الخرطوم 7 أغسطس 2014 توقعت هيئة الإرصاد الجوي بالسودان هطول أمطار بجميع الولايات الأسبوع المقبل على ان تهطل بولاية الخرطوم في أيام السبت والأحد والإثنين والثلاثاء، بينما تبدأ قوات الدفاع المدني والدفاع الشعبي، الجمعة، نشر قواتها على طول ضفاف نهر النيل لمراقبة الفيضان بعد ارتفاع المناسيب في جميع الأحباس. شهد السودان عدداً من موجات الفيضان والتى احدثت دماراً كبيراً في المشروعات الزراعية وبعض القرى الواقعة على ضفة النيل اشهرها في العام 1946 وتلاه فيضان العام 1988 والذى كان مصحوباً بامطار غزيرة وكان وزير الموارد المائية والكهرباء السوداني معتز موسى، حذر من أمطار قياسية على الهضبة الإثيوبية لم تشهدها منذ أكثر من مائة عام، وهو ما يؤثر على منسوب النيل الأزرق الذي يعد الرافد الرئيسي لنهر النيل بالمياه. وقال خبير الإرصاد الجوي محمد شريف محمد زين لوكالة السودان للأنباء إن الفاصل المداري يمر شمال وادي حلفاوالولايات الغربية وتوقع أن يتقدم قليلا نحو الشمال ما يعطى احتمالية لهطول أمطار في جميع ولايات البلاد. وتعرضت الخرطوم وولايات أخرى لموجة أمطار وسيول قبيل وبعد العيد، أسفرت عن عشرات القتلى وانهيار مئات المنازل والمرافق العامة. ودعت إدارة الدفاع المدني وهيئة الأرصاد الجوية واللجنة العليا للفيضان بوزارة الموارد المائية والكهرباء في بيانات متواترة، سكان الجزر والمناطق القريبة من النيل لتجنب آثار الفيضان إما بالإخلاء وإما برفع درجات التحوط بكل ما يلزم. وحذر مدير إدارة التوجية بالدفاع المدني محمدين ابوالقاسم، في تصريح لتلفزيون الشروق، سكان الجزر بولاية نهر النيل والمناطق القريبة من مجرى النيل بالخرطوم خاصة مناطق الكلاكلة والمقرن من خطر الفيضان المتوقع، داعياً إياهم لتجنيب أنفسهم هذا الخطر. وجددت اللجنة العليا للفيضان بوزارة الموارد المائية والكهرباء دعواتها للمواطنين والجهات المعنية إلى إتخاذ التحوطات والتدابير اللازمة لحماية الأرواح والممتلكات خاصة الساكنين جوار النيل في ولايتي الخرطوم ونهر النيل وذلك لإرتفاع المناسيب في هذه الولايات. وتوقع مقرر اللجنة حسب النبي موسى في بيان الفيضان اليومي مواصلة مناسيب النيل ارتفاعها في معظم الأحباس، مشيراً إلى ملاحظة وجود سحب ممطرة في الهضبة الأثيوبية. وقال إن المناسيب في الحبس (الدمازين سنار) تشهد إنخفاضاً طفيفاً بينما تشهد ارتفاعاً طفيفاً في حبس (سنار الخرطوم ) وارتفاعاً ملحوظاً في الحبس (الخرطومعطبرة) واستقراراً في الحبس (خزان خشم القربةعطبرة) وارتفاعاً في الحبس (عطبرة خزان مروي، وخزان مروي الدبة دنقلا). وعقد والي الخرطوم عبدالرحمن الخضر، الخميس، اجتماعاً موسعاً لوضع تدابير خاصة لمجابهة الارتفاع الكبير المتوقع لمنسوب النيل وصعوبات التصريف الطبيعي للمصارف التي سيصبح مستواها أدنى من مستوى الفيضان. وقرر الاجتماع، وفقا للمركز السوداني للخدمات الصحفية، زيادة نقاط الارتكاز من 24 الى 48 نقطة ارتكاز للدفاع المدني بمساندة قوات الدفاع الشعبي واللجان الشعبية. ووجه الاجتماع بتسريع اعمال تفريغ الميادين باستخدام كافة وسائل السحب الميكانيكي واستمرار عمليات الرش الرزازي وتوظيف الشباب والطلاب والمرأة لهذا الغرض. وأكد الاجتماع جاهزية جميع مصبات المصارف على النيل وتعزيز الجسور الواقية من الفيضان كما وجه الوحدات الإدارية بالقيام بطواف على المدارس للتأكد من جاهزيتها لاستقبال العام الدراسي الاحد القادم، بعد أن علقت حكومة الولاية الدراسة أسبوعا بسبب الأمطار. وقرر الاجتماع منح حوافز للمحليات التي تفلح في انجاز مهامها خلال الخريف وتقرر منح أي محلية تتمكن من تحقيق غاية (ولاية خالية من تراكم المياه في الميادين) تنفيذ شبكة صرف سطحي متكاملة، كما قرر الاجتماع منح كل وحدة إدارية تفلح في تصريف مياه الميادين خلال أسبوع واحد مبلغ 25 مليون جنيه. وفي الولاية الشمالية، قال المتحدث باسم الحكومة محمد الفاتح أبوشوك إن المجلس وجه غرف عمليات طواريء المحليات بأخذ الحيطة والحذر والعمل على تقوية الجسور وتعليتها مناشداً مواطني الجزر والقاطنين على ضفتي النيل بإتخاذ أقصى درجات الاستعداد تحسباً للزيادات المتوقعة في مناسيب النيل. وكان والي الولاية قد قام بجولات ميدانية على المناطق المتضررة بمحلية الدبة ووجه بتقديم المساعدات الغذائية والإيوائية اللازمة بجانب توفير المعينات اللازمة لمواجهة الفضانات. وأدت السيول والأمطار التي اجتاحت الدبة إلى انهيار (61) منزل كلياً و(350) منزل بشكل جزئي بجانب اقتلاع (2000) شجرة نخيل مثمرة وتضرر (21) مؤسسة تعليمية وصحية بجانب انهيار (9) آبار جوفية للمياه.