الى متى !! العيد ... بأي حال عدت !! الصَّالح مُحمَّد الصَّالح [email protected] نعم إنقضت بفضل الله أيام العيد سريعاً كما البرق فلم تزل في النفس لوعة وشوق وحنين للمة الأهل والأحباب والأقارب والسمر على المجالس بين بني العم والخال , لكنها الأيام انقضت حاملة أنباء عودة حجاج بيت الله من المشاعر المقدسة بعد أن غسلوا ذنوبهم وتنكروا لها وعلقوا آمال العفو والرحمة بجلباب بيت الله الحرام آملين في عفو ومغفرة منه عن ذنوب استكثرت وهموم تزايدت بزيادة أعباء الحياة عليهم فيا رب لا تذر من ذنوبهم مثقال ذرة منها لهم ولنا مثلهم آملين كلنا في مغفرة منك ورحمة تسع جهلنا وضعفنا أمام واسع رحمتك وجليل قدرتك. في الخرطوم خلت الشوارع والطرقات من الزحام والجموع الهائلة المتكدسة والطائفة ببيت الجبروت والطغيان الرأسمالي بحثاً عن ستر الدنيا الفانية وريعها الزائل, ففي الوقت الذي فاضت فيه جنبات بيت الله بالحجاج من أقطار الدنيا طلباً للمغفرة والرحمة خلت الشوراع في المدن والعواصم كلها من حجاج الدنيا وظلت الملاهي الدنيوية كلها ذليلة وحيدة من حجاجها الذين هجروا زيف حالها بحثاً عن ملجأ لهم ومأوى عند باب ملكٍ عزيزٍ مُقتدر. فعادوا اليوم بعد موسم هجرة وبيع سنوي ربحت فيه تجارتهم التي بايعوا بها وأُثقلوا منها بمتاع من عند ملك عزيز لا يفنى ملكه ولا تفرغ خزائنه. مدخل: بعد طول انتظار لإعلان الحكومة وطول صبر على تشكيلها بعد وعود كثيرة من قيادات المؤتمر الوطني ورموزه وسياسييه تناثرت أمام حقيقة كونها لم تعلن بعد أبرزت للمتابعين ضعف الوطني وانهزامه أمام أٌقدام السيدين في أمل منهما بأن يغنيا الساحة السياسية بمشاركة لا ندري بماذا ستعود على الشعب السوداني من ورائها بعد أن عايشها سنين عدداً من قبل منذ حكومة المصالحة الوطنية وحتى حكومة الأحزاب وإلى يومنا هذا لايزال الأمل يحدو السيدين في قيادة الحكومة ولا يزال حلم الكرسي يراود نفس الإمام والتبعية تغازل السيد ... فهل نتتبع آمال البعض ونزواته أم نتجاوز الأمس وهناته ونعمل بحكم اليوم وقانونه. إذا لم يتحرك الوطني ويعلن حكومته في أيام معدودة قد لا يدرك مدى ما سيحققه هذا التأخير على مستقبله بعد أن بعث التأخير في التشكيل هزيمة معنوية في نفوس كل منسوبي الوطني وقياداته وعلى محيط الشعب كله الذي لولا صلاة رئيس الجمهورية في الكرمك بعد تحريرها في عيدية نزلت برداً وسلاماً على نفوس السودانيين كلهم أزالت آثار عيدية نائب الرئيس د.الحاج آدم الذي أطلقها قبل أشهر ثلاثة بكون الحكومة ستكون عيدية الشعب لعيد الفطر السابق, ورغم أن التصريح وقتها كان ربما (حسب متابعتنا) انسياقاً من النائب جراء حرارة التعيين ,على كل فإن الوطني اليوم في موقف لا يحسد عليه فإما أن يختار مقاطعة الأحزاب والإنطلاق من دونها أو الإنتظار في محطة السيدين لا ندري إلا متى!! خروج: وإلى كل من لم تصله معايدتنا بالعيد أو دعواتنا نبعث لهم برقية تحملها الكلمات بأنكم أنتم العيد لنا نبارك بكم أيامنا ونقول على لسان الشاعر: أَأَنْتَ عِيْدٌ أَمِ الأَزْهَارُ تَزْدَهِرُ ** أَمْ أَنْتَ وَرْدٌ أَمِ الأَضْوَاءُ تَنْتَشِرُ أَأَنْتَ مِسْكٌ شَذَاهُ فِي مَرَابِعِنَا ** أَمْ خُضْرَةٌ فِي رِيَاضٍ زَانَهَا الثَّمَرُ أَأَنْتَ شَمْسٌ بَدَتْ فِي الْفَجْرِ بَاسِمَةٌ ** أَمْ أَنْتَ أُغْنِيَةٌ غَنَّى بِهَا الْقَمَرُ كُلُّ الأَحِبَّةِ فِي مَغْنَاكَ هَائِمَةٌ ** وَالطِّفْلُ يَا عِيْدُ لِلتَّرْفِيْهِ يَنْتَظِرُ قَدِمْتَ فِي حُلَّةٍ مِنْ لُؤْلُؤٍ نُسِجَتْ ** وَزَادَ فِي حُسْنِهَا الأَلْمَاسُ وَالدُّرَرُ إِلَيْكِ تَهَنِئَتِي بِالْعِيْدِ أَبْعَثُهَا ** عَلَى بِسَاطِ الْهَنَا مَا مَسَّهَا كَدَرُ منشور بصحيفة الحرة بتاريخ 14/11/2011م نشر بتاريخ 14-11-2011