[email protected] تكرر في خطابات الرئيس سلفاكير بعد اعلان استقلال جمهورية جنوب السودان الحديث عن محاربة الفساد والقبلية باعتبار ان هذين العنصرين تشكلان مهددين رئيسيين في بناء دولة جنوب السودان الوليدة .. نعم نتفق جميعاً ان الفساد والقبلية تهددان الدولة الوليدة لكن هناك سؤالين تطرحان انفسهما .. هل الفساد والقبلية تحاربان بالتصريحات والشعارت ام بالعمل ؟ السؤال الثاني هل الحركة الشعبية باعتبارها صاحبة الاغلبية في المجلسين التشريعي والتنفيذي قد وصلت الى قناعة ان الفساد والقبلية تهددان الدولة الجديدة ام ان الامر محاولة لتجميل الوجه امام الشعب والراي العام الجنوبي ؟ فاذا كان الامر تجميل للوجه امام الشعب ستكون الحركة مسوؤلة مسوؤلية سياسية امام الشعب لانه صاحب الاغلبية في السلطة . اما اذ كانت الحركة وصلت الى قناعة ان الفساد والقبلية تهددان الجنوب فعليها ان تقوم بتقييم تجربة الستة سنة الماضية التى كانت رائحة الفساد فيه تزكم الانوف كرائحة الخمر دون ان يتم محاسبة اي شخص اختلس مال العام انما كانت تبرر من قبل الاجهزة التشريعية المنوط بها رقابة اموال الشعب من الاختلاس .. كنموزج ارثن كوين وزير المالية السابق في حكومة الجنوب ووزير مالية ولاية واراب الذي اختلس مال مواطنين الولاية بالرغم من ان السلطة التشريعية حاولت محاسبته لكن تم اجهاض المحاولة من قبل اللجنة التي اتت من جوبا وانتهى دون محاسبة الوزير .. فكيف نحارب الفساد في ظل غياب دور البرلمان الذي لا يفصل بين الحزب و مؤسسات الدولة ؟ ثم كيف نحارب الفساد اذ كان اعضاء البرلمان يعملون بسياسة عدم تعرية الحزب امام الشعب ؟ فاذا اراد سلفا محاربة الفساد فعليه بالاتي :- - ان يخبر اعضاء البرلمان انهم في المجلس لا يمثلون الحزب انما يمثلون الشعب - انشاء نظم رقابي فعال مستقل مهمته الاشراف ومتابعة الممارسات التي تتم من قبل الوزراء والموظفين العاملين في كل وزارة. - اجراء تنقلات دورية بين الموظفين من مكان الى اخر لكي يقلل من الرشوة والمحسوبية الموجودة - تشكيل لجان خاصة لوضع نظام متكامل لاداء الموظفين تقوم باجراء تفتيش دوري بين الوزارات واعداد تقارير خاصة بذلك اما عن القبلية في الجنوب كعنصر مهدد ايضاً لدولة الوليدة فاننا نتساءل .. هل ادركت الحركة ماهي الاسباب التي ادت الى تعمق القبلية ام الامر مجرد تصريحات .. الحركة كحزب حاكم في دولة الجنوب مسوؤلة مسؤولية تاريخاً لان القبلية تعمقت في فترة حكمها اكثر من اي فترة فقد تبنت الحركة سياسة المحاصصة القبلية في تشكيلها لاي حكومة كحل لترضية قبائل الجنوب ..لكن كل قبائل الجنوب انما القبائل التى تراها تمثل اغلبية في الجنوب مثل (دينكا ،النوير ،شلك ،قبائل استوائية ) اما القبائل الاخرى فكانت مصيرهم مجهول .. وقد جعلت تلك السياسة القبائل تتوحد في اطارها الداخلي دون المستوى القومي. واخذت تطالب بحصتها في السلطة كصوت واحد. ايضاً نرى ان التوظيف المبني على الفهم القبلي حولت الموسسات الى موسسات عشائرية قبلية وقد حدث هذا نتيجة للفساد الاداري لان المدراء يمكثون في مكان واحد دون اي تنقلات ادارياً. وعليه فاننا ندعو الرئيس سلفا ان يقوم بالاتي لمحاربة القبلية:- - ان يترك فكرة المحاصصة القبلية في تشكيل الحكومة القادمة وان تكون التشكيلة مبنية على كفاءات . - اجراء تنقلات دورية بين الموظفين من مكان الى اخر كما زكرته انفاً. نشر بتاريخ 19-08-2011