إلى أن قوات حفظ السلام الصينية فرت من مواقعها نتيجة للقتال العنيف في مكان قريب تاركة وراءها بعض الأسلحة والذخائر، بجانب وفاة اثنين منها خلال القتال في يوليو وأصابة ستة آخرين بجروح خطيرة، وزاد "خارج مواقع حماية المدنيين واجه الرجال والنساء المدنيين تهديدات خطيرة على سلامتهم، وحاول العديد من المدنيين الفرار إلى معسكرات الأممالمتحدة إلا أن مقاتلي الأممالمتحدة حاولوا عرقلتهم أو مضايقتهم أو حتى إطلاق النار عليهم.. قام جنود الجيش الشعبي بعمليات تفتيش للمنازل والتي من خلالها نفذوا عمليات نهب واسعة فضلا عن الاغتصاب والاختطاف والإعدام، وفي بعض الأحيان كانوا يستهدفون المدنيين لأسباب عرقية". وأوصى التقرير البعثة بإبراز المزيد من القوة والحضور لحماية المدنيين، بما في ذلك خارج مواقع الحماية للمدنيين واتخاذ موقف أقوى في إعادة تأكيد حرية البعثة في التنقل، بما فيها عدم موافقتها على القيود التي يفرضها الجيش الشعبي على نوع من المركبات التي يمكن ان تتحرك بها البعثة. كما دعا التقرير حكومة جنوب السودان إلى التوقف عن عرقلة أنشطة وتحركات البعثة، وكذلك السماح بنشر قوات حماية إقليمية على وجه السرعة وعدم إعاقة تحركاتها وتزويدها بجميع المعدات التي تعتبر ضرورية من أجل القيام بمهامها.