الخرطوم 12 أكتوبر 2014 – اتهم قادة عسكريون من حركة جيش تحرير السودان بقيادة مني مناوي رئيس الحركة بممارسة الفتنة العشائرية والقبلية داخل الحركة وأعلنوا عن منحه مدة شهر قبل الاقدام على خطوات تصحيحية في الحركة. مني مناوي في صورة تعود للعام 2011 وقالوا في بيان اصدروه الثلاثاء 7 اكتوبر وقع عليه 26 من القادة الميدانيين ان مناوي عين مقربين منه في المناصب القيادية دون الرجوع الى المجلس الثوري وهو أعلى سلطة بالحركة كما اتهموه بالفساد المالي والإداري كما اتهموه باعتقال وتلفيق اتهامات كاذبة ضد قيادات الحركة . وأمهل القائد الميداني والمتحدث باسم المجموعة الاصلاحية بالحركة آدم صالح أبكر في اتصال هاتفي اجرته معه " سودان تربيون " الاحد رئيس الحركة شهرا لإجراء إصلاحات جذرية داخل الحركة . وأضاف صالح ان الحركة تعاني من أزمة قيادة تستوجب ضرورة ترميمها لتعود قيادة قوية قادرة علي مجابهة كافة العقبات مشيرا الي ان البيان الذي اصدرته مجموعته يمثل حصيلة مشاورات واسعة وسط قيادات الحركة العسكرية والسياسية . وصرحت مصادر مقربة من القيادات المديانية ان جزء لا يستهان به من افراد الحركة يناصرون المجموعة الاصلاحية وان هؤلاء القادة يتمركزون الان مع قواتهم في شمال دارفور والجدير بالذكر ان حركة تحرير السودان كانت انشطرت اثر مؤتمر حسكنيته الشهير في عام 2005م إلى جناحين احدهما بقيادة مناوي والأخر بقيادة مؤسس التنظيم عبد الواحد النور. إلا ان اول حركة متمردة في دارفور ما لبث وان تواصلت فيها الانقسامات حتى وصل عدد فصائلها في الماضي إلى 26 فصيلا. ورفض آدم صالح في حديثه لسودان تربيون اعتبار خطوة مجموعته انشقاقا وشدد على انها "محاولة إصلاحية" في الوقت الراهن، مشيرا الي ان هنالك بيانات اخرى ستصدر حال تمادى مناوي وعدم الاستجابة لمطالبهم . وتابع قائلا :(اذا لم يستجيب مناوي لمطالبات قيادات الحركة حينها لكل حدث حديث) وأضاف ان الحركة تعاني من الإهمال بسبب ابتعاد القيادة من إدارات الحركة . ولم تتمكن " سودان تربيون " من الاتصال برئيس الحركة مني أركو مناوي للرد على هذه التطورات . تجميد المفاوضات وأعلن صالح انهم بصفتهم قيادات عسكرية يجمدون أية مفاوضات باسم الحركة الي حين اجراء إصلاحات داخلها منوها الى انهم سيبعثون خطابات للاتحاد الأفريقي والى كافة الجهات المشاركة في مفاوضات أديس أبابا والدول المجاورة مشددا على ان مناوي لا يمثل الحركة في اي منبرا يناقش مصالح دارفور . وتجدر الاشارة إلى ان الآلية الرفيعة للاتحاد الافريقي بقيادة تابو امبيكي تعتزم تنظيم اجتماعات بين الحكومة السودانية والحركات المسلحة في دارفور بغرض التوقيع على وقف للعدائيات قبيل التئام اجتماع اخر لكل القوى السياسية السودانية في غضون الاسابيع المقبلة بعد اعتذار الخرطوم عن عقده في 16 اكتوبر . ويشدد المراقبون الاقليميون والدوليون على ان انشقاقات الفصائل الدارفورية يشكل عقبة امام الوصول إلى تسوية سلمية للنزاع القائم في غرب السودان منذ احدى عشر عام. وعلى الرغم من التوقيع على اتفاقات سلام مع العديد من الحركات الدارفورية إلا ان تواجد من يرفعون السلاح يحول دون احلال السلام بشكل نهائي وعودة الحياة الطبيعية في المنطقة. ونبه صالح الى ضرورة توحيد حركة جيش تحرير السودان تحت قيادة واحدة لإعادة سيرتها الاولى. ووقع مناوي على اتفاقية ابوجا في مايو 2006 إلا انه تبرأ منها في نهاية العام 2010 واتهم الحكومة السودانية بعدم الجدية في تنفيذ بنودها معلنا تمرده من جديد. وشكل مناوي في عام 2011 تحالف باسم الجبهة الثورية السودانية بالاشتراك مع حركة تحرير السودان بقيادة عبدالواحد النور وحركة العدل والمساواة والحركة الشعبية لتحرير السودان شمال.