كشف مسؤول باتحاد أصحاب العمل السوداني عن ضعف الاهتمام بأنظمة السلامة ومعدات الحريق بمختلف الشركات والمصانع والقطاعات بالسودان. وقال عضو أصحاب العمل، رئيس شعبه مستوردي معدات السلامة واطفاء الحريق سامي عبد الرازق قباني ل (سودان تربيون) إن الاهتمام بالسلامة يمثل أقل من 10٪ فقط سواء للفرد أو المنشأة وأردف احيانا بعض المؤسسات والشركات تتذكر تلك المعدات "يوم الافتتاح". ووصف الوضع في المستشفيات والمدارس بالكارثي وشبهه بالقنابل الموقوتة. واضاف "تركز الحديث خلال الفترة الماضية عن حريق مصنع السراميك لكن 99% من المستشفيات والمدارس ليست بها انظمة للسلامة كما ان حوالى 95% من المصانع بالبلاد غير مؤهله في مجال الأمن والسلامة ولاتوجد بها معدات سلامه كافية وان وجدت تكون غير منجزه بالمواصفات المطلوبة من قبل الجهات المصممة للأنظمة". وقال في حال صدور قرار بمراجعتها وتأهيلها خلال فتره معينه أؤكد انها لا تستطيع انفاذه برامج السلامة. واندلع حريق مؤخرا بأحد مصانع السيراميك في منطقة بحري شمالي العاصمة الخرطوم ما أدى لسقوط 23 قتيلاً وأكثر من 130 جريحاً. ونتج الحريق عن انفجار ناقلة للغاز، كانت تقوم بتفريغ شحنتها في خزانات أرضية. وخلصت التحقيقات الأولية إلى غياب وسائل وأدوات السلامة الضرورية بالمصنع، بالإضافة إلى عمليات تخزين عشوائي لمواد سريعة الاشتعال، الأمر الذي ساهم في استمرار وتمدد الحريق وتدمير المصنع بشكل كامل. وشدد قباني على اهمية الضغط على تلك المصانع وعدم التهاون فى أمر السلامة من الإدارة العامة للدفاع المدني ووزارة الصناعة. وأشار الى ان المكاتب الاستشارية تقوم بتنفيذ بنايات شاهقه احيانا لحوالي 20 طابق دون حماية وان 90٪ من المباني في الخرطوم لا تتوفر فيها انظمة السلامة بالمستوى المطلوب. واشار الى ان الدفاع المدني يتحرك حسب الإمكانيات يحتاج إلى جهود وإمكانيات مالية وفنية وتأهيل لرجال الدفاع المدني للوصول للمناطق الصناعية المترامية الأطراف. واضاف "لابد أن يكون الدفاع المدني فى أعلى سلم الدولة لأهميته القصوى ويجب اتباعه لوزير الداخلية مباشرة بدلا عن مدير عام الشرطة". وتوجد بالخرطوم نحو 4 مناطق صناعية رئيسية كما طرح السودان قبل أشهر 3 مدن صناعية مساحاتها نحو 130 ألف كيلومتر مربع، أمام الاستثمار الدولي وخصصت المدن الثلاث للصناعات التحويلية وسلع الصادرات والصناعات الغذائية والجلود. وارجع قباني عدم اهتمام المؤسسات بأمر السلامة لارتفاع تكاليف المعدات الخاصة بها. وقال ان المؤسسات التي تقوم بتركيب أنظمة تعتمد على معدات متدنية السعر وذات جوده منخفضه لتقليل تكاليف التشغيل لدى تلك المؤسسات والوصول لسعر تنافسي في السوق. ولاتوجد اي إحصائيات رسمية عما يتم استيراده من معدات السلامة سنويا وتشير تقديرات غير رسمية الى ضعف المستورد من تلك المعدات وانه لا يزيد عن خمس في الالف من استيراد السودان. وتعمل في السودان 43 شركة لاستيراد المعدات يقابلها حوالى 50 شركة غير متخصصه تستورد بطرق غير صحيحه وبدون إذن من الدفاع المدني . واشار المسؤول الى ان اسعار المعدات عالميا فى ارتفاع مستمر خاصة للأصناف التي تتميز بالجودة والمواصفات وان الجهات والشركات المستفيدة لا تلجأ لشرائها.