محمد عبد الله برقاوي.. [email protected] ربما عدة عناصر هي التي حفزتني للكتابة حول هذا الموضوع الذي قد يعتبره الكثيرون شأنا خاصا من حق صاحبه شرعا أن يتزوج مثنى وثلاث ورباع و يتبع الرهط بما تملك الأيمان ويمكن ببساطة أن يجد لالحاقهن بحرملك الرئيس ترزية الفتاوي الرئاسية المسوغ الذي يعيد ذلك الدأب القديم الى عصرنا في عهد الخلافة الفريدة ! العنصر الأول تلك الصورة التي لفتت نظري وقد اعتلت مقال زميلنا الكاتب الكبير مولانا / سيف الدولة حمدنا الله الأخير فيما بحثت عن سبب اقترانها بالمقال في ثنياه ولم أجده ، فقلت ربما يكون لنشرها ما بعده فلننتظر ! أو انها توحي بهيمنة عائلة الرئاسة الملكية متحدة على أمور البلاد والعباد واستعراضا لذلك وسط جماهير المملكة المغلوبة ، وهي اشارة تصب بصورة غير مباشرة في لب موضوعنا اليوم! و هي الصورة التي بدأ فيها الرئيس البشيرهازا بعصاه وهو على ظهر سيارة مكشوفة وقد توسط حرميه المصونين في لقطة تاريخية نادرة! أما العنصر الثاني ذ و الصلة المباشرة فهو ذلك الخبر القديم الجديد عن زواج آخر لسيادة الرئيس تتناقله الاوساط في السودان ، وقد وردني عبر البريد الالكتروني من كاتبنا الناهض بقوة الى أعلى الراكوبة الاستاذ/ سيف الحق حسن والذي تميز ( شماره ) بحرارة التأكيد الذي جاءه من قريبة له قالت انها على معرفة بسعيدة الحظ الجديدة وانها شابة في مقتبل العمر من جيل عروسة نسيبنا الحسيب على فرقة الجنجويد الرئيس ادريس دبي ، ولعل ذلك ما أثار غيرة رئيسنا الذي لايقل فحولة عن الرؤساء المزواجين ، فدفعه الى المضي نحو تربيع أكمال دينه ، وليستحق لقب العريس الذي نفض كيس السودان من المال والكرامة والتماسك الاجتماعي ، وعبأه دماء واحقادا وبطالة وفسادا اداريا وأخلاقيا وحروبا ومقاطعة! والعنصر الثالث هو انني رغم ايماني أيضا بان ذلك أمر شخصي في عمومايته ،ولكنه حينما يتعلق برئيس دولة هي ليست سلطنة بروناي الغنية ولا امارة موناكو المترفة، وانما دولة بحكم مشاكلها وحروبها وفقرها وفوران دماغ شعبها ، ينبغي على من يحكمها أو يفترض أنه لاينام كما ينام الأخرون باعتباره ساهرا على هموم البيت الكبير، المشقق الجدران والمثقوب السقف حيث بات لا يكفل لساكنيه ظلا آمنا ولا مأكلا كريما ولا خدمة في حدها الأدني ولا غطاء من زمهرير ولا دواء من علة ! فيما رئيسنا يفكر وسط كل هذه الجراحات التي سببها بسياساته القاصرة ، في التنقل بين ثلاثة بيوت ، والشباب عندنا لا يجدون ثمن الخاتم الفضي الذي يقدمونه لزوجات المستقبل المؤجل دون تسمية ميعاد ، في بلاد بلغت فيها مستويات العنوسة درجة مخيفة على طهارة وشرف بنات الرجال وفضيلة بلد كان الزواج فيه قبل كوارث اخفاقات الديمقراطيات الهشة والديكتاتوريات الطاردة للعزة أسهل من بناء العشة التي تضم العروسين ! وقد حولت تلك الشموليات القميئة والطويلة التيلة الناس الى سادة حكام يتبعهم محظيون متحكمون في مفاصل الأمور كلها ، أما البقية فهم رعايا لايشكلون الا تروسا صدئة في ماكينة الحياة لا يجدون من زيت التحفيز ولو القليل لتحريك ذاتهم والوطن الى الامام ! اللهم الا اذا كان الهدف من زواج رئيسنا ان هو صح خبره ، مستندا الى سياسة الصحابة الكيزان المستطيعين للباءة نحو تجفيف سوق الفتيات الصغيرات والزهرات الحلوات من البورة مسبقا واستباقا لغير القادرين من الشباب المنتظرين في صفوف الاحباط الى ما لا نهاية ! أو يكون السبب الآخر هو بر أولئك الشيوخ البررة بالعهد لشهداء غزواتهم وانابتهم في أراملهم المكلومات ! ليس ذلك بالطبع تهكما ولا تجريحا ولا انغماسا في شأن خاص ، وانما هو ابراز لحقائق ، الكل عاشها ، فالرئيس يفترض أنه ليس ملكا لنفسه ، وانما هو شخصية عامة ووفقا للواقع هو المسئؤل الأول عن الرعية ، فان كان يرى أنه يستطيع العدل في زيجاته أيا كان عددها، فأولى أن يكون عادلا بين أغلبية شعبه وقد فاحت رائحه بطونها من الجوع وجف ريقها من الغلاء و عنت الحياة بكل تشعباتها و بين أقلية بطانته ومحسوبي نظامه الذين فاحت رائحة فسادهم الذي استشرى كالسرطان ، وتنزت أجسادهم بسمنة النعم والرخاء والتخمة ! هذا ان كان فعلا رئيسا و راعيا مسئؤلا عن رعيته يؤثرها على نفسه ، أما م الله العالم بما هومعلن أ وخافي .. انه المستعان ؟!