قال سفير الولاياتالمتحدة في جوبا إن بلاده ستواصل دعم عملية الانتقال السلمي الرامية إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية في جنوب السودان. وقال توماس هوشِك في مؤتمر صحفي في عاصمة جنوب السودان، جوبا، الأربعاء: "ما زلت مقتنعا بأنه في ظل قيادة سياسية وجيدة يمكن لجنوب السودان تحقيق انتقال سلمي سلس". وأشار إلى أن إن الولاياتالمتحدة ستظل ملتزمة بمساعدة شعب جنوب السودان لتحقيق هذه الغاية. وأعرب هوشِك عن أمله في أن تتصرف الحكومة المنتخبة بمسؤولية وتحترم حقوق مواطنيها وتعزز التنمية الوطنية وتمنع الفساد والصراع. وقال هوشك إن الولاياتالمتحدة تتعاون مع جنوب السودان، لكن هناك خلاف بيننا حول أسباب تنامي الفساد وتزايد حدة الصراع في الدولة الواقعة في شرق إفريقيا. ودعا السفير الأمريكي أطراف اتفاقية السلام إلى الحفاظ على تعهداتهم والحوار المستمر الشامل لحل ما تبقى من خلافات، بما في ذلك اتخاذ قرار بشأن عدد وحدود الولايات. وأضاف: "يجب على الأطراف الالتزام بحماية العاملين في المجال الإنساني والإفراج عن الأموال المتعهد بها لتنفيذ هذه الاتفاقية مع عدم إغفال إدارتها بطريقة شفافة بالكامل". وحث هوشك أطراف اتفاق السلام على وضع وإنفاذ جداول زمنية واقعية ومحددة بوضوح لتنفيذ الاتفاقية، وتزويد الجمهور بالمستجدات ومواقيت بدء عملية تعديل الدستور لإدراج اتفاق السلام. كما أعرب عن خيبة أمل الولاياتالمتحدة لفشل المحادثات بين الرئيس سلفا كير وزعيم المعارضة رياك مشار في تشكيل حكومة وحدة بحلول 12 نوفمبر الماضي. وكان من المتوقع أن يشكل كير ومشار حكومة انتقالية موحدة بحلول 12 نوفمبر، وفقاً لاتفاق السلام الذي تم التوصل إليه في سبتمبر 2018، الرامي لإنهاء ست سنوات من الصراع. ومددت مؤخراً للمرة الثانية الفترة ما قبل الانتقالية لمدة 100 يوم للسماح بإنجاز المهام العالقة. وقال الرئيس إنه قبل بالتمديد لتجنب خطر العودة إلى الحرب. وقال هوشك إن حكومته استدعته للقاء المسؤولين الحكوميين ومناقشة التدابير اللازمة للحد من تغول الأطراف الطامحة لإعاقة عملية السلام. كما ناقشت المباحثات تشكيل حكومة وحدة وطنية لمواجهة العديد من المهام التي تنتظر جنوب السودان خلال الفترة الانتقالية. ويوم الاثنين، فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على اثنين من مسؤولي جنوب السودان "لدورهم في توسيع وتمديد النزاع في جنوب السودان بما في ذلك عرقلة عملية المصالحة أو محادثات السلام". وقال هوشك إن الاجراء أحد نتائج محادثاته مع المسؤولين في الولاياتالمتحدة. وانزلق جنوب السودان إلى الحرب الأهلية عندما أقال كير نائبه مشار في ديسمبر 2013 للاشتباه في قيامه بالتخطيط لانقلاب، لكن مشار نفى ذلك. وأعقبت الإقالة حرب أهلية طويلة الأمد أودت بحياة عشرات الآلاف من الناس وأجبرت أربعة ملايين شخص على الفرار من ديارهم.