أعلنت قوى " الحرية والتغيير" بالسودان، الاثنين، إرسال وفدها التفاوضي مع المجلس العسكري، إلى مدينة الأبيض لتقصي الأوضاع بعد الأحداث الدامية التي شهدتها المدينة الاثنين وقتل على اثرها ما لا يقل عن خمسة وأصيب أكثر من 50 آخرين. وعلمت "سودان تربيون" أن رئيس حزب المؤتمر السوداني عمر الدقير غادر فعليا مع عدد من قيادات حزبه الى الأبيض بينما يستعد وفد آخر من تحالف الحرية والتغيير للحاق بهم خلال ساعات. وقال القيادي بالتحالف المعارض، محمد ضياء الدين، ل "سودان تربيون" إن الوفد التفاوضي سيقف على حقيقة الأحداث التي شهدتها المدينة، وأدت إلى مقتل وإصابة العشرات خلال التظاهرات السلمية. وأوضح أن المفاوضات مع المجلس العسكري المقررة الثلاثاء، يمكن أن تتأجل إلى أجل غير مسمى. وكان من المنتظر أن يلتقي وفدا التفاوض من الطرفين، الأحد، غير أن الجلسة تأجلت إلى الثلاثاء، بينما واصلت اللجان الفنية اجتماعاتها مساء الاثنين. وفي وقت سابق، حملت قوى التغيير، المجلس العسكري المسؤولية عن قتلى الأبيض وقالت في بيان إنهم سقطوا برصاص قوات من الجيش والدعم السريع. وحثت على الخروج في مواكب بكل الولايات لتحقيق مطالب الثورة المتمثلة في تسريع نقل السلطة الى المدنيين لإقامة الحكم الانتقالي. كما دعت الى انهاء المظاهر المسلحة في كل المدن مع ضمان حماية المواكب والمظاهرات كحق مدني أصيل. ولم يصدر أي تعليق من جانب المجلس العسكري بشأن تلك الاحداث، غير أنه نفى اتهامات مماثلة مرارا. وطالبت قوى معارضة، الإثنين، بوقف التفاوض مع المجلس العسكري، وحملته مسؤولية الأحداث في عاصمة شمال كردفان. وقال الحزب الشيوعي في بيان تلقته "سودان تربيون"، إن "القتل والضرب والاعتقال أصبح يمارس يوميا من القوات الأمنية". وأضاف، "أحداث القتل التي شهدتها مدينة الأبيض والتي استشهد خلالها طلاب ومواطنين، إلى جانب العنف الممنهج في جامعة أم درمان الأهلية، وإطلاق الرصاص الحي والغاز المسيل للدموع على المحتجين ضد تقرير لجنة فض الاعتصام". وشدد الحزب على ضرورة محاسبة الجناة ووقف الانتهاكات فورا. وتابع، "لا يمكن أن نجلس في طاولة مفاوضات مع من يسمح بقتل الثوار". وطالب البيان المجلس العسكري بتسليم السلطة للحكومة المدنية دون الدخول في أي مفاوضات. ونبه إلى أن الانتهاكات لن تضعف قوة الجماهير، بل ستدفع إلى الاحتجاج والخروج بالملايين. من جانبه قال حزب المؤتمر السوداني المعارض، إن استمرار استباحة دماء وأرواح السودانيين والسودانيات وقمع مظاهر التعبير السلمي الديمقراطي يضع البلاد برمتها على حافة الانهيار. وأضاف في بيان "المجلس العسكري والأجهزة الأمنية تقع عليهم هذه الدماء التي تسفك جورا، وأن كل يوم تمر به البلاد وهي تعيش حالة السيولة والفراغ الدستوري هذه يجلب المزيد من المآسي والكوارث التي تقع على كاهل الأبرياء من بنات وأبناء شعبنا". وتابع، "هذه الجرائم لن تتوقف ما لم تنقل السلطة فورا لسلطة مدنية انتقالية تعبر عن قوى الثورة وتتولى مهمة حماية الناس وحقوقهم ورعاية أمر معاشهم، ومحاسبة المجرمين عن كل ما اقترفت أيديهم في حق الأبرياء". كما دانت حركة تحرير السودان بقيادة عبد الواحد نور أحداث الأبيض. واعتبر المتحدث باسم الحركة محمد عبد الرحمن الناير "المجزرة" تأكيد لأن المجلس العسكري ليس سوى امتداد لنظام الرئيس المعزول عمر البشير. وأضاف " يريد تثبيت وجوده كسلطة أمر واقع بالبطش والتنكيل وقتل كل من يطالب بالحرية والتغيير". وأشار الناير الى ان الجرائم التي ارتكبها المجلس وضعت الذين اعترفوا به وقبلوا بشرعيته في "موقف أخلاقي محرج" وهم يشاهدون حمامات الدم بحق الشعب الأعزل. ودعا المتحدث باسم الحركة الى مواصلة المقاومة حتى اسقاط "جنرالات البشير والمتواطئون معهم". بدورها شجبت الحركة الشعبية لتحرير السودان، شمال بقيادة عبد العزيز الحلو أحداث الأبيض الدامية. وطالب متحدثها الرسمي جابر كمندان كومي في بيان سلطات الخرطوم بإجراء تحقيق عاجل ومعاقبة مرتكبي المجزرة. ودعا المجلس العسكري لممارسة مسؤولياته في حفظ الأمن والسماح للمواطنين بالتعبير عن مطالبهم المشروعة خاصة وانهم يتبعون نهجا سلميا.