الخرطوم 31 ديسمبر 2014 قال الرئيس السوداني عمر البشير إن سلامة البلاد تستوجب إجراء الانتخابات العامة في ميقاتها في أبريل المقبل، وقال إن الحوار الوطني، "هدف استراتيجي وليس مناورة كما يروج البعض ولن نقبل فيه مساومات أو مزايدات، أو نسمح بتعطيله أو إيقافه. الرئيس عمر البشير وترفض قوى المعارضة قيام الانتخابات في موعدها وتطالب بإرجاء العملية لحين تشكيل حكومة قومية لفترة انتقالية تشرف على تعديل القوانين والدستور ومن ثم إجراء انتخابات معترف بها. وأكد البشير في خطاب للسودانيين من باحة القصر الرئاسي بمناسبة العيد الوطني للبلاد، مساء الأربعاء، إن الحوار الوطني شامل للقوى السياسية والمجتمعية كافة، "لا يستثنى أحداً إلا من يتمتنع، للوصول الى توافق وتلاقي، وتقارب للآراء حول قضايا الوطن المحورية، وتعزيز الثقة بين أبناء الوطن، وتوحيد الصف الوطني، لمجابهة التحديات الداخلية والخارجية". وقال الرئيس "إننا ندعو اليوم ونكرر نداءنا الى القوى السياسية وخاصة الحركات المسلحة أن سارعوا نحو حلقة الحوار ومائدته المستديرة"، وأبدى تقديره لكل الذين استجابوا للحوار من الحركات المسلحة، قائلا "نجدد إعلاننا أن كل من يلقي السلاح وينضم للسلام فهو آمن". وتابع "مقصدنا مما طرحناه، أن نرى أبناء السودان على صعيد واحد، وحلقة متماسكة، ينفضون عنهم العصبية والحزبية، والنزعات الجهوية والقبلية"، وتعهد بمواصلة مشوار الحوار بعد أن قطع أشواطاً مقدرة بالاستجابة حسب قوله. واطلق البشير دعوة للحوار الوطني نهاية يناير الماضي، حث فيها معارضيه بلا استثناء على الإنضمام لطاولة حوار، تناقش كل القضايا الملحة، لكن دعوته واجهت تعثرا بعد نفض حزب الأمة يده عنها ورفض الحركات المسلحة التجاوب معها من الأساس. وحول الانتخابات قال الرئيس السوداني "إن الحفاظ على سلامة الوطن يستوجب قيام الانتخابات في موعدها. وينتظر أن تبدأ المفوضية القومية للانتخابات استلام ترشيحات الأحزاب لمنصب رئيس الجمهورية يوم 11 يناير. وكان المؤتمر العام للمؤتمر الوطني في أكتوبر الماضي قد اعتمد البشير مرشحا لرئاسة الجمهورية عن الحزب الحاكم. وأكد الرئيس أن السلام هدف ومبدأ أصيل من المبادئ التي توجه سياستهم الداخلية والخارجية، وهدف إستراتيجي يسعون لإكماله، "ضماناً للأمن والإستقرار، والنمو والإزدهار، سلام مستدام ومرتكز على مبادئ العزة والإباء، وعدم الخضوع أو الخنوع". واضاف "لن نقبل أي تهديد يمس سيادة السودان، وأمن واستقرار حياة مواطنيه، فنحن دولة ترتكز على سلطان القانون وحكم المؤسسات، نحفظ للعدل مكانته، وللقضاء استقلاله، الذي هو دعامة قوية، وركيزة أصيلة، في تطبيق العدالة وحفظ الحقوق وحمايتها". ودعا البشير الأحزاب والتنظيمات السياسية، لتحمل مسؤولياتها التاريخية، وجعل المصالح العليا للوطن فوق كل إعتبار، للوصول بالسودانيين في جميع إرجاء البلاد الى "مرتبة مميزة، يكون فيها المواطن تجسيداً حياً لوطنه مقولته وهويته الدائمة (أنا سودانى)". وتابع قائلا "الكل مساهمون ومبادرون فى بناء وطنهم لا هدمه، بعيداً عن الصراعات الحزبية وينبغي أن تعلمه الأجيال الجديدة، نستخلص منه العبر والدروس، من خلال ما بذلته أجيال متعاقبة، للحفاظ على المكاسب التى حققتها بلادنا". ووعد البشير "بالعمل بجد وإخلاص وعزيمة صادقة ومثابرة، إسهاماً في بناء الوطن وحفظ كرامة أبنائه وحماية هوية الشعب المتمسك بالقيم الأصيلة والمبادىء النبيلة". وقال "ما أحوجنا اليوم إلى أن نرد إيماننا بأنفسنا وثقتنا بماضينا ورجاءنا في مستقبلنا لأننا نحمل عقيدة استعلاء من أخص خصائصها أنها تبعث في الروح إحساس العزة بغير كبر وروح الثقة في غير إغترار وشعور الإطمئنان في غير تواكل". وطالب النخب المثقفة والمفكرين والعلماء وأساتذة الجامعات ومعلمي المدارس ورياض الأطفال وخطباء المساجد والدعاة وأهل الصحافة والإعلام، بأن يجعلوا من أفكارهم وأقلامهم وسائل للتوعية والترقية "للوصول لمجتمع يتوخى التطور نحو الأفضل بالتنوير والتثوير في إطارهما الإيجابي في كل مناحي الحياة".