♢ *الإبادة الجماعية* ♢ *تقسيم البلاد* ♢ *تقنين الفساد و الافساد* ♢ *صناعة الارهاب و تصديره* ♢ *تفكيك نسيج المجتمعات و تدمير مؤسسات الدول اتسمت تجربة *الإسلام السياسي* (التي اوصلت بلاد السودان الي حافة الانهيار الكلي) بخمسة خصائص (تشكل اركانا لفلسفتها في الحكم يهتز باهتزازها و يستقر بثبوتها) و هي خصائص تتشابك و تتكامل مع بعضها بصورة عضوية ذات سمة "وظيفية" ، حيث شكلت من مكونها منهجا و قاعدة لفلسفة الحكم في التجربة السودانية طوال الثلاث عقود الماضية و ما زالت تتشبث. تمثلت هذه الخصائص في أولها ، الطبيعة *الدموية* للحكم (حيث انتهت بارتكاب الابادة الجماعية) و ثانيها حالة *اللامبالاة* (التي ادت الي تقسيم البلاد جنوبا و شمالا) و ثالثها سلوك *اللصوصية الكلبتوكراسية* (اعلي مستويات تقنين لتنظيم نهب موارد البلاد و اموال الدولة) و رابعها *الارهاب* و خامسها *الفوضي الممدودة*. أرست تجربة هذا المركب *الايدولوجى* (الممزوج من الخصائص المذكورة اعلاها) الي مبتغاها (او منطقها النهائي) حيث انتهت السلوك الدموي الي "إبادة جماعية" ، كما ادت حالة "اللامبالاة" الي تقسيم البلاد و "اللصوصية" الي فساد و افساد مقنن و نهب منظم للثروات و افقار البلاد. اما ممارسة "الارهاب" قد ادت الي زعزعة و تهديد الأمن و الاستقرار و السلم الدولي و الجوار الاقليمي ، بينما "الفوضي" العارمة ادت الي تجييش و تفكيك مؤسسات الدولة و انهيارها (المدنية منها و الامنية) و تمليش المجتمع و هتك نسيجه و فسخ عراه و ركائزه و روابطه السياسية و الاجتماعية علي كل مستوياته (الحزبية و النقابية و الجهوية و الاثنية و العشائرية و حتي الاسرية) و الاستهزاء بالعقائد و كريم المعتقدات و بها و دفعت بالمجتمع السوداني الي حالة من التفسخ و الانحلال و التقهقر الي الخلف و العودة به إلى عناصره الاولية. اشمل صورة لهذه الحالة البائسة جاء علي لسان المناضل الشهيد الدكتور جون قرنق ديمبيور حينما وصف منظومة الانقاذ بكل براعة و فصاحة بانه (كائن دموي و يؤمن بالافتراس و التفتيت و يحمل سكاكينا مسنونة مسمومة في زراعيه اليمني و اليسري ، ديدنه تفكيك اي مكون اجتماعي او سياسي و تقسيمه الي اجزاء متناثرة ، اثنين ان كان الكائن يتكون من عنصرين و يشطره الي نصفين ان كان يتكون من عنصر وحد) !!! يا له من وصف دقيق. لكل من هذه الحالات ينابيع فكرية تتغذى منها و شعار تستند عليه. هكذا نري ان جريمة الابادة الجماعية استندت علي شعار (( *فلترق منهم الدماء او ترق منا الدماء او ترق كل الدماء*)) ، كما ان قرار تقسيم البلاد قد مورست تحت شعار ( *الجهاد و أسلمة المجتمع*). أما الارهاب فقد استندت علي شعار ( *جهاد الشيطان الاكبر*) بينما سلوك الفساد و الإفساد فقد اتكأت علي شعار ( *فقه التمكين*). الشاهد في الامر و الملفت للنظر أنه ، بينما ارتكبت *الحركة الاسلامية* كل هذه الجرائم بوعي تام و مع سبق الاصرار و أوصلت بها البلاد الي هذه "البلاعة السياسية العميقة" أو هذا "المرحاض الواسع" و الحركة الاسلامية تبتسم بكل مكر و خبث ، الا ان التي لم تضعها الحركة في الحسبان هي *لعنة مفاجئات نتائج "افاعيلها"* التي سوف تلتف حول عنقها التفافا و تعصف بها عصفا الي العمق (بما فيها الوقوع في كماشة المحكمة الجنائية الدولية). تلك ما انتبه اليها (في وقت متاخر جدا) فيلسوف الحركة الإسلامية (الراحل الدكتور حسن عبدالله الترابي) ، حينما قال: *ان المصائب تأتي من حيث لا تحتسب* !!! حقا ، الأمر اشبه بحالة من حالات *كوميتراجيديا* تذكر المؤمنين بالاية الكريمة: *(مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ (42) قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ (43) وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ (44) وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ (45) وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ (46) حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ ﴿47﴾ فَمَا تَنفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ (48)*. ■ الحلقة الاولي *شهية شم الدماء و كارثة الإبادة الجماعية*. تحت شعار دموي يفصح بكل جلاء عن مدي فاشستية المشروع و مصاغ بعبارات مرعبة مخيفة تفسد عقول الأطفال و الاجيال و القائل (( *فلترق منهم دماء او ترق منا الدماء او ترق كل الدماء*)) ارتكبت منظومة "الحركة الاسلامية" و حكومة ظلها (الانقاذ) عملية الإبادة الجماعية ضد شعوب السودان و جماعاتها الجنوب و في دار فور و جبال النوبة و النيل الازرق بغية استئصالها من جزورها. انه شعار فاشي بكل المقاييس و أنه ليس من المتوقع أن ينتهي الي نتيجة سوي التي انتهي إليها. فيه ارتكب نظام الانقاذ (خلال ثلاثة عقود من عمر حكمه) جريمة قتل اكثر من خمسة مليون فرد و هو لا يكترث و مارس كل صنوف التعذيب و التنكيل ضد ما تبقي منهم ، بما فيها الاغتصاب و الاعتقال و الاسترقاق و حرق الارض و تسميم البيئة و المياه و تدمير الممتلكات و حرمان الضحايا و تجويعهم و تهجيرهم و احلال لمناطقهم و توطينها بقوميات اخري اجنبية (بغية احداث هندسة ديمغرافية). كل ذلك في خرق و مخالفة صريحة لكل القوانين و الاعراف التقليدية و الدولية و الدينية. كما دفع لما تبقت منهم الي اتون مخيمات (نزوحا و لجوءا) او دفعوا الي الاختفاء في الكراكير و كهوف الجبال او فوق وميض رمال الصحراء وهجير شمسه الحارق و برده القارص او اصبحوا معدمين شحاذين. كارثة جسيمة مرعبة استقرت مرارة ذكرياتها في قاع نفوس الضحايا وتفتك بسيكولوجيا الاطفال و هم يبحثون عن العدالة و الغذاء و الكساء. و ما زال المجرم طليقا و يمارس المزيد من جرائم الفتك و العبث. ..................نواصل.................