العصب السابع 50% حشو..!! شمائل النور عندما شرع القوم في إحداث التغيير المطلوب في مضمون العملية التعليمية، أول وأكبر ما ارتكب في حقها هو المناهج التعليمية، سحب المنهج القديم الذي لا يلبي حاجات المرحلة، ثم إدخال منهج يلائم تماماً الاستراتيجية الرامية إلى تجهيل الأجيال القادمة وتفريغ عقولها، وإدخال مواد تجييش لا تتوافق أبداً والمرحلة العمرية التي هي بذرة ونواة المعرفة، وتغيير السلم التعليمي لزوم التغيير في الشكل، لكن السلم التعليمي أمره قد يكون أقل خسارة رغم الملاحظات التربوية التي رصدها أهل التشريع أنفسهم خلال المنتديات التمهيدية لمؤتمر التعليم العام القادم،، حسناً الأمر لم يتوقف على خواء العقول فقط وحشوها بال لا معلومة، بل هناك أزمة أخرى يعانيها التلاميذ، وكثرت الشكاوي والحديث عنها، وظلت الأسر تناشد وتطالب بحل هذه الأزمة المؤرقة،، أزمة الحقيبة المدرسية الثقيلة التي حنت ظهور التلاميذ، الحقيبة طبعاً معبأة بكل المقرر، فعندما تسأل أحد التلاميذ عن هذا الحمل الثقيل، الإجابة أن المدرسة تريد ذلك. أمس الأربعاء، نشرت صحيفة "الرائد" دراسة نتجت عنها أن نسبة 50% من الأطفال يعانون تشوه العمود الفقري بسبب ثقل الحقيبة المدرسية،، وأنا أتوقع أن تكون النسبة الحقيقية أكبر من ذلك بكثير.. وتصبح المحصلة النهائية في مجملها "ميتة وخراب ديار"، وليت العبء الثقيل الذي يحمله هؤلاء التلاميذ هو في مضمونه يمثل عملية معرفية حقيقية، حتى تتكافأ المعادلة قليلاً.. التفريط في الصحة مقابل نتاج معرفي مواكب، ولو أن الأمر غير عادل إلا أنه قد يُخفف كون أن النتيجة النهائية لا صحة ولا تعليم.. أعتقد أن النتائج التي تتعلق بصحة الأطفال والتي مردها مثل هذه الأسباب ستظهر نتائجها متأخرة، لذلك ينبغي أن يستصحب مؤتمر التعليم العام هذا الجانب المهم والذي يتعلق بصحة الأطفال. عندما ثار إبراهيم أحمد عمر خلال المؤتمر التنشيطي لقطاع الفكر والثقافة، صب جام غضبه على المناهج التعليمية، وقال يجب أن نجد إجابة هل هذه المناهج، مناهج تعليمية حقيقية أم أنها حشو، ولو أن الذين حضروا غضبة إبراهيم أدركوا تماماً أنه في قرارة نفسه متأكد مائة بالمائة أنها حشو ونصف وخمسة، كيف لا وهو قائد ثورة التعليم، على العموم النتائج بين يدي البروف ويمكنه الإجابة على أسئلته الحائرة. الآن الترتيبات "تقع وتقوم" لقيام مؤتمر التعليم العام، والذي ينبغي أن يحدث فيه على أقل تقدير الاعتراف بكل الأخطاء التي لازمت العملية التربوية، بكل مصداقية وإيجاد حلول لها عبر خبراء تربويين علميين مستقلين، وعلى رأسها المناهج ثقيلة الحمل، عديمة المعلومة، لابد من إنقاذ ما تبقى العالم يتطور بسرعة مخيفة، المطلوب مناهج جديدة قائمة على المعرفة كمطلب أول وأساسي، وليست المعرفة من باب المعلومة فقط والسلام، المعلومة المواكبة للعصر.. لابد من تمحيص ما يُدرس في المدارس الآن، أعتقد أن هناك مواد لم تضف أي قيمة معرفية للتلاميذ لماذا لا يتم تغيير هذه المواد وإبدالها بأخرى.. وحتى لا نُحني ظهور الطلاب بهذا الحشو وتصيبهم تشوهات العمود الفقري،، أتمنى أن يُراعي مؤتمر التعليم كل هذه الجوانب بعين الذي يعتبر ويستفيد من أخطائه. التيار