بعد التوقيع على الاعلان الدستوري امس الاول تباينت الرؤى بين مكون الجبهتين الثوريتين وبقية مكونات قوى الحرية والتغيير حوله، ولكن اذا تركنا جانبا التفاؤل الذي نتميز به حيال الاتفاق والتشدد الذي اظهره البعض يمكننا ان نقول الاتي: ان البيان السياسي الذي صدر من رئيسي الجبهتين الرفيقين عقار ومناوي، ارى فيه اتزان ومعقولية، حيث طرح مواضيع وكذلك اعطى مخرج لحل هذا التباين قبل التوقيع النهائي، فيجب ان نسعى لمعالجته واضعين في الاعتبار وحدة قوى الحرية والتغيير وتماسك مكوناتها كأولوية حتى تحقق اهداف الثورة من سلام وانهاء للحرب وتحول ديمقراطي ومعالجة للأوضاع المعيشية و الازمة الاقتصادية وغيرها من اهداف الثورة. نشجع انعقاد اي شكل من اشكال اللقاء او التواصل بين قيادات مكونات الحرية والتغيير بكل كتلها وندعوهم لتقديم المصلحة الوطنية وتقدير المواطن الذي يحتفل حاليا بالتوصل لاتفاق، فيجب ان لا يفسده شوائب الخلافات التي تتصاعد هذه الايام. فالقضايا التي اثارتها الجبهة الثورية والتي تتعلق بتحقيق السلام ووقف الحرب واجبة الاستجابة لها بموضوعية ونقاش وتداول بعيدا عن جوء المشاحنات والنفس الشخصي الذي تميز به البعض خلال جلسات التفاوض، واذا تطلب الامر ابعاد العناصر الخلافية التي ظهرت باسم الجبهة الثورية وغيرها في قاعة الصداقة، فقضايانا اكبر من الاشخاص. التوجه الذي وصفه الرفيق والاخ محجوب حسين بان قوى الحرية والتغيير تحولوا لأعداء اعتبرها ذلة لسان ينبغي سحبها، فالجبهة الثورية داخل قوى نداء السودان ساهموا بشكل فاعل في تأسيس قوى الحرية والتغيير منذ كتابة الاعلان وشاركوا في كل برامجها وانشطتها وفي كل المستويات حتى سقط النظام فيا رفيق لايمكن الغاء كل هذا الارث مجرد تباين ووصف الحلفاء بتلك العبارة الغير لائقة بهم. اما عبارتي اسقاط الاعلان الدستوري وكلمة "جلابا" اللتان وردتا في تغريدة الرفيق أسامة سعيد فهذه عدم حصافة وتسرع، في الاول كيف تسقط اعلان دستوري وانت شخصيا كنت جزء ممن صاغوه من الالف الي الياء، لا ادري كيف اختفت عبارتي التقويم او التعديل المناسبتين لهذا المعرض ووضعت بدلهما عبارة الإسقاط. ثانيا استدعاء خلفيات الهوية في التعبير عن تباين في الرؤى نهج رجعي عانت منه حركتنا من قبل واتخذنا جميعنا موقفا ضدها، فيا رفيقي يجب ان نعالج المشكلة في حدودها حتى ولو اختلفنا نهائيا فلا حاجة للوصفات الهوياتية والجهوية، فاعترضنا من قبل على المؤتمر الصحفي للحزب الشيوعي كان وسيظل مبدئي عندما وصف الاستاذ صالح محمود زملائنا في حركتي العدل والمساواة وتحرير السودان على أسس هوياتية، فالثوار يا عزيزي اسامة سبقونا عندما رددوا في الشارع وفي وجه النظام السابق شعار " يا العنصري المغرور كل البلد دارفور" كان ذلك إمعانا في مفارقة التقسيم بين مكونات وابناء البلد، يجب ان نبني على ذلك. إن اتخاذ موقف متشدد حيال الحلفاء طريق اتبعه غيرنا واضطراه للانسحاب من التفاوض وعدم الاعتراف به وتخوين حلفائه فلا يجب ان نسلك ذلك الطريق لانه يزايد ولن يعالج. اخيرا لاقيمة لاي اتفاق كتب ولا الإعلانات والمواثيق اذا لم تتوفر الروح وارادة التنفيذ بين الحلفاء والشركاء للوصول الي تحقيق غاياته المشتركة، فيجب ان نحافظ على الروح الطيبة بين الحلفاء في الحرية والتغيير والشركاء في المجلس العسكري حتى نعبر ببلادنا الي بر الآمان. 6 اغسطس 2019م من المنفى الاجباري