زاوية حادة حتى الشيطان قد يكون مظلوما جعفر عباس في إحدى دول الجزيرة العربية نجح مواطن في إثبات أن قاضيا شرعيا، تسلم رشوة بالملايين لتزوير سندات ملكية أراض وعقارات لمصلحة الراشي، ولما أحس أن القضية في طريقها ل»الطفطفة»، سرب الأمر الى الصحف، فما كان من المجلس الأعلى للقضاء إلا أن استجوب القاضي وواجهه بالأدلة، فاعترف بتلقي الرشوة ولكن عن طريق طرف ثالث هو «الشيطان»، بمعنى ان الشيطان تلبسه وأقنعه بتسلم الرشوة وتزوير المستندات، وعملا بالنصوص القطعية لفقه السترة، فقد استقدم مجلس القضاء اختصاصيا في تعقب الشياطين، وأمام عضوية المجلس استخدم الاختصاصي الأسلحة المضادة للجن ثم أعلن ان الجن غادر جسم القاضي وأن الأخير ? بالتالي ? لن يقع في الغلط، والغريب والمريب في الأمر أن القضاة لم يطلبوا من الاختصاصي استجواب او اعتقال الجني، ليثبت او ينفي مسؤوليته عن الجريمة، وهكذا أفلت القاضي من العقوبة وظل الشيطان حرا طليقا ليمارس غواية كبار الموظفين والمسؤولين ليختلسوا ويسرقوا الأموال العامة، مسنودين بسابقة قضائية: إذا كمشوك في جريمة فدفاعك اللي ما يخرش ميّه هو ان الشيطان هو اللي سواها في مدينة خليجية اعتقلت السلطات سيدة بتهمة سلب أموال من رجل أعمال مستعينة بالسحر، وأبلغ الشاكي السلطات ان تلك السيدة سلبته نحو مليوني دولار على مدى خمس سنوات، وأنها استخدمت السحر معه حتى سلمها كافة بطاقاته البنكية والائتمانية، وما لفت انتباهي في شكوى الرجل المسحور قوله ان السيدة وزعت معظم أمواله على عيالها، وتلك المرأة الآن رهن الاعتقال، وربما تنجح في مخارجة نفسها من التهمة إذا استعانت باختصاصي يأتي بذلك الجني الذي أعانها على سلب تلك الملايين ليشيل عنها التهمة، وقد نشرت هذه الحكاية في معظم الصحف الخليجية خلال الايام القليلة الماضية، ولكن فقط من زاوية أن الرجل سلم تلك المرأة حساباته البنكية لأنه «مسحور»، بينما من الواضح عندي أنه فعلا كان مسحورا بتلك السيدة، وسلمها تلك الاموال طوعا نظير «انسحاره» بها، و لما فقدت «سحرها» بسبب «راعي حرماني و.. عامل السن».. ربما، انتبه إلى أن سحرها كلفه الملايين وحاول استرداد بطاقاته المصرفية فتمنعت او ماطلت، فألبسها تهمة السحر الأسود وفي الكويت فضيحة كبرى بعد أن انتفخت فجأة الحسابات البنكية لعدد من نواب البرلمان بمبالغ تربو على 12 مليون دولار لكل واحد منهم بين عشية وضحاها، واستجوبوا أحدهم فقال إنه فتح «كبت» أمه الراحلة فوجد فيه ذلك المبلغ (الكبت في العامية الخليجية هو ما نسميه في السودان دولاب الملابس ، وهو تحريف ل»كَبَرْد» الإنجليزية).. بالمصري «جاتنا نيلة في حظنا الهباب».. أمهات ينسين في داوليب الملابس 12 مليون دولار وينتقلن الى رحمة مولاهن، وأمهاتنا تغمدهن الله بواسع رحمته وسامحهن، يتركن لنا في الحوش وليس الدولاب كذا أخ وأخت وحفيد، لا يستطيع «حاوي» توفير الضروريات لهم والحكايات الثلاث أعلاه مهداة إلى جماعتنا الذين ينهش بعض الصحفيين الحاقدين لحمهم متسائلين من اين لهم تلك الكروش والقروش وقد كانوا إلى عهد قريب كشوش وفشوش، حتى صار عندنا كذا قرقوش، لم يتعرض أحدهم للمساءلة من جماعة صلاح قوش، ربما لأن مصدر الأموال هو شهمروش، الذي لا يتعامل مع آكلي التقلية والبوش. الراي العام نشر بتاريخ 09-10-2011