* بدأت في الآونة الاخيرة تعلو بعض الاصوات المعترفة بوجود جوانب ضعف وقصور في الاداء السياسي والاقتصادي لحزب المؤتمر الوطني وهذه ظاهرة صحية تستوجب تحركاً عملياً نحو الاصلاح السياسي والاقتصادي الذي لا يمكن عزله عن مجمل الحراك السياسي في الوطن, بل لابد من استصحاب الآخرين باحزابهم ومكوناتهم بدلاً من افتعال المعارك ضدهم. * لا يمكن الهجوم على الاحزاب التاريخية بحجة انها لم تتطور ولم تحدث اصلاحات ملموسة في برامجها واطروحاتها كما قال رئيس القطاع السياسي بحزب المؤتمر الوطني الدكتور قطبي المهدي دون الاعتراف بأثر هيمنة الحزب الحاكم على كل مفاصل السلطة والمال والمساعي الدائمة من اجل اختراقها وشق صف قياداتها واضعافها. * ان التحديات التي اشار لبعضها الدكتور قطبي المهدي تتطلب دفع الحوار الوطني لتحقيق الاتفاق القومي والتسوية السياسية الشاملة بعد ان فشلت الحلول الجزئية والاتفاقات الثنائية في الحفاظ على جنوب البلاد او استكمال السلام في دارفور او التراضي الوطني بين مكونات السودان الباقي. * لقد ظللنا منذ سنوات الانقاذ الاولى ندعو للحل السياسي السلمي القومي الديمقراطي ومازلنا نرى انه المخرج لكل النزاعات القائمة والتحديات الماثلة في كل انحاء السودان الباقي بما في ذلك بل في مقدمة ذلك الازمة الاقتصادية المتفاقمة. * ان الحل السياسي السلمي يتطلب الاعتراف الصادق بكل مكونات الامة السودانية في السودان الباقي وبكامل حقها في التنظيم والتعبير بل والتنافس السلمي على السلطة بلا اكراه او هيمنة فكرية او سياسية او محاولة اقصاء الآخر بالقوة لان هذا هو الطريق لتشظي الوطن وليس التدخلات الخارجية التي للاسف يتم التمهيد لها عبر الممارسات السياسية الخاطئة التي فشلت في الجنوب وفي دارفور, وكما قلنا من قبل لاداعي لتجريب المجرب.