تحسن سعر صرف العملة المحلية في السودان طفيفا امام سلة العملات الأجنبية في تداولات نهاية الأسبوع مع تراجع نسبي في حدة المضاربات مع الإعلان عن وصول دعم خارجي للحكومة الانتقالية. وشهدت الأسواق الموازية خلال الأيام الفائتة حالة من الارتباك والأحجام عن عمليات البيع مع ارتفاع حدة المضاربات في العملات الأجنبية حتى تخطي الدولار حاجز ال 300جنيها. وطبقا لمتعاملين تحدثوا ل "سودان تربيون" الخميس فإنه جرى تداول الدولار الواحد ب 298 جنيها مقارنة ب 310 الأربعاء فيما سجل سعر البيع للريال السعودي 79جنيها والدرهم الإماراتي 80 جنيها بينما بلغ سعر البيع لليورو 360جنيها. وارجع المتعاملون التحسن الطفيف للجنيه إلى تراجع حدة المضاربات مع اعلان الحكومة عن تلقيها 200 مليون دولار كمساعدات للسودان. وقال أحد المتعاملين مفضلا عدم ذكر اسمه ل "سودان تربيون" إن الأسواق الموازية شهدت الخميس تراجعاً طفيفاً في الطلب مقارنة بالأيام الماضية متوقعا عودة الارتفاع خلال الأيام المقبلة. ويري مراقبون للأسواق الموازية أن التحسن الذي طرأ على الجنيه حاليا سيستفيد منه تجار العملة فقط خاصة أنهم يقومون بجمع ما يطرح من عملات في هذه الحالة لبيعه بسعر أعلى مجددا. في الأثناء قال مصدر مسؤول بأحد مصانع الحديد ل "سودان تربيون" الخميس إن بعض المصانع والشركات اوقفت عمليات البيع في أعقاب التدني المريع للعملة المحلية لعدم مقدرتها على وضع تسعيرة محددة ترقبا لاستقرار سعر الصرف. وأضاف "لا يمكننا حاليا تحديد سعر الطن من الحديد مع الارتفاع الكبير في سعر الصرف". والأربعاء عقد مجلس الوزراء السوداني برئاسة عبد الله حمدوك اجتماعا عاجلا مع القطاع الاقتصادي. وأوضحت وزيرة المالية المكلفة هبة محمد علي أن نافش وضع سعر الصرف في السوق الموازي، واستعرض تقارير الجهات الأمنية والاقتصادية بالدولة، والتي أشارت إلى أن من أسباب تذبذب سعر الصرف هو الشائعات التي يُطلقها المستفيدون من هذا النشاط مثل شائعة "تغيير العملة"، وكذلك المضاربات التي تقوم بها بعض الشركات، بالإضافة لزيادة الطلب من العملة الصعبة في بداية العام. وابانت أنه تم الاتفاق على حلول عاجلة سيكون لها أثراً إيجابياً، مثل زيادة احتياطي الحكومة من العملة الصعبة، مشيرة إلى وصول مبلغ 200 مليون دولار كدفعة أولى لحسابات الحكومة وبصورة مباشرة من جُملة مبلغ 800 مليون دولار. كما تطرّقت إلى لقائها المدير القُطْرِي للبنك الأفريقي للتنمية بالسودان، روبيل درووجو حيث خرج اللقاء بالاتفاق على استراتيجية لإعفاء متأخرات السودان للبنك والتي تفوق قيمتها 400 مليون دولار، مُوضحةً أن هذه هي إحدى النتائج المباشرة لرفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب.