القادة الكبار هم وحدهم من يُنتجون المبادرات الخلاقة في الأوقات العصيبة ، كل الثورات تمر بحالات مدّ وجزر وصعود وهبوط والمعارضة السودانية هي الان في حالة الجزر والهبوط وذلك بسبب انشغالها بمشاكلها الداخلية و بالمقابل النظام يمر أيضاً بأسوأ حالاته فرهن البلاد كلها لحماية رأس النظام من الملاحقة الدولية والشعب السوداني أصبحت كل أيامه ذات مسغبه ففقد الامل بفرج قريب فأتت دعوة كمندر مالك لقادة المعارضة للاتفاق حول برامج ومهام محددة لتحويل عملية الانتخابات ومطلوباتها الي معركة حاسمة مع النظام. فمن المعلوم بأن العملية الانتخابية سلسلة من الإجراءات تبدأ من اليوم الاول لإعلان نتائج الدورة السابقة فتبدأ الاحزاب في دراسة وتقييم النتائج ووضع الخطط والاستراتيجيات والتحضير المبكر لخوض الدورة القادمة.اما في بلادنا المأزومة التي يسيطر عليها نظام غير شرعي تمّكن بالقوة والقهر فهذا الوضع الاستثنائي غير المستقر وجب مقاومته وتغيره واستبداله بنظام ديمقراطي حقيقي هذا متفق عليه من الجميع لكن كيف ومتي وبأي الوسائل فهذا ما دعى لمناقشته كمندر مالك وهي ليست دعوة للمشاركة في انتخابات المؤتمر الوطني او الاعتراف بها كما يتوهم البعض الشاهد ان النظام يستفيد من المعارضة السلبية فيمرر القوانين المعيبة ويعدل ما يشاء من الدستور ويفعل ما يريد ليبقى في السلطة. دعوه كمندر مالك تتطابق مع ما تناولناه قبل مدة نحن في مؤتمر البجا المعارض مع زملاءنا في حركة حق في إعلاننا السياسي المشترك الذي خصصنا جزء منه لعملية الانتخابات وقلنا ان بعد دراسة المتغيرات الداخلية والإقليمية والدولية التي أفرزت واقعا ومناخاً جديداً يجب علينا الاستفادة من هذا المناخ واستحداث وسائل جديدة وأن لا نترك الساحة للنظام ليبرطع فيها ، والأجواء المصاحب للعملية الانتخابية سانحة ممتازة لتصعيد العمل المعارض وهنا يجب التفريق بين العملية الانتخابية والاقتراع الذي هو جزء يسير من عملية طويلة تتناول تفاصيل كثيرة أهمها تعديل الدستور. وهذه معركة يجب ان نخوضها ونحشد لها وان لا نترك النظام يمرر ما يريد وهو تعديل الدستور لتمكين البشير من الترشح لدورة قادمة بدأ يستميل لها الادارة الأهلية وطلبه المدارس في مسرحية سخيفة للمطالبة بتعديل الدستور من أجله فعلينا ان لا نمكنه من فعل ذلك وبعدها نعترض ونثور المطلوب تحويل هذا الإجراء الي معركة سياسية يستعد لها الجميع سياسيين وقانونيين من الان وهناك قضايا الحريات التي تشهد تراجع غير مسبوق يتمثل في وقف الصحف ومصادرتها واستمرار اعتقال المعارضين السياسيين في ظل قوانين مخالفة لوثيقة الحريات الواردة في الدستور ، وكذلك وجوب وقف الحرب كمقدمة ضرورية لقيام انتخابات حرة ونزيهة ومراقبة دوليا كل هذه الموضوعات وغيرها يمكن تحويلها الي شرارة تخلق الهبة الشعبية لإسقاط النظام ولنا في التجربة المصرية اسوةً حسنة.