حثَّ ابراهيم السنوسي مساعد رئيس الجمهورية، في خطبة صلاة العيد بدار السلام أمدرمان ، حثَّ البشير على توحيد المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها . هو ذات السنوسي الذي دعى قبل أيام الشعب السوداني لدعم الإقتصاد التركي ، واقترح تقديم جلود الأضاحي تبرعاً لإنقاذ الليرة التركية من الإنهيار . إن كان السنوسي قد دخل مرحلة ( الخَرَف ) وهي مرحلة طبيعية في دورة حياة الإنسان ، فهو إذن معذور ، خاصةً بعد حادثة المسجد ، في شهر رمضان الفائت ،والتي طلب فيها من أحد المصلين، وبصورةٍ خشنة ، أن يخلي له مكانه، بحجة أنه ظل يصلي فيه لسنوات، كأنه قد حجزه ( بي طوبة) . فإن كان الأمر أمر خَرَفْ ، فلا تثريب عليه ، ومكانه الطبيعي أن يظل مساعداً للبشير . أما إن كان بكامل عافيته العقلية ، فإن دعوته للبشير لتوحيد المسلمين تدعو للسخرية ، إذ كيف لرجلٍ فشل في توحيد حزبه حول قضية ترشحه لانتخابات الرئاسة ، أن يوحد المسلمين ، ولم ينجح في الترشُّح إلا بشقِّ الأنفس ، بعد أن مارس على عضوية وقادة حزبه ، ما نعلم وما لا نستطيع أن نتخيل، من أساليب الترغيب والترهيب والإبتزاز والملفات القذرة . وهو يعيش الآن وعلى عنقه دماء أكثر من 200 ألف مسلم بدارفور ، وأعداد لا تحصى من أرواح الأبرياء بالنيل الأزرق وجبال النوبة . من أبرز نجاحاته تقسيم البلاد إلى دولتين فاشلتين . وفي عهده إنهار اقتصاد الدولة بشكلٍ مريع ، وامتدت الحروب لمناطق لم تصلها قبل إنقلاب الإنقاذ ، لم يستطع البشير وقف الحروب ، حتى يومنا هذا ، لا عنوةً ولا باتفاقيات سلام . شخصٌ بهذه السيرة يُنتظر منه توحيد المسلمين ، في مشارق الأرض ومغاربها ؟ إن كان السنوسي صادقاً في دعوته ، فهذا هو عمى البصيرة في أوضح معانيه ، وإن كان قد قال ما قال من قبيل ( تكسير التلج) ، فهذا ما لا يليق بشيخٍ في سنه ، يعلم أنه لن يعيش ربع ما عاش من عمره . لكن قبل أن يشرع البشير في توحيد مسلمي الدنيا، على السنوسي أن يحثه على البدء في إنقاذ من يحكم من مسلمين من الموت والعوز ، وضنك الحياة الذي كان هو ونظامه سببه الأساسي . ولتكن أولى خطواته في مهمته الجليلة هذه ، هو الرحيل وترك السودان وأهله في شأنهم ، وبذا يكون قد أسهم وبفاعلية ، في توحيد قرابة ال (40) مليون مسلم ، دفعة واحدة ، وتركهم ليختاروا ، مع إخوتهم غير المسلمين ، نظام الحكم الذي يرتضونه . من يعيد السنوسي إلى كهفه ؟